من وحي العصيان..

من وحي العصيان..

لا حديث لكل افراد الشعب السوداني بكل طوائفه ، وكافة قطاعاته الا عن العصيان المحدد له غدا ؛ فقد طغت اخباره علي كل الأخبار ،  والكل في حالة ترقب لهذا الحدث الزلزال ، والنظام واجهزته يحاولان ان يبدوان بمظهر غير المكترث او غير المبالي غير ان تصريحات المسئولين تبرز غير ذلك بدءا” بالرئيس وحتي أتفه مسئوليه أمثال (ربيع عبدالعاطي) الكوز الواطي .
كلهم خائفون مرتعدون لا يغمض لهم جفن هذه الايام وحتي مناصريهم انخفضت اصواتهم ، وبان ضعفهم وهذا حال الجبناء بعد أن استبانت عوراتهم وسؤاتهم ولم يعد بمقدورهم تغطية عجزهم ، وفشلهم بجانب ما ارتكبوه طيلة عهدهم من تصفيات ، وقتل ونهب وسرقات ، وتعديات .
هم يعيشون اسوأ ايام حياتهم ، كوابيس المحاسبه تقض مضاجعهم ، وسياط العدل الثوري تدوي فرقعاتها في فضاءاتهم والقصاص تلوح بوارقه حولهم .
البشير يطوف بالمناطق ذات التأثير كسلا ، والجزيره وغيرها تارة يتوعد ، واخري يهادن ويستعطف ممارسا عادته في الكذب ، وإطلاق الوعود الزائفه والذي يراه هذه الأيام يعتقد وكأنه تخطي المائة عام ، يبدو الرهق عليه تتثاقل منه الخطي  مع انحناءة في الظهر الذي ينؤ بحمل ملايين الذنوب ، والعياذ بالله يحاول الرقص الذي اعتاد عليه لكنه يفشل فالايقاع لم يعد هو الايقاع والناس لم يعودوا هم الناس الاكثريه التي نراها من الشامتين الذي يقضون الوقت بالاستمتاع بالنظر اليه ، وهو علي هذا الحال ، يستمعون الي خطبه الخاويه الخائره يضحكون جهرا وسرا فالطوفان يراه رأي العين ، وياله من طوفان لا يبقي ولا يذر!! والخناق يضيق والقبضة ترتخي ، والسامر ينفض من حوله اين المفر ؟ وكيف الخلاص؟
بالامس أصدرت الخارجية الامريكيه بيانا واضحا تدعو فيه لاحترام خيارات الشعب ، والتعامل مع احتجاجاته دون اية تدخلات امنيه تتخذ العنف والقتل وسيله للقمع وايقاف الزحف الشعبي الكاسح وتنتقد اعتقالات النظام للمعارضين ، وتدعو لاطلاق حريات التعبير وعدم مصادرة وايقاف الصحف ، وهذا هو حال الاداره الامريكيه عندما تري اي نظام وان كان من حلفائها  في طريقه للنهاية الحتميه عبر اجهزتها المتلصلصه في اعماق الاعماق ، وتقارير ها التي تعدها عبر وسائلها وهذا ما حدث اثناء ثورة المصريين ضد نظام مبارك وشد بن علي وكل الانظمه التي زالت امام الثورات الشعبيه.
هذا النداء الامريكي هو في الواقع تعليمات واضحه للنظام الذي يخافها اكثر من اي شئ وهو ما يضاعف حالة الاحباط لدي النظام واجهزته ويدخل الرعب اكثر في قلوبهم ويزلزل الارض تحت اقدامهم ، فالامر واضح جلي انتهت المسأله بالنسبة لنظام لم يستمع للنصح بالرغم من كثرة الناصحين ولم يكترث لفعل ولم يحسب حساب لما هو آت وكما يقول اهلنا لكل من يركب رأسه عنادا وتكبرا وعنجهية وصلفا وتجبرا (شيل شيلتك وارجا الراجيك) .
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ(4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ۖ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ۘ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ(6) صدق الله العظيم -(القمر)
والله غالب علي أمره ، وهو الذي اذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون .

Ghalib Tayfour