الأربعاء , مايو 8 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / تماما كما كان متوقعاً، أحيت جماهير الثورة السودانية شوارعها بإقتدار

تماما كما كان متوقعاً، أحيت جماهير الثورة السودانية شوارعها بإقتدار

عجبني فنقلته لكم….

الدكتور احمد عثمان

منو في الدنيا ما فاكر
شوارع الثورة جيابة
شنو البحجب شمس باكر
تظاهر ناسه و إضرابها
تماما كما كان متوقعاً، أحيت جماهير الثورة السودانية شوارعها بإقتدار، و كذبت الدعاية السلبية، و أكدت أنها حاضرة و بقوة في المعادلة السياسية، و أن ثورتها لن تموت و لن تسرق. خرجت العاصمة و بورتسودان و كسلا و القضارف و سنجة و مدني و نيالا و عطبرة و غيرها من المدن، و كانت الرسالة واضحة أن دفتر الثورة مفتوح و أن الجميع حضور. و الشاهد على ذلك أن الحراك اليوم في الثلاثين من يونيو ٢٠٢١م، لم يكن معزولا و لا محدودا بالمركز، بل واسعا و شاملا لكثير من المدن التي صنعت ثورة ديسمبر المجيدة. و هذا يؤكد الاصرار على إنجاز اهداف الثورة و التمسك بها، و ينفي أي تراجع ، برغم محاولات تعميم حالة الإحباط و توسيع دائرة التضليل و الدعاية من قبل تحالف شركاء الدم. صحيح أن الأعداد لم تكن مماثلة لتلك التي كانت قبل عامين نتيجة للفرز الذي حدث في الشارع السياسي و الاصطفاف الجديد، و التضليل الإعلامي الواسع الذي مارسته قوى التيار التسووي، و محاولة توصيف الحراك بأنه مجرد تحالف شيوعي كيزاني متطرف، و لكن الوجود الفاعل لمثل هذا الشارع الممسك بقضيته ، يشكل حدثا تاسيسيا فارقا، يصعب مهمة قوى الهبوط الناعم و يجعلها تحت رقابة و ضغط مستدامين، و يفتح الطريق أمام تراكم يقود حتما لسقوط السلطة بشقيها العسكري و المدني المصر على الشراكة مع عساكر اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ.
و لعله من المفيد أن نعدد الشواهد التي تؤكد نجاح الحراك بإيجاز فيما يلي:
1- نجح الحراك قبل أن يبدأ بتشكيله ضغطا فاعلا على حكومة شبه المدنية، حيث أجبر رئيسها على الخروج لمخاطبة الشعب أكثر من مرة في فترة قصيرة جدا و بشكل غير مسبوق، و أن يتقدم بمبادرة سياسية، و أن يجتمع بحكومته لثلاثة أيام لتحويل مبادرته لبرنامج عمل حتى قبل أن يناقشها مع القوى السياسية المستهدفة أو يسمع رأيها فيها .  و بالطبع لكل مستعجل أسبابه و الأسباب معلومة.
٢- أجبر الحراك قوى التيار التسووي للقيام بحملة دعائية واسعة في وسائط التواصل الاجتماعي و الميديا التقليدية، في محاولة لتسويق مبادرة رئيس حكومة شبه المدنية و الدفاع عن شراكة الدم ، عبر التخويف من الفوضى و السؤال عن البديل و التبشير بإعفاء الديون الخارجية، و وصم الحراك بأنه كيزاني و محاولة المطابقة بين موقف الحزب الشيوعي الداعي لإسقاط السلطة بشقيها العسكري الحاكم و المدني التابع، و موقف المؤتمر الشعبي الداعي لإسقاط الحكومة المدنية فقط و الإبقاء على المكون العسكري الكيزاني حاكماً.
٣- أكد الحراك بأنه متمسك بشعارات الثورة ، و ردد شعارات شملت المطالبة بإسقاط السلطة، و العدالة و القصاص للشهداء، و رفض الافقار، و رفض التبعية للبنك الدولي ، و سقوط كتائب الجنجويد، و تسيد شعار ” أي كوز ندوسو دوس ما بنخاف ما بنخاف ”  بعض المسيرات و ” الجوع و لا الكيزان ” في مسيرة كسلا الهادرة. و ذلك يفضح ادعاءات التيار التسووي بأن هذا الحراك حراك كيزاني ، و يسقط الدعاية التبسيطية، و ينوه إلى أن الشعب ليس خائفا من كتائب الجنجويد في رمز للمكون العسكري ، دون أن يسلم برهان من الهتافات، بترديده ” تسقط كتائب الجنجويد  و الشعب يفعل ما يريد”.
