الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات / كتب علاء الدين الدفينة… مجزرة طلاب دارفور بجامعة الجزيرة…
IMG-20161207-WA0239.jpg

كتب علاء الدين الدفينة… مجزرة طلاب دارفور بجامعة الجزيرة…

IMG-20161207-WA0239.jpg

كتب علاء الدين الدفينة…

مجزرة طلاب دارفور بجامعة الجزيرة…
كتبت هذا التحقيق ونشرته بالتاريخ الوارد فيه…
أعيد اليوم نشره…وآخذه دليلا لكل من يسألني عن موقفي الثابت والراسخ بخصوص القصاص…هذا التحقيق اضيف له التحقيق الذي اجريته ونشرته عن جريمة الاغتصابات التي تمت في تابت وحرصت على وضعه امام منضدة الامم المتحدة…وتحقيقات اخرى لجرائم عدة ارتكبها النظام في عدة مواقع في وطننا الشامخ الابي…وضد ابناء شعبنا الصامدين…
انني واذ اعيد اليوم نشر هذا التحقيق في ذكراه السنوية فانني اجدد العهد والالتزام لكل مظلوم في وطني بالسعي مدى حياتي حتى ارى العدالة تتحقق وارى المساواة تشاد وارى القصاص قد طال الجناة…
………
الجريمة السوداء :
……..
باللون الاسود..مقابر دارفور فرع جامعة الجزيرة.
إفادات طلاب جامعة الجزيرة عن أحداث الجامعة المؤسفة والتي تم تكليفي بتغطيتها صحافيا في الايام السابقة ولا زالت تحت المتابعة والنشر..علما بأن الصحيفة قامت بالنشر فيها حتى هذا اليوم السبت 8-12-2012م.
في يوم الاحد الموافق 2-12-2012م أعلن طلاب دارفور إعتصامهم عن الدراسة مطالبين بضرورة إنفاذ قرارات رئاسة الجمهورية التي تنص على إعفاء طلاب دارفور عنها..وتدخلت الاجهزة الرسمية وأخرين لفض الاعتصام بالقوة.
حدثت صدامات إثر ذلك وانتقل الصراع جزئيا لشوارع مدينة ودمدني.
تواصل الاعتصام السلمي يوم الاثنين وتجددت الصدامات كما حدثت بعض الاعتقالات لعشرات الطلاب الذين أطلق سراحهم جميعا عدا 11 طالبا من أبناء دارفور.
ومضى يوم الثلاثاء هادئا حتى الرابعة مساء إذ أطلق سراح الطلاب بإستثناء الطالب موسى مصطفى الدفعة 32 زراعة وهو من مواطني غرب دارفور بينما ظل مصير طالبين مجهولا هما الطالب عبدالله محمد حسين الدفعة 33 نسيج والطالب محمد أحمد عمر الدفعة 32 زراعة.
وتواصل الاعتصام يوم الاربعاء وهو اليوم الذي شهد صدامات عنيفة أعتقل على إثرها حوالي 150 طالبا تم إطلاق سراحهم لاحقا..بينما أعلن الطلاب عن فقد 8 منهم.
في يوم الجمعة الموافق 7-12-2012م تلقيت مهاتفة من السيد صابر رئيس رابطة طلاب دارفور بجامعة الجزيرة مفادها أنه تم العثور على جثة أحد طلاب جامعة الجزيرة في الترعة الرئيسية للمزرعة التجريبية للجامعة بمجمع النشيشيبة من الجهة الغربية للجامعة.
كنت حينها في طريقي لمنطقة الهدى بالجزيرة التي توجهت بعدها لمدينة ودمدني حيث قصدت مشرحة مستشفى ومدني للوقوف على حقيقة الوضع.
رفض القائمون على أمر البوابة السماح لي بالدخول ثلاثة مرات ونجحت في المرة الرابعة بعد أن تغيرت الحراسة الموضوعة على الابواب وبمساعدة من الطلاب.
كانت حشود الطلاب كبيرة داخل المستشفى و قرب المشرحة بينما تواجدت أعدادا غفيرة بالجامعة وأقتادني رئيس رابطة طلاب دارفور لركن قصي حيث رتب لي مقابلة مع لجنة المتابعة التي كونها الطلاب وكان ملحوظا حجم التنظيم والترتيب والانسجام والتناغم والانضباط الذي يتحرك به الطلاب.
