الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / البجاور البخيت ببخت !!

البجاور البخيت ببخت !!

لن أنسي ما حييت  تلك اللحظات التي سطرها  القدر الجميل  ذات نهار     في قاهرة المعز   رغم انني  لاعرف كيف قهرت المعز   وهي التي أعزتني في ذلك اليوم .
كنت أتأهب   للذهاب الي مكتب الجبهة  الوطنية   العريضة  بشارع فيصل  بعد قضاء  بعض الاجراءات. بمجمع التحرير  وكنت في عجلة من امري   للحاق بالشهيد شيخ المناضلين الاستاذ علي محمود حسنين طيب الله ثراه .
ولذا قررت  اخذ سيارة أجرة   من شارع التحرير  المقابل للمجمع .
وفي ذلك  الاثناء وقع نظري علي  الفنان  الاستاذ أبوعركي البخيت  يعبر الشارع في اتجاهي من الجهة المقابلة  .
فتأهبت للسلام عليه وتحيته   ولكن  حين عبر الشارع واصبح بيني وبينه   اقل من ثلاث خطوات  وقف ميكروباص أشار له أبوعركي  ،لما بلغته كان قد صعد اليه  فوجدت نفسي بلا تفكير أصعد  خلفه  ولحسن الحظ كان المقعد الملاصق له خالي فجلست  الي جواره   وقمت بتحيته بحراره  لفتت انظار كل من كأن في الحافلة  حتي أحسست  الخجل  بدأ في وجهه ذاك الجميل الشفيف فحاولت   تمالك  ذلك الشعور   الممزوج  بالدهشة والفرحة   وربما الرهبة     ولولا     ان اعانني     بحديثه الراقي  المتواضع حد  الجمال الرفيع لربما  لم اتجاوز تلك الحالة ..
فكان لي الصمت ج في حضرته وطاب لي الجلوس   وتمنيت ان لا يصمت  لحظة   .
وتمنيت الزمن ان يتوقف  في تلك اللحظة .
ولكن  كان الزمن بخيلا جدا حيث  طلب  النزول عند آخر شارع التحرير مع تقاطع شارع السودان.
فوجدتني أنزل قبله  وكأني   أريد أن أكون في استقباله مرة أخري وقمت بدفع الاجرة للسائق  وقلت له نفرين يسطي    فقال لي   بقيت مصري  بس      بعدين ده واجب علينا
قلت لي   ده أقل واجب ياستاذ    واكرام لينا  منك .
ورايت في وجهه نظرة  تقول للتواضع تعال لأعلمك التواضع
قال لي أنا  نازل في العمارة ديك واشار  اليها    واردف اتفضل معانا  شوية ياخ
لولا   تقديري للموقف لمًا أعتذرت له بأني علي موعد  ووعدته  بالزيارة  وإفترقنا  ووقفت  اترغب خطوه المموسق حتي غاب في مدخل العمارة  فسرت راجلا الي الجهة الاخري   ل ألوي علي شئ  كما تقول فاكهة الصحافة السودانية خفيفة الظل الاستاذة صباح أحمد   حتي اخذت احدي  الميكروباصات  الي شارع فيصل    وما ان استويت  علي المقعد  والا واغمضت عيني   وكاني   اخاف ان  يتبخر منها ذلك المشهد    ، ووجدتني  أسمع أم أردد لا أدري  أغنية   جبل مرة   رائعته التي ابدعها وأهداها له الراحل كابلي السودان  كأني  اسمعه حين يروي قصتها في تلك الرحلة التي جمعتهم في جبل مرة  وكانت هذه الاغنية وليدة تلك اللحظات ..ثم اجدني   في جبل مرة  اراه  راي العين  مع كل مقطع      واغشي الحبان  في كل مكان   وأحس رزاز شلالات  مرتجلو  في قلول  واداعب تلك الرمانة التي تدلت علي جدول   الذي اسمع خريره المنساب كعذوبة لحن الاغنية  واشم رائحة  زهرة التفاح تملأ  انفاسي
بين غيمة تغازل كل زهرة …ولكني لم اكن  اشعر كأني جوه جنة ،بل كنت حقيقة في الجنة حتي افاقني صوت  السائق  يصيح اول فيصل  وهي محطتي  فهرولت مسرعا بالنزول   ..ثم  سرت متمهلا الي المكتب  الذي يبعد مسافة ليست بالقريبة وانا  اغمض  محاولا استرجاع تلك اللحظات وافتحها لأري الطريق حتي وصلت المكتب   وهنا كانت نهاية خروجي من الجنة  الي جنة اخري في حضرة   استاذي ومعلمي وملهمي    ومدرسة الوطنية والنضال   الذي يعزفها ويغنيها   موسيقار النضال أبوعركي البخيت  .
فمن جاور السعيد بسعد ومن جاور البخيت ببخت وانا جاورت كلاهما ذلك اليوم  .
الرحمة والخلود الاستاذ علي محمود حسنين  ودوام الصحة والعافية والسعادة والعطاء لفنان الشعب  أبوعركي البخيت

بحبك حب ما حباهو زول لبشر 🌹🌹🌹
عاشق البخيت أزهري أبواليسر

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.