الخميس , مارس 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لـ(الحراك).. (1 ـ 2):

رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لـ(الحراك).. (1 ـ 2):

رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لـ(الحراك).. (1 ـ 2):

*الثورة تم اختطافها من اللجنة الأمنية وقوى الحرية والتغيير

*المشاركون في السلطة عبر السلاح هم انقلابيون .. وليس كل حملة السلاح ثواراً

*جهاز الاستخبارات في عهد البشير انشأ مليشيات قبلية وعنصرية يحركها وقتما يشاء

*لايوجد سلام في ظل وجود انقلاب قائم

شن رئيس ومؤسس حركة جيش تحرير السودان، عبد الواحد محمد أحمد النور، هجوماً حاداً تجاه السلطة الانقلابية، وشدد على ضرورة اسقاط قادتها، وقال إن فرص السلام قد تلاشت تماماً بعد انقلاب 25 أكتوبر، وكشف في حوار أجرته معه (الحراك السياسي)، عن الملامح العامة التي بموجبها يمكن أن تخرج البلاد من أزماتها.
واتهم عبد الواحد، الحركات الموقعة على اتفاق السلام، بالمشاركة في الانقلاب، وقال: أي شخص يحمل سلاحاً ويريد المشاركة في السلطة باسم السلاح يعتبر انقلابياً، لأن السلطة لن تأتي بقوة السلاح .. السلطة هي سلطة الشعب وارادته، وأي شخص يريد تزوير ارادة الشعب هو انقلابي. وأردف: أي ثورة حقيقية تقوم بتغيير النظام ولا تصبح جزءًا من النظام، لذا هناك فرق كبير جداً بين الثورة وبين الانقلاب، وليس أي شخص حمل السلاح يعتبر ثائراً.
عبد الواحد قدم في الحوار شرحاً لرؤية الحركة لحل الأزمة السودانية، وقال: رؤيتنا، هي أولاً اسقاط الانقلاب ومن ثم يمكننا أن نعمل الحوار (السوداني ـ السوداني) في مناخ سلمي وديمقراطي وآمن… إلى مضابط الحلقة الأولى من الحوار:

حوار ـ عمار موسى

*كيف تنظرون للأوضاع السياسية في البلاد؟

أولاً .. يجب علينا كلنا الاعتراف بأن السودان بلد مأزوم، وأزمة السودان مرتبطة بجذور تاريخية، وهي تعود إلى أن السودان كان عبارة عن دويلات أو ممالك، ولم تتم وحدة السودان عبر الارادة الطوعية للسودانيين وفق عقد اجتماعي، لبناء دولة المواطنة المتساوية والمؤسسات فالاستعمار الانجليزي هو من وحد السودان بالقوة وكذلك فعلت الدولة المهدية والتركية السابقة. لكن الدولة لم تؤسس على وحدة بتراضي الشعب السوداني، بأن يتم التواضع على معايير وطنية تقوم عليها البلد، لأن الدولة لم تقم على أساس المواطنة أو ادارة التنوع أو عبر مؤسسات وطنية. منها مؤسسة الجيش التي كانت عبارة عن مؤسسة للصفوة تمارس القتل والابادة، بحيث يتم استخدامه في الحلول السياسية.
مثلاً الحرب في جنوب السودان بدأت منذ العام 1955م، وهي كانت عبارة عن حرب سياسية وليست مشكلة أمنية، لكن استخدم الجيش فيها ضد (أنانيا 1)، ومن ثم (أنانيا 2)، وبعدها الحركة الشعبية إلى أن تم استقلال جنوب السودان، بينما كان يجب أن تحل الأزمة عبر الحلول السياسية.

*ألا ترى ان الثورة الحالية وحدت الشعب السوداني؟

معلوم ان الازمة التي ذكرتها نتج عنها أن الشعب السوداني بعد انقلاب الاسلاميين في 1989م، الذين مكثوا في السلطة على مدى ثلاثين عاماً، قطعت أواصر الدولة بأحادية التفكير والهوية والدين والسلطة، وورثنا هذا التعقيد الهائل، وبعده قامت ثورة شعبية لجيل جديد تحرر من كل شئ، وقام الشباب بثورة عظيمة جداً .. وثورة الكنداكات والشفاتة والجيل الراكب راس، ولجان المقاومة، وهذه تعد من أعظم ثورات الشعوب في العالم. لأنها ثورة صحوة وثورة جيل لديه فكر جديد ورؤية جديدة لهذا الوطن.
لكن بكل أسف هذه الثورة تم اختطافها سواء أكان من اللجنة الأمنية أو الذين نصبوا أنفسهم ممثلين للثورة من قوى الحرية والتغيير وغيرهم، والآن الثوار الفعليين غير موجودين، والذين يفترض أن يشكلوا ملامح الفترة الانتقالية، لأنهم يعلمون لماذا أنهم ثاروا؟.. وماذا يريدون لبلدهم؟؟.. لكن الثوار الحقيقيون تم ابعادهم بعد اختطاف الثورة.

