الخميس , مايو 9 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / إغتيال الطفل عموري … جريمة البرهان التي لن تسقط بالتقادم …

إغتيال الطفل عموري … جريمة البرهان التي لن تسقط بالتقادم …

يعيش العالم الآن مأسآة الطفل المغربي  ريان والذي سقط في حفرة ويراقب العالم كله إخراجه والدعاء له بالسلامة والنجاة، وانا منهم أدعو الله أن يرده إلى والديه ويجعله قرة عين لهم ..
لا يوجد خطأ بشري في قصة الطفل المغربي ريان ، فهو قد تعثر وسقط في تلك البئر ولا توجد شبهة جنائية  ، لكن سوف أحدثكم اليوم عن جريمة إغتيال الطفل عموري والذي قتلته قوات البرهان في الثالث من يونيو من عام 2019  في الشقيلاب في جنوب الخرطوم ..
كان الطفل عموري كالفراشة يطير من مكان إلى اخر ويحمل في جوانحه الفرحة والسعادة ويستعد  لكل ما هو قادم  وجديد ،العودة ، المدرسة ، مقابلة اقرانه ، فقد قضى الإجازة في مصر وعاد في أواخر شهر رمضان ليحضر العيد في السودان ، ولم يكن يعلم أنه أتى ليلقى مصيره مقتولاً برصاص قوات الدعم السريع ، في ذلك اليوم المشؤم ، وبعد فض الإعتصام ، إنتقلت قوات الدعم السريع وهي تحمل أوامر القتل والإنتقام إلى اطراف العاصمة ، وفي ذلك التاريخ والذي كُتب على كل  علامات قبور الشهداء ذهب الطفل النجيب عموري مع والدته إلى المخبز وعاد معها وهو يحمل الخبز حتى يدرك الجميع وجبة الإفطار ، وهم في الطريق داهمتهم قوة تتبع للدعم السريع وهي تطلق النار بشكل عشوائي وحاولت دهسهم ، سارعت الوالدة الحنونة إلى إبعاد صغيرها من السيارة العسكرية ودفعته بعيداً عن مسار السيارة ولكنها تبينت أن عمرو لاقى قدره المحتوم ، فقد نالت منه إحدى الرصاصات فأختلطت دمائه  الزكية بالمياه الراكدة في الشارع والبعض الآخر التصق بالجدار وتناثر مخه إلى قطع صغيرة  ، لم تصدق الوالدة المكلومة ما رأته ومضت تحركه  وتهزه وتسأله عن ما أصابه وهي بين الصدمة والذهول ، وكانت تعتقد أنها بذلك  سوف تعيده  للحياة ، لم تصدق الأم المكلومة ما رأت ولم تتخيل أن عمرو ،  ذلك الطفل البرئ ، سوف يموت مقتولاً بهذه الطريقة البشعة وامام ناظريها  ، ولم تظن على الإطلاق  أن ما رأته هو طفلها الحبيب ،مسجى على الأرض ويقطر دماً من رأسه وانفه وفمه ،  ولم تعتقد انها تبادل  النظرة الأخيرة لطفل لطالما ارضعته وحملته  وهن على وهن وعاشت حياتها على أن يكبر وينجح في الحياة ، ولكن القتلة قتلوا الأمل قبل أن يقتلوا الأم بالحسرة والحزن  ، حمله الجميع وأسرعوا به للمستشفى لعلهم يسابقون القدر ، لعل عموري يعود وهو يضحك ويصبح مثل الفراشة يطير من بستان إلى بستان  ، ولكن الطبيب كتب له  شهادة الوفاة ولف رأسه بالشاش والقطن حتى يمسك الدماء من الخروج ، ذهبوا بعموري إلى المقابر ودفنوه وعاشت أمه لحظات الألم الرهيب والحزن ولعلها تسأل حتى اليوم …ماذا فعل لكم عموري حتى تقتلوه بتلك الطريقة البشعة ؟؟ أنه طفل برئ ..فكيف فعلتم ذلك ؟؟
الله في عموري …الله في عموري .. الله في عموري
الإنسان الطبيعي سوف تهزه هذه الجريمة وتحرك أحاسيسه فيشعر بالندم ويخشى الحساب يوم القيامة حيث يُسأل كيف ازهقت نفس طفل برئ ؟؟ ، اما القاتل المتمرس والمجرم  فإن هذه الجريمة البشعة  لا تحرك شعرة في جلده ولا  تجعله يشعر  بالأسف والندم ، وسوف يقبل على القتل  ويدمنه حتى يكون جزءاً من حياته ولن يعيش حياته من دون أن  يسفك الدماء ..
يُقال أنه عندما وُلد الحجاج ، رفض الرضاعة ، فأتوا به إلى حكيم العرب الحارث بن كلدة وشكت أمه للحارث  بأنه – الحجاج – لا يقبل الرضاعة ، فقام الحارث بذبح تيس ومرر دمه في فم الحجاج حتى جعله يشعر بطعم الدم فأقبل  الحجاج على الثدي وقبل بالرضاعة ..
لذلك كان الحجاج جرئياً على الدماء ولا يرضى بأقل من القتل ، جرائم البرهان وحميدتي لا يُمكن أن تحصى أو تعد ، ولكن لن نيأس من عدالة  السماء  بأن الله  سوف يسلط عليهم  بسبب جرائمهم من يهلكهم أو من يصيبهم بنفس الأذى الذي اذاقوه لغيرهم من الناس  ، والتاريخ علمنا : أن كل ظالم سوف يُبلى بأظلم.
بشري احمد علي

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.