الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات / إلى شباب ثورة العصيان المدني: الحرية لا تقبل المساومةّ !
IMG-20161208-WA0052.jpg

إلى شباب ثورة العصيان المدني: الحرية لا تقبل المساومةّ !

IMG-20161208-WA0052.jpg

إلى شباب ثورة العصيان المدني:
الحرية لا تقبل المساومةّ !
فضيلي جماع
من أقوال الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: ” الحرية صفة أساسية للإنسان، وحق غير قابل للمساومة. فإذا تخلى الإنسان عن حريته فقد تخلى عن إنسانيته وعن حقوقه كإنسان!”
الإنحناءة والتجلّة باتساع هذا الوطن الكبير لكم يا شباب بلادنا ، وبعده:
فقد طالعنا بيانكم (رقم 7) الذي أزلتم بإصداره غبش وتعتيم الرؤيا فيما يتعلق بوجود جسم اعتباري لقيادة العصيان المدني – محطتنا الأخيرة في نزال دولة الإخوان المسلمين بتسمياتها المختلفة. لقد أزلتم الشكوك حين قلتم في بيانكم: (إننا ما زلنا على مبدئنا الأول بأن توحيد الجهود والسمو فوق الجراحات والخلافات هو معبرنا الأوحد لإسقاط نظام القتل والإبادة والخروج نحو فجر الخلاص الآتي بأقل الخسائر وأكبر النتائج الإيجابية. )
وهذا لعمري كلام لا ينطق به إلا الحادب على مصلحة وطنه وشعبه. كما أزلتم ما بقي في نفوسنا من شكوك إذ قلتم في بيانكم الأخير: (إن كلمة السر في مواجهة النظام الحاكم وانجاز ثورة التغيير الوطني هي وحدة وتنسيق جهودنا وامكانياتنا وهذه هي قناعتنا الراسخة والتي على أساسها كنا أول من بادر بالدعوة لتجميع الجهود والاتفاق حول برنامج عمل موحد للقوى السياسية والنقابية ومنظمات المجتمع والقوى الشبابية.) ومشيتم أبعد من ذلك في تأكيد حكمة وجدية القيادة في العمل الثوري، حين قلتم (بوضع برنامج موحد ومتفق عليه بين مكونات العمل السياسي والنقابي والشبابي.)
لا نريد من أي شخص أو مجموعة تتصدى للقيادة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ بلادنا وضوحاً أكثر من هذا. وقصارى ما ننتظره منكم الآن هو العمل الدؤوب عبر قنوات التنسيق في كل قرية وفي كل مدينة في السودان! فما دمنا قد اخترنا سلاح العصر الناجع في كسر ساعد الديكتاتورية – وهو العصيان المدنيفإن هذا يعني بالدرجة الأولى وعي شعبنا في كل ركن في هذا الوطن بأهمية ومصيرية هذه المعركة الفاصلة في حياة أمتنا. ومتى أزفت ساعة إعلان العصيان الشامل (في 19 ديسمبر أو غيره) ، أحس كل سوداني وسودانية أن العصيان فرض عين.. وهو سلاحنا للخلاص من كابوس جثم فوق صدورنا
أكثر من ربع قرن ، وأننا نعلن البداية لإرساء دولة وطن العدالة والحرية والمساواة.
شبابنا الثائر في كل شبر من بلادنا الحبيبة:
إن معركتنا التي لا تقبل المساومة هي معركة الحرية. ففي غياب حريتي كإنسان لا يصير لي خيار غير الإذعان، وهذا ما أوثر الموت على فعله. وحين حملت حقيبتي وأصطحبت أسرتي الصغيرة مودعاً وطني قبل ربع قرن ضارباً في بلاد الله ، كنت أبحث كإنسان مثل الكثيرين عن مساحة من الأرض أتنفس فيها هواء نقيا، بعيداً عن الزعيق ونفخ الأوداج الذي كان ولا يزال سمة صغار الآلهة مذ جثموا على صدر شعبنا في 30 يونيو 1989م حتى اليوم. كما إنني كنت أبحث ككاتب عن طاولة أجلس أمامها لأدوّن ما أشاء دون خوف من “الرجال المهمين” الذين يدعون أنّ ما أكتبه ويكتبه مبدعون غيري من أبناء وبنات بلادي ينبغي أن يخضع للفحص والتدقيق ، حتى تمخر سفينة دولة “المشروع الحضاري” عباب البحر في أمان! وعند الجرد بعد ربع القرن وأكثر وضح جلياً تبخّر الوهم المسمّى بالمشروع الحضاري. وتبخرت معه الطهرانية الكاذبة التي حاول سدنة النظام نسبها لعصر الصحابة! بل النقيض هو ما وضح للعيان: أنّ وراء اللحى أيادٍ تخطف اللقمة من أفواه الجياع ، وتسرق خيرات بلادنا دون أن يرجف لأصحابها جفن. سبعة وعشرون عاماً ، ما عرف حيالها السارق معنى أن يستحي. ولو كان خير هذه البلاد يفنى لما أصبحنا ذات يوم على قطرة ماء أو أو بذرة قمح أو ذرة أوكسيجين!
شبابنا الثائر:
وجب أن نقول لكم ما ينبغي أن تضعوه نصب أعينكم وأنتم- ونحن معكم – ننبري لخوض معركة هي الفاصلة في تاريخنا الحديث:
* لا يخدعنكم أحد ليوهمكم بأنكم بتصديكم لهذه المهمة – مهمة القيادة – قد صرتم أبطالاً. لقد ذهب إلى غير رجعة عصر الرجل الخارق. فالبطل في عصرنا هو الشعب صانع التحول. ولعل أهم ما جاء في خاطركم فصار كلمة السر للمعركة أنكم لبيتم أشواق الشارع بانحيازكم له ، والشارع لا يخون. هل أحتاج تكرار ما قيل عن روعة الاستجابة لعصيان 27- 29 نوفمبر؟
* ثم إنّ الجسم الاعتباري للإنتفاضة الجديدة يجب أن يشمل كل مكونات شعبنا: أحزابنا الوطنية التي – مهما قلنا عنها- جلست تتصدى لهذا الطغيان من يوم سطوه على الديموقراطية ودفعت قياداتها ومنسوبوها الثمن غالياً. وكذلك منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية والصحفيون الأحرار والكتاب. وهنا ننحنى احتراما وتبجيلا لأطبائنا الذين صاروا بمواقفهم الأخيرة الصلدة شامة في خد أمتنا. أنتم وكل هؤلاء مجتمعين نفوضكم لقيادة شعبنا في هذه المرحلة المصيرية الفاصلة في تاريخ أمتنا.
*وأخيراً.. قد يستمر العصيان المدني أياماً ، بل شهورا أو عاماً كاملاً. من قال أن معركة العصيان المدني ستنجلي في أيام معدودات؟ فلنسأل الشعب الهندي العظيم كم من الوقت صبر المهاتما غاندي وشعب الهند حتى انتصر العصيان المدني على أكبر إمبراطورية في التاريخ الحديث – بريطانيا العظمى؟ من الواجب إذن التحوط لطول المعركة بتكوين لجان تنسيقية خاصة مهمتها توفير الموارد المالية والغذائية لبعض الأسر المعوزة في كل أنحاء السودان. وهنا يأتي دور تنسيقيات السودانيين بالخارج في الدعم المادي للداخل.
وختاماً.. لقد بدأ العصيان المدني. والتاريخ يحدثنا أن سقف أي عصيان مدني هو إزالة النظام المستبد!

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.