حضر 3 من الطلاب بينما أنسحب رئيس الرابطة الذي قدمني لهم بكلمات قليلة ووقتها كانت لجنة المتابعة في إجتماع منعقد ولكن سمح لي بدقائق مع المتحدثين بإسمها..أديت أولا واجب العزاء ثم أستأذنتهم في معرفة أسماءههم وسألتهم إن كان مسموحا لي بنشر أسماءهم فوافقوا دون تردد عدا واحدا فقط طلب أن أنشر كنيته (جاكسون) وذلك بعد أن أفادني بإسمه الحقيقي كاملا والإثنان الآخران هما الطالب كيلا محمد عمر والطالب عباس الصادق محمد علي.
إبتدروا الافادات بتوجيه كلمة شكر للصحيفة مفيدين أنهم الآن يعانون أسوأ لحظات حياتهم وكان واضحا حجم الالم في تقاسيم أوجههم وهو ألم يخالطة إصرار وعزيمة وقالوا أنهم طالبوا بتطبيق قرار رئيس الجمهورية القاضي بإعفاء طلاب دارفور من رسوم الدراسة منذ بداية التسجيل إلا أن إدارة الجامعة كانت مصرة على دفعهم للرسوم مفسرة القرار بأنه يخص طلاب دارفور المقيمين بدارفور بينما يشمل القرار كل طلاب دارفور الذين جلسوا للإمتحانات من داخل ولايات دارفور الخمس حسب إفاداتهم..فما كان من الطلاب إلا وأن بدأوا إعتصاما سلميا عن الدراسة داخل حرم الجامعة وبحسب إفادة المتحدثين بإسم الرابطة فإنه وبناء على قرار صدر من عمادة شئون الطلاب و إدارة الجامعة فقد تحركت مجموعة من إتحاد الطلاب وبعض الطلاب المحسوبين على النظام مدعومين من الاجهزة الامنية ونفذوا أبشع إعتداء على المعتصمين من طلاب دارفور والمتضامنين معهم مما أدى لوقوع عدد من الاصابات في أوساط المتعصمين كما تمت إعتقالات في أوساطهم وبحسب إفاداتهم فإن ممارسة عنصرية وقبلية تمت للمعتلقين الذين أطلق سراح كل من لا ينتمي لدارفور منهم بينما بقي منسوبي ولايات دارفور في الاعتقال وعددهم 11 طالبا أطلق سراحهم لاحقا عدا الطالب موسى مصطفى الطالب بالدفعة 32 زراعة والقادم من غرب دارفور.
وتواصل الاعتصام كما تواصلت المواجهات حتى بلغت ذروتها يوم الاربعاء 5-12-2012م وهو اليوم الذي شهد تطبيق الاعتصام بنسبة ال100% وسط طلاب دارفور وبنسبة أقل لكنها متزايدة وسط طلاب الولايات الأخرى.
في هذا اليوم وبحسب إفادة المتحدثين بإسم الرابطة والمذكورين عاليه أمر عميد شئون الطلاب ومدير الجامعة الاجهزة الامنية بطرد كل طلاب دارفور المعتصمين من داخل حرم الجامعة لخارجها وحدثت المواجهات التي أستخدمت فيها الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع والهراوات والعصي الكهربائية (المخدرة) مما أدى لتقهقر الطلاب نحو الجهة الغربية من الجامعة وصاروا محاصرين ما بين الاجهزة الامنية والترعة الرئيسية للمزرعة التجريبية للجامعة ومع إزدياد الضرب وتسارع حدته مع إختناق الاجواء بالغازات المسيلة للدموع وإرتفاع وتيرة إطلاق الاعيرة النارية قفز بعض الطلاب للترعة وبعد مضي فترة من الزمن هدأت الاوضاع ليكتشف الطلاب إعتقال مجموعة من زملائهم وإختفاء آخرين بلغوا 6 طلاب.
