إنتصرنا قبل أن نبدأ …
انتصرنا رغم أنف الظالمين**
واتحدنا وإنصهرنا رغم كيد الكائدين **
واتفقنا ان نزيل القهر من عمق الجنون **
ونعيد الارض والعرض ونحيا في شجون **
لقد إنتصرنا ولو اصبح السودان في يوم (19) ديسمبر خلية نحل يصن صوتها الاذان ، ولو انتشر الناس يملاءون العاصمة ضجيجا وحركة ، ولم يتحقق ما نصبوا اليه ، فقد إنكشفت الاغطية ، وتوهج الضوء وارتفعت السنان فلم يعد الأمر يعني المعارضة كما يعني شعب برماح الشباب الصناديد ، لقد كان مجمل الأمر محصورا بين المعارضة والحكومة في سابق العهد ، ولكنه تبدل كما تتبدل الأيام ، وامسي بين الشعب بقيادة شبابها الميامين ومعارضة تسير في ركبه تناصحه وترشده ، وهو ينشر دروعه السميكة ومخالبة النضرة ، ضد هذا النظام الغاشم المستبد ، لقد وضحت الرؤى ، واستبانت الحقائق لإبنائنا الابرار ، فأنتزعوا الراية من المعارضين عنوة وإقتدارا ، التي كنا في سابق الأيام نتمني ونحلم بان يحملوا منها ، ولو جزءا” قليلا” حتي يقوي عودهم ، فأستجاب القدير لإمانينا ، وهاهم يحملونها ظافرين ومن ضربة البداية ومنذ اعلانهم العصيان الإبتدائي ، قهروا ذاك الطاغية وهو في قصره المسلوب ، ودقوا طبول النهايات بشكيمتهم ومنعتهم ، وضجت خيولهم ، لإسدال الستار علي حكاية شارفت علي الإندثار والتلاشي .
وما العصيان الذي ساروا عليه إشارة وبشارة ليلتقي جيل البطولات بجيل التضحيات ، (27) عاما تشارف علي نهايتها لم يهتز عرش الطغيان كما يهتز اليوم ، فالدائن امسي يطالب بدينه ، وصاحب الحق يطالب بحقوقه .
انتصرنا عندما زفر البشير انفاسه المرعوبة يهدد ويتوعد قادة الكيبورت .
انتصرنا عندما انهزم وهو يلقي بتمثليته المقيتة في كسلا ، ويجلب باموال الشعب جمهور البسطاء والمساكين للوقف تحت مسرحه ليسمعهم شريطه البالي الذي حفظه الجميع ، كذبا” وادعاء” ، ونفاق وهم يتفرجون لا يعوا ماذا يفعلون ؟ مقابل حفنة من الجنيهات التي سلبها منهم ضرائب واتاوات ، وشروهم بثمن بخس وكانوا فيهم من الزاهدين .
انتصرنا عندما بكي وشكي ، وقال : (انا منكم يا ناس المناقل) وانه حلب الضرع وحصد الزرع مختلف مع قيادات المعارصة !! وفي الحقيقة لم يحلب الا حقوق اهله ليحولها لدول العالم إكتنزها سلبا” ونهبا” وظلما” ، ولم يحصد سوي رقاب المناضلين الأشاوس ، وينكل بهم في سجونه ومعتقلاته المشؤمة التي تعكس طغيانه وديكتاتوريته البغيضة ، وحصد الشعب الصابر الديون المتراكمة التي تخر من حملها الجبال ؛ فأمسى علي شفا الإنهيار .
هذا هو ما حصدناه من حكم البشير والمتاسلمين ، الذين حلبوا ضرع السودان هو واسرته والمتأسلمين السفلة الفسدة ، كل موارد الوطن في خزائنهم .
نعم انتصرنا وهو يرتجف ويحشد في المواطنين البسطاء ويستغلهم اسواء استغلال ، للوقوف معه في محنته ، ضد شباب البلاد الذي احترقوا من وطاءة الظلم والقهر والإستبداد ، والتشرد والعطالة والبطالة ، واغلقت امامهم السبل ليهنئوا بحياة كريمة ، وأمن وأمان ، يدافع عنهم لا يسلط عليهم سيفه ويحكم في قبضته رقابهم وينكل بهم أبشع تنكيل ..
انتصرنا اولا” واخير” عندما اعتلى الاشاوش الغر الميامين زمام مبادرة ليخطفوا الراية ، بلا خوف ولا رعب ، ويصرخوا بصوت واحد نحن عصينا.. عصينا عصينا .
كل ما يحدث غدا” انتصارا” للقيادة الاولي بحسابتنا الا وهي : الشبابية التي نحتفل بها ونرفع لها القبعات ، ونسلمها القيادة في غبطة ومودة ، ولا نقل لهم سيروا شبابنا وعين الله ترعاكم ، فقط بل نقل لهم سيروا ونحن من خلفكم وعين الله ترعانا جميعا” ، ونحس بوجعكم وأنينكم ، شيبا وشبابا”وكهولا ، ونوقد لكم أيادينا شموعا” لتكشف لكم الطريق ، وما النصر الا من عند الله .
السجان وحاشيته يهزهم الرعب ، ويتوسدوا مفارشهم الهوان والذل ، وآن الآوان
لإقتلاعهم ، والحساب والعقاب حاضرهم ومستقبلهم .
كيفَ أنامُ عنْ ساداتِ قوم**
ٍأنا في فَضْلِ نِعْمتِهمْ رُبيت**
وإنْ دارْتْ بِهِمْ خَيْلُ الأَعادي**
ونَادوني أجَبْتُ متى دُعِيتُ **
بسيفٍ حدهُ يزجي المنايا**
وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميت ُ**
خلقتُ من الحديدِ أشدَّ قلباً**
وقد بليَ الحديدُ ومابليتُ**
Ghalib Tayfour