دك الطغيان بأمر العصيان …
عندما أشرنا في مقال سابق الي التقليل من شأن العصيان ، الذي يتبعه البعض وأعتبار ان مسألة سقوط النظام عبر العصيان المدني المعلن ، وان الأمر سيكون مجرد نزهه تعقبها سقوط الانقاذ فأننا نود أن نوضح للجميع ، ولمن يري اننا نمارس التخذيل والتخويف فأننا نكرر ، ونقول : بأن من يعتقد ان الأمور ستسير وفق ما يشتهي ويتصور فهو واهم ، وحالم ينساق وراء مفاهيم خاطئة ، وتصورات تجانب الحقائق ، وترفض ما هو ماثل علي أرض الواقع ، وهذا لعمري هو الفشل بعينه ، والمستنقع الذي يمكن ان يغرق كل الآمال والطموحات . اننا نؤمن ايمانا قاطعا بان العصيان المدني فعل ثوري شعبي ، والإجماع عليه من كل فئات الشعب المؤثره ، سيكون الضربة القاضية للنظام ، علي ان يشمل كل الولايات والمدن ، وان تصاحبه اتصالات تنسيقيه منظمه تعكس تماسك ، وتوحد الصفوف ، وتفعيل الموجهات التي من شأنها إحداث الأثر المطلوب داخليا وخارجيا ، والا فان العمل نفسه سيكون عشوائيا لأنه سيواجه خصما فاسدا” لديه من الامكانيات ما يمكنه من اختراق الصفوف ، ونشر الاحباط خاصة وبيده آلة اعلاميه ضخمه فضائيات ، اذاعات ، صحف ، وكوادر جاهزة للتضليل ، وتزوير الحقائق ، والترويج للاشاعات الكاذبة ، المضللة ، لبث روح التخازل ، وتثبيط الهمم ، الاأن الشعب صار واعي ومدرك لفقدان الاعلام الحكومي مصداقيته ، وقيمته .
هذا بالاضافة الي ما تقوم به هذه الأيام من نشر البوستات ، والصور المناوئة للعصيان وهذا يعني استخدام سلاح من نفس النوع ، إذ ان اداة التوجيه الشعبي هي وسائط التواصل الاجتماعي ، وحتى هذه الوسيلة تجمع بين الشباب ، وبين المتضامنين مع العصيان ، يمكن تعطيلها في أول ايام العصيان ، أو التشويش عليها ، وايضا بمقدور الحكومة نشر عددا” من افرادها لإحداث حراك بالشارع ، لكسر العصيان ، وحتي يقال ان الحركة بالشارع عادية ، والعصيان فاشل . وقبل هذا وذاك العمل علي نشر قواتها لإخافة المواطنين .
وكما لايخفي علي الكثير منا ان النقابات قد حذرت منسوبيها ، بل وهددت بالخصم ، والمساءلة حال التغيب عن العمل .
وعددا“كبيرا من المدارس ، بل ورياض الأطفال ، تم اعتقال المسئولين عنها واستجوابهم . وقد تعمل الحكومة علي نشر قواتها بالزي المدني ، ويتحركوا في الشارع بالسيارات .
الحكومية وغير الحكومية ، وقد تعلن أن هذا اليوم هو المخصص لصرف المرتبات بسبب الفرق المعلن عنه ، أو قد تذهب الي أبعد من ذلك بأن تعلن ان هذا اليوم عطلة رسمية اذ يصادف إعلان الاستقلال من داخل البرلمان .
هذه الامثلة التي سقتها علي قلتها ، لتكون مصباحا” ينير الدرب ، وحتى نتجنب ما حدث في العصيان السابق ، ونستصحبها معنا ونحن نعد العدة للآتي .
ونؤكد لهم بأن ارادة الشعب السوداني ، صانع الثورات ، شعب ثورة أكتوبر ،وإنتفاضة أبريل ، وغضبة سبتمبر ، قادرا علي قلب الموازين ، واستعادة حقه المهدور ، ورد كرامته ، وعزته . وأن شباب الوطن الذين رضعوا من ثدي عازة ومهيرة بت عبود ، ونهلوا من نيله ، ولعبوا في ثراه ، هم أشبال تزود عن العرين ، وترد كيد الكائدين .
هنالك البعض يعول علي المجتمع الدولي ، في حالة حدوث صدامات بين النظام ومناوئيه ، وهذا أضعف الايمان فالمجتمع الدولي قد يكتفي بالادانات والوقوف في خانة المتفرج .
ولنتسأل أين المجتمع الدولي من استعمال الاسلحه الكيماويه ، والاغتصابات ، وحرق القري والقتل ؟؟، وما يحدث في حلب الآن من قتل ، وتدمير أقوى دليل علي ضعف مواقف المجتمع الدولي وتراجع تأثيراته علي الساحه الدوليه .
أننا نود ان نذكر بان فشل هذا العصيان المقترح سيضخ دماء جديده في عروق النظام ، وسيكون محبطا للقاعدة الشعبيه العريضه وهذا ما نخشاه ونريد تفاديه ، فالأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض ، ومازرع في (28)سنة من فساد ، وظلم للعباد ، وهضم للحقوق ،وغلاء في المعيشة ، وتدهور في التعليم والصحة ، وتردي في كافة الخدمات ، لابد ان يتبعه عمل منسق ، حتى يؤدي مايرجى منه ، ويتحقق اقتلاع شجرة الفساد من جذورها.
والله مدبر الأمر …وله عاقبة الأمور .
والتاسع عشر من ديسمبر موعدنا بإذن الله…
Ghalib Tayfour