أطلق سراح بعض الطلاب وظلت أخبار المفقودين مقطوعة حتى صباح الجمعة 7-12-2012م إذ ذهب أحد الطلاب لإحضار حقيبته ففوجئ بجثة أحد زملائه طافية على سطح الترعة وتم الاتصال بالشرطة التي هرعت لموقع الحادث لتنتشل جثتين هما جثتا الطالبين محمد يونس النيل الدفعة 35 زراعة وهو ينحدر من منطقة كتم بشمال دارفور والطالب عادل محمد أحمد الدفعة 35 زراعة وهو ينحدر من منطقة كلمندو بشمال دارفور بينما ظل المختفين أربعة وهم الصادق يعقوب عبدالله الدفعة 34زراعة من منطقة كتم والطالب النعمان أحمد قرشي الدفعة 35 حاسوب من منطقة أمضريس بولاية الجزيرة وهو من الطلاب المتضامنين والطالب فيصل يعقوب عبدالله الدفعة 35حاسوب من منطقة كاس بجنوب دارفور والطالب آدم منصور إبراهيم الدفعة 35 نسيج ومجهولة منطقته.
ومن الافادات أن الجثث المنتشلة عليها دماء في الصدر والرأس..
توجهت صوب المشرحة لأخذ أقوال الطبيب الشرعي وأستوقفني رجلي شرطة وآخرين بالزي المدني وبعد أن قدمت نفسي مبرزا بطاقتي وحددت أسباب وجودي أخذوا مني البطاقة ومضوا بها لداخل المشرحة ثم جاءوا معلنين رفض دخولي ومقابلة الطبيب الشرعي أو أحد الضباط حسب طلبي أو مقابلة الناطق الرسمي بإسم الشرطة او إعطائي أي تصريح أو إعطائي رقم جوال اي منهم..فعدت أدراجي مكتفيا بإفادات الطلاب.وهو خطأ فادح حجبت بموجبة رؤية الطرف الآخر.
أصدرت الشرطة بيانا لاحقا أفادت فيه بإنتشالها للجثث ونافية وجود آثار إعتداء عليها.
في مساء يوم الجمعة نفسه تم الاعلان رسميا عن العثور على جثة الطالب المفقود الصادق يعقوب عبد الله.
وتم نشر الوارد أعلاه بإقتضاب في عدد اليوم من صحيفة الجريدة تحت عنوان (مقتل 3 طلاب بجامعة الجزيرة) والاقتضاب سببه ظروف النشر الصحافي الذي تعانيه الصحف.
وأعلن صباح اليوم السبت العثور على جثة الطالب النعمان أحمد قرشي..
ولم تظهر نتائج التشريح حتى الآن وبحسب إفادة المتحدثين الرسميين بإسم الرابطة فإنه قد تم إقتياد زوي أحد المتوفين لمكان مجهول مساء الأمس ثم تم تسليمهم جثمان متوفاهم في الرابعة من صباح اليوم السبت ليوارى الثرى بعيدا عن الانظار وبعيدا عن زملائه الطلاب.
كما أعلن إعتقال الاستاذ المحامي محمد زين احد محامي الدفاع الذين التقيتهم بالمشرحة.
وأنا أكتب في هذا البوست وردتني مكالمات تفيد بإنتشال جثث طالبين آخرين من النيل ولم تتأكد لي المعلومة حتى الآن كما وردني أن السلطات حجبت زوي الطلاب المتوفين من بقية طلاب الجامعة مطالبة بعدم مشاركة طلاب الجامعة في مراسم التشييع وهو ما لم يتأكد لي أيضا..
كما وردنا أنه قد صدر قرارا بإخلاء الداخليات من الطلاب وإغلاق جامعة الجزيرة لأجل غير مسمى.
وأخيرا… وأنا أكتب في هذا التحقيق وردتني مكالمة من الطالب جاكسون أفاد فيها بأنه الآن تحت المطاردة مطالبا بتوفير الحماية الاعلامية له إن تم إعتقاله.
…………
نسأل الله أن يتقبلهم قبولا حسنا ويلهم زويهم الصبر وحسن العزاء..
كثيرة هي الاشياء التي يجب الوقوف عندها..
لماذ يختفي الطلاب يوم الاحداث فقط ولماذا هذا الغرق بالجملة في يوم الصدام فقط؟؟؟.
وبغض النظر عن صحة الافادة الطلابية الرسمية المرتبطة بوجود آثار دماء من غيرها لماذا هذا التعتيم في الاجراءات الرسمية وكيف تصبح حياة الطالب أهون من رسوم دراسته؟؟.
ولماذا يطال الغرق ثلاثة من أبناء دارفور من أصل ستة والرابع والخامس هما أيضا من دارفور (مختفين حتى الآن) بينما السادس من المتضامنين معهم؟؟ وكل هذا يأتي متزامنا مع أحداث الاعتداء عليهم أثناء إعتصامهم السلمي.
كثيرة هي الاسئلة التي تفيض بها هذه الاحداث.