*هل تريد القول ان من يقوم بالعلاج الآن عبر نظام حكم لا يعرف اصل الداء وكان الاجدى ان يترك الأمر للشباب؟

نعم ..فالطرفان المختطفين للثورة من العسكر والمدنيين لا يعرفون لماذا ثار هذا الشعب، وماهي الحلول لوضع برنامج الفترة الانتقالية الحقيقية، الكل كان متلهفاً ولاهثاً وراء السلطة، لذلك كان من الطبيعي أنهم يعملون على افشال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وطبيعي جداً ما دام هناك طرفان، أن يتخلص الطرف الأقوى من الطرف الأضعف، لذلك تخلص العسكريون من المدنيين، وبالتالي وصلنا لهذه النهاية المعقدة في بلد ليس لديه أي علاقة بالمؤسسات أو مشروع وطني .. بلد فاشل بالدرجة الأولى.. والأسوأ من هذا وذاك وجود الحلول المحلية والمحاور الأقليمية والدولية الفاشلة، وكذلك الإتحاد الإفريقي، وايضاً الحلول الدولية لأنه لاتوجد أي رؤية منذ العام 1956م حتى اليوم .. كل الاتفاقيات (أبوجا ـ الدوحة ـ سرت ـ المنطقتين ـ القاهرة)، كل هذه الاتفاقيات كانت حلولاً اقليمية أو دولية ولا توجد حلول وطنية، ولأن السودانيين اصحاب الوجعة الحقيقيين لم يجلسوا لتحديد الأزمة، وأقصد بالسودانيين، المواطنين البسيطين بمختلف قطاعاتهم المجتمعية و الدينية والقبلية والمكونات السياسية وحتى العسكرية منها .. كان يجب أن يجلسوا ليحددوا الحلول.

*بعد انقلاب العسكريين على السلطة الانتقالية تلاشت فرص السلام؟

بالتأكيد .. إذ أنه لايمكن أن يكون هناك سلام في ظل انقلاب قائم، لأن أي سلام يفترض أن يُبنى على حق ديمقراطي. وشروط السلام يجب على الجميع المشاركة .. لأن أزمة السلام في السودان هي أزمة للسودانيين كلهم، وليست أزمة مناطق فقط .. أزمة في شكل الحكم وسياسات الدولة بكافة مناطق البلاد، وبالتالي أي حرب ستتأثر بها بقية أرجاء السودان، وإن كانت بالتفاوت لذلك حتى يكون هناك سلام لابد من مشاركة الجميع في سلام شامل وليس جزئياً، كما يحدث في سلام المناطقيات والمسارات .. بلا شك أن كل عملية ممكنة في السودان في كل مناحي الحياة الآن تلاشت تماماً وليس عملية السلام وحدها.

*كيف تنظرون لاتفاقية السلام الموقعة بجوبا بين بعض الحركات والحكومة الانتقالية؟

نراها كما يراها الشعب السوداني والموقعون أنفسهم، وهي اتفاقية جزئية، ودعنا نتساءل هل هناك سلام في الأمكنة التي من أجلها وقع اتفاق المسارات؟؟.. وهل أزمة السودان نفسها هي أزمة مسارات؟.. أم أن الأزمة موجودة في دارفور وجبال النوبة وكردفان والنيل الأزرق وشرق السودان والشمالية أو أي مكان في السودان؟؟
الحرب يمكن ان تشتعل ايضاً في كردفان أو الجزيرة والنيل الأبيض اذا كانت مخاطبة القضايا الوطنية تتم مع من حملوا السلاح فقط.. فالأزمة هي نفس أزمة المواطنة المتساوية وأزمة سيادة القانون وأزمة دولة المؤسسات وأزمة إدارة التنوع والموارد، هذه هي أزمتنا في السودان. وهي بالطبع لن تحل بالمنابر، وإنما بجلوس الكل مع بعض في حوار وطني (سوداني ـ سوداني)، كما نقترح نحن.

*هناك حركات موقعة على اتفاق السلام متهمة بدعم الانقلابيين؟

أي ثورة حقيقية تقوم بتغيير النظام لن تصبح جزءاً من النظام، لذا هناك فرق كبير جداً بين الثورة وبين الانقلاب، وليس أي شخص حمل السلاح يعتبر ثائراً، وأي شخص يحمل سلاحاً ويريد المشاركة في السلطة باسم السلاح يعتبر انقلابياً، لأن السلطة لن تأتي بقوة السلاح انما بارادة الجماهير وعبر صناديق الانتخابات .. ان السلاح يستخدم لمحاربة المستبدين، واسقاطهم لأنهم يحكمون بالقوة .. السلطة هي سلطة الشعب وارادته، وأي شخص يريد تزوير ارادة الشعب هو انقلابي.

