الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات / حتي لا ننساق وراء الاحلام..
IMG-20161208-WA0024.jpg

حتي لا ننساق وراء الاحلام..

IMG-20161208-WA0024.jpg

حتي لا ننساق وراء الاحلام

     لا شك أن فكرة العصيان المدني التي ابتدعتها بعض القوي الشعبيه في نوفمبر الماضي كانت عملا شعبيا محضا  ، يصب في تكثيف وتصعيد المقاومه الشعبيه للحكم الانقاذي المتسلط المتجبر ، القابض علي السلطه في بلادنا لثمانية وعشرون عاما ، وبلا جدال فقد أحدث العصيان المدني كفعل شعبي أحدث بعض الأرتباك للنظام ونبه العالم الذي تناقلت فضائياته ، ووكالات انبائه  ، ووسائط التواصل الاجتماعي فيه أخبار العصيان وماترتب عليه من تداعيات ، لا زالت قيد التقييم ، فالبعض يقول أن العصيان كان ناجحا” وأن لم يحدث ما أريد به ، والبعض يقول أنه بدأ قويا ومعبرا ، ولكن تراخيا” حدث خاصة في اليومين اللذين تليا اليوم الأول ، والبعض يقول أنه فشل في إحداث الأثر المطلوب منه وخاصة انصار النظام وسدنته.
      ومع أننا نعتقد بكل أمانه ان ماحدث كان رسالة قويه  ، وإشاره معبره الي ان شيئا ما تلوح بوادره في الأفق البعيد ، وأن هناك جنينا يتخلق في رحم الثوره الشعبيه ، ضد نظام فشل فشلا ذريعا في ادارة شئون الحكم ، واحدث دمارا وضررا كبيرا بالوطن اقتصاده وانسانه ، وارضه ، والحق بكل مكونات الأمه تشوهات وتشققات غير مسبوقه يصعب معالجتها علي المدي القريب.
      ان العمل الثوري ليس بجديد علي شعب السودان وليس بغريب علي كل قطاعاته نساءا” ، ورجالا” وتشهد بذلك ملاحمه النضاليه الخالده ، ومقاوماته التي اصبحت سجلا في سفر التاريخ النضالي للشعوب ، يقف من وراءه جيش وطني  لم يتوانى بأن ينحاز لشعبه في تلاحم رائع ، وتناغم بديع كانت ثماره الإطاحه بأعتي الديكتاتوريات في المنطقه في سابقتين اصبحتا  درسا استفادت منه الشعوب وحققت به انتصاراتها ضد الطغاة الذين حكموها بالحديد والنار ، بعد أن استلهمت كيف تثور علي حكامها الظلمه ، الذين سلبوا حرياتها وسرقوا ونهبوا مواردها وثرواتها ، ومرغوا كرامة شعوبهم في التراب ،انه شعب السودان الملهم وانه الانسان السوداني القوي الاراده العصي علي الاستعباد والرافض دوما للظلم والسخره.
     هناك دعوه للدخول في عصيان مدني في ا(لتاسع عشر) من هذا الشهر ومع اتساع رقعة الدعوه وكثافتها عبر وسائط التواصل الاجتماعي وغيرها ،لابأس ان تجئ الدعوة للعصيان ولابأس ان يتنادي الناس لهذا العمل لكن هناك ما يجعلنا نتساءل عن مدي النجاح الذي يمكن  أن يتحقق وهل يمكن ان يأتي العصيان بما يمكن ان يطيح بالنظام او يضعضع اركانه علي اسوأ الفروض ؟
قطعا لن يقف النظام متفرجا علي ما يمكن ان يحدث ، ولاننسي ان النظام الذي ظل علي سدة الحكم كل هذه السنين قد نجح في تحقيق فرضية الدولة العميقه فالجيش لم يعد جيش الأمس والامن لم يعد امن الامس ، وكذلك الشرطه زد علي ذلك مليشيات الدفاع الشعبي ، ومليشيات الدعم السريع ، وما لايعلمه الناس عن تنظيمات سريه مسلحه ، لاعمل مرئي لها الا اذا دعت الضروره لاخراجها لممارسة القتل بلارحمه كما حدث في (غضبة سبتمبر) وهي بالقطع مدججه بالسلاح وكذلك المجاهدين من المتطرفين.
كل هذه بجانب الذين تمكن النظام من تدجينهم وشراؤهم من الحزبيين كالمرغني ، وجماعته وابن الصادق والاحزاب المستأنسه ، وكل جماعاته التي تسيطر علي الخدمه المدنيه ، والنقابات المخلقه مما يفقد العمل الجماهيري دينامكيته وسط الشعب ، وكذلك الطلاب  المدرببن والجاهزين للقمع.
     يجب أن لا ننسي ان النظام سيدافع بكل قوته وجبروته التي ظل يقيمها ويطورها عبر السنين لمثل هذا اليوم ويجب أن نعلم انهم سيدافعون عن مصالحهم ، ومصالح اسرهم ومحسوبيهم فالرئيس يعلم انه مطارد دوليا” ،  وانه قتل ونهب وسرق وحمي الفساد فهو لن يستسلم بسهوله ، وأن اضطر لقتل المزيد خوفا” من العقاب ،  وكذلك كل افراد حكومته ، وحزبه فالجيش قادته جبناء ضالعين والغين في الفساد ، والولاة كذلك والأمن قادته من السارقين والناهبين ، والذين مارسوا أبشع عمليات التصفيه والتعذيب ، والشرطه مديرها القابع في وظيفته سنينا عددا منفذا تعليمات الرئيس قتلا للمتظاهرين وقمعا ، وهو مرتش وسارق ، وقس علي شاكلة هؤلاء العشرات لا، والمئات ، بل الآلاف من اللصوص والانتهازيين.
     إن القول بسهولة مجابهة هؤلاء ضرب من ضروب المستحيل ما لم تتحقق أعلي درجات اليقظه والو حده والتماسك والاستعداد للتضحيه ، بكل مرتخص وغال وهذا ما نرجوه ومانتوقعه.
      يجب أن نضع في الحسبان الطابور الخامس ،  ممن يثبطون الهمم ، ويحاولون بكل السبل قتل روح الثوره ، واطفاء وقودها عبر الوسائط المختلفه ، ويجب ان تحسب كل الخطوات بدقه لضمان فعاليتها ؛ لأن ما لا يقتل يقوي وهذا ما نخشاه
     والله نسأله أن يحمي الوطن وشعبه ، وأن يهزم اعدائه ويشتت شملهم ، ويدحرهم ويلحق بهم العار الأبدي

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.