بلغنا الآن (السادسة مساء) أنه قد تم تنظيم وقفة إحتجاجية بدار حركة حق بالخرطوم وعلى إثرها تمت مداهمة الموقع وإعتقال بعض المشاركين وعلى رأسهم السيد محمد حسن مهدي (محمد فول) أحد قياديي حزب الامة القومي وأحد أعمدة مكتب السيد الصادق المهدي.
كما وردنا أن ترتيبات تجري حاليا لقيام منبر تضامني مع أحداث الجزيرة وسيكون منطلقه بعد قليل بجامعة الخرطوم.
نسأل الله أن تجري الإمور على ما يحفظ هذا الوطن المنكوب.
……………
في موكب مهاب تم تشييع إثنين من جثامين الطلاب لمقابر ودمدني (بالقرب من السوق الشعبي) مساء اليوم السبت عقب صلاة المغرب وسط حشود بلغت الآلاف من الطلاب والمواطنين بينما اندلعت المظاهرات بالسوق الكبير بودمدني والاعدادية وشارع المستشفى التي تم تطويقها بالكامل..وقد ردد المتظاهرون هتافات (مقتل طالب مقتل امة ) و (شهداء شهداء أولاد دارفور) وبعد أن ووري الجثمانين الثرى تفرقت الحشود بينما هام طلاب الداخلية على وجوههم في وقت أغلقت فيه داخليات الجامعة.
وتم الإعلان مساء اليوم عن عدة إعتقالات طالت العديد من الناشطين على رأسهم الناشط معتز بحيري وقصي وآخرين لم تحدد هويتهم حتى الآن.
من جهة أخرى نتظر الطلاب مصير إثنين من زملائهم المفقودين لم يحدد مصيرهم بعد بعدما إتضح عدم صحة المعلومة التي أفادت بإنتشال جثتيهما من الماء ولا يعرف بعد ما إن كانا ميتين أو حيين.
ومن ناحية أخرى تمت عدة إعتقالات بولاية الخرطوم حسب بعض المصادر في حملة جديدة من الاعتقالات ذات صلة بالاحداث.
…………
في ختام ما تابعتم فانني اناشد كل الاحرار بالسعي الحثيث من اجل اجتثاث هذا النظام ورفع الجناة في المشانق بعد فتح التحقيقات مرة اخرى في كل الجرائم التي ارتكبها النظام جماعية او فردية.
اناشد عموم الشرفاء واخص الشباب والطلاب والخريجين بالسعي الدؤوب لانجاح العصيان المحدد له في 19/12/2016 والاستمرار في العمل المقاوم حتى سقوط النظام واقامة البديل الديمقراطي وتحقيق السلام والحرية والعدالة والمساواة.

علاء الدين الدفينة.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

مقربون من الأمين: *الحزب بات مؤسسة من مؤسسات الدعم السريع*

Share this on WhatsApp*عاصفة في “الأمة” بسبب استقالة ابراهيم الامين* مقربون من الأمين: *الحزب بات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.