٤- اضطرت السلطة لتحويل وسط الخرطوم إلى ثكنة عسكرية في سلوك شبيه بسلوك نظام المخلوع، و حتى بعد أن قضت على الحراك المشبوه للكيزان قبل ساعة من توقيت الثورة، واصلت قمعها و وسعته ليشمل الثوار في موقف شروني، و يمتد حتى الأقاليم. فإستخدامها للرصاص المطاطي و الغاز المسيل للدموع في الخرطوم، تمدد للأطراف غازا مسيلا للدموع فقط ، و في نيالا تم إطلاقه حتى بجوار المستشفى. و الواضح هو أن حالة الرعب التي انتابت السلطة، قد اوصلتها لاتخاذ قرار بمنع المسيرات السلمية في وسط العاصمة و تفريقها بأي وسيلة .
٥- تميز الحراك بالتنوع، و كان لافتا أن بعض الثوار ما زال لديهم امل في الحكومة المدنية. فمبادرة الخلاص في القضارف رفعت شعار إسقاط المكون العسكري و دعم حكومة حمدوك، و لكنها لم توضح كيف يمكن الفصل بين الشريكين، في ظل واقع إصرار المكون المدني القائم على محاصصة بين عناصر التيار التسووي الذي أنجز الوثيقة الدستورية ، على استمرار الشراكة مع العساكر. فإسقاط العساكر بمعزل عن حكومة شبه المدنية بدون إسقاط الوثيقة الدستورية مستحيل، لأن الوثيقة هي مصدر الشراكة، و إسقاط الشريك العسكري إسقاط لها و للسلطة برمتها. فوق ذلك التوهم بأن للشق المدني رغبة في إنجاز مهام الثورة و تحقيق اهدافها، يصطدم بوضوح مع إصراره على الشراكة مع أنشط قطاعات القوى المضادة للثورة و ذراعها الضاربة. هذا التنوع يؤكد أصالة الحراك و تجذره بين القوى الثورية، و فتحه الباب أمام حوار ثوري عقلاني، متفق على من هو عدوه، و مختلف حول آلية التخلص منه، بسبب دعاية التيار التسووي المدافع عن شراكة الدم، و التي نجحت جزئيا برغم فشلها بشكل عام في منع الحراك و هزيمته كما كانت تأمل.
٦- أكد الحراك أن صبر الشعب بدأ في النفاد، و أن الخطابات التطمينية بأن الحلول كلها لدى المجتمع الدولي و صندوق نقده الدولي، لن تخدعه و لن تمر بدون محاسبه، و أن الدعاية التخويفية من وجود خمسة جيوش و الرامية لالزامه بالخنوع للعسكريين، لن تجد من يشتريها لانه قبل التحدي. فإرادة هذه الجيوش الخمسة ليست فوق إرادة الشعب. فالجيش الرسمي و قيادته التابعة للمخلوع و الموجودة بالمكون العسكري في مجلس السيادة مع جنجويده، كانا موجودين ايام المخلوع،  و اضطرا لعمل انقلاب قصر حين فشلا في حماية المخلوع و خافا من السقوط معه و المحاسبة. أما حركات الجبهة الثورية، فهي تعلم تماما الا مصلحة لها في الحرب و الفوضى و الا قدرة لها عليها، و هي طامحة للبقاء في أي سلطة مهما كان نوعها.
و خلاصة ما تقدم هي أن حراك اليوم كان ناجحاً، بتشكيله أداة ضغط على السلطة قبل حدوثه و بمجرد إعلانه، دفعها إلى التحرك في كل الاتجاهات و عرض المبادرات و ابتدار الحملات الدعائية المكثفة، و إلى مواجهته بالعنف المكشوف بعد فشل التخذيل في منعه. و هو أكد بأنه حراك واسع بتمدده في رقعة واسعة من البلاد، و أنه ممسك بقضاياه ، و أن جماهيره قد قبلت التحدي. و هو بذلك يشكل اساسا لتراكم في الاتجاه الصحيح الرامي لإسقاط سلطة الوثيقة الدستورية المعيبة بشقيها العسكري و المدني، و بناء سلطة مدنية ثورية تنجز مهام التغيير الثورية، و تؤسس للانتقال و التحول الديموقراطي. و ما نخشاه هو أن تتوهم السلطة فشل الحراك عبر إجراء مقارنة عددية بينه و حراك قبل عامين، دون أن تأخذ في اعتبارها الاصطفاف الجديد و توازن قواه، و أنه فشل لانه لم يسقطها بالضربة القاضية اليوم، لان مثل هذا التوهم سيقودها إلى حتفها حتماً بعد صدام حتمي مع الشارع الثائر. فحراك اليوم خطوة مهمة و لبنة فارقة في تراكم التغيير الجذري، و قبس وعي لصنع الجديد.
و قوموا لثورتكم و وسعوا حراككم و حافظوا عليه، و انشروا وعيه ليتحول إلى قوة مادية تصنع الجديد، فنصركم مؤكد

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.