*رغم اتفاق جوبا، إلا أن أقليم دارفور لايزال يعاني من المهددات الأمنية.. أبرزها أحداث العنف في كرينك وغيرها؟

نعم .. الأزمة هي ليست خاصة بإقليم دارفور، إنما هي أزمة السودان بإقليم في دارفور، كما هو الحال في جبال النوبة والنيل الأزرق، وكان قبلها في جنوب السودان.
دارفور لديها أعرق تاريخ، وكانت عبارة عن سلطنات وممالك، عاشت منذ عصور قبل الأديان (اليهودية والمسيحية والاسلام)، وكانت دولة مستقلة ولديها تاريخها العريق.. لكن الأزمة في السودان تكمن في أزمة الدولة في الخرطوم، لأنه لا يوجد مشروع وطني منذ 1956م كما ذكرت لك، لحل هذه المشاكل .. نحن مثلاً أسسنا حركة تحرير السودان، لم نسمها حركة تحرير دارفور لحل مشكلة دارفور فقط. قلنا إن المشكلة هي في السودان كله، وحتى يتم حلها لابد أن تقوم دولة بمعيار دولة المواطنة المتساوية، ودولة المؤسسات وفصل الدين عن الدولة، ودولة حريات فردية وجماعية (الليبرالية السودانية) التي نقصدها، ودولة فيدرالية، لأننا بلد متعدد الأعراق والثقافات والجغرافيات. ويجب أن يخاطب الحكم الفيدرالي جذور الأزمة، حتى يكون لدينا ادارة رشيدة لمواردنا البشرية والاقتصادية.
أما العنف فهو مصطنع، ولديه تاريخ طويل جداً، والأمر المهم أن جهاز الاستخبارات السوداني، بعد تمردنا رأى أن النسيج الاجتماعي اضعف حلقات مجتمع دارفور، فقام بتأسيس مليشيات على أساس عرقي، والتي بدورها أفرزت جرائم الحرب والتطهير العرقي والابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية، ودليلنا على ذلك أنهم أنشاؤوا مليشيات قبلية وعنصرية تحركها تلك الأجهزة الاستخباراتية وقتما شاءت.
وأهل دارفور لديهم سلطنة، وكانوا يعيشون في نظام فيدرالي، كان وقتها العالم لم يستطع حل مشاكله، لكن أهل دارفور حينها حلوا مشاكلهم بـ(الحواكير) كأعظم نظام فيدرالي في العالم، وكانت أي قبيلة لها (حاكورة).. كانت تتم إدارتها بواسطة السلطان، وكل القبائل تعيش في أمان ومنصهرة مع بعضها البعض. لكن الدولة الوطنية الفاشلة في السودان، لأنها فشلت في ايجاد الحلول للشعب، خلقت هذه الفتن والحروبات العرقية والإبادة المستمرة. ومارست القتل والتشريد، وأجبرت المواطنين لللجوء إلى معسكرات النزوح بالملايين، والحكومة كلها مطلوبة لدى محكمة الجنايات الدولية لارتكابها هذه الجرائم.

*ما هي رؤية حركة جيش تحرير السودان نحو تحقيق السلام في البلاد؟

تعرف يا أستاذي الجليل، أننا كحركة جيش تحرير السودان، شددنا منذ بواكير الانقلاب على الثورة في أبريل، على ضرورة إعلان حكومة مدنية من شخصيات مستقلة من ميدان الاعتصام بالقيادة العامة، على أن تكون مهمة تلك الحكومة العمل على اجراء حوار (سوداني ـ سوداني)، ليتحاور كل السودانيين فيما بينهم لوضع حل نهائي للأزمة في البلاد، حتى لا يكون هناك تمرد لا في دارفور أو كردفان أو الشرق أو النيل الأزرق أو الجزيرة أو الشمالية أو حتى في أي مكان آخر، هذه كانت رؤيتنا للحل.
لكن تم الاختطاف، ونحن لم نتنازل من هذا المبدأ، ذهبنا نحن في حركة جيش تحرير السودان وأجرينا لقاء تشاورياً في الفترة من 25 يونيو – 3 يوليو 2021م ، وأجزنا مسودة مبادرة الحوار (السوداني ـ السوداني)، ومن أهم مرتكزاته أن كل الشعب السوداني بكافة مكوناته الثورية، والذين صنعوا الثورة الشفاتة والكنداكات والجيل الراكب راس ولجان المقاومة، والادارات الأهلية والنازحون، واللاجئون والتنظيمات السياسية والعسكرية، والرعاة والمزارعون والاكاديميون والمفكرون وبقية المكونات الجغرافية والدينية من الطرق الصوفية والمسيحيين والكجور أو أي ديانة أخرى، أن نجلس جميعنا للنظر في جذور أزمة السودان التأريخية . والسعي لحل أزمة الحرب والاقتصاد، خاصة وأن بلادنا تمتلك موارد معدنية هائلة وأراضٍ زراعية، وعلى الرغم من ذلك نحن فقراء، لأننا ليس لدينا دولة مؤسسات، لإدارة هذا الاقتصاد. وايضاً لدينا تعدد وهو أحد أسباب القوة في كل دول العالم، لكننا فشلنا في ادارته، لذا جئنا بفكرة الحوار (السوداني ـ السوداني) .. لكن بكل أسف لا يمكن أن يتم ذلك الحوار في ظل الانقلاب، لذلك رؤيتنا، هي أولاً اسقاط الانقلاب ومن ثم يمكننا أن نعمل الحوار (السوداني ـ السوداني) في مناخ سلمي وديمقراطي وآمن.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.