الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / تقبل الآخر  محور  النادي السياسي الجديد( ١)

تقبل الآخر  محور  النادي السياسي الجديد( ١)

بقلم /الطاهر إسحق الدومه
aldooma2012@gmail

حول الازمه السودانيه

لن تستطيع الدساتير والقوانين والمؤسسات التنظيميه السياسيه والفكريه والمدنيه والمؤسسه العسكريه بكل جبروتها عتادها وافرادها ولو تجاوزوا ثلث الشعب ان تبني وطنا يرضى كافة مكونات الشعوب في  الدولة المعنيه مالم توجد الروح التوافقيه والاحترام  والتراضي من غير وسيلة عنف للتعايش في الدوله السودانيه….

مهما حاول المصلحون المتجردون داخل تنظيماتهم سياسيه او مدنيه او عسكريه تشكيل وضع مثالي لحكومه يقبلها الجميع تجسد آمالهم واشواقهم لن يكون ذلك سهلا وثقافة العنف والكراهية والاقصاء الثقافي والاجتماعي موجود بكافة الأشكال  بل تتحدى الإصلاح ودعاته والثورة وغاياتها وتتحور في إطار تنظيمات تستطيع خطف عقول وقلوب    تقف على الرصيف تفاعلا مع مثل هذه الدعوات الاسهل قطافا لثمارها بالنسبه للانتهازيين السياسيين  او ذوي الأهداف المغرضة من وطنيين ومخالب  استخبارات تبحث لها على الدوام موطئ قدم و التي دائما ما تنشط في ظل الظروف المعقدة سياسيا واجتماعيا في الدول المأزومة انموذجا وضع السودان الحالي الذي تتكالب عليه الدول وفقا لمصالحها اولا واخيرا

فحقيقة اس الازمة الوطنيه بالسودان ليست فكريه في الإطار الحقيقي بل اجتماعيه نابعة من موروثات قديمه قدم تشكيل الدولة السودانيه الحديثه التي اسسها محمد علي باشا بغية جمع المال والرجال لتأسيس إمبراطورية يراهن بها استيفاء شروط إحلال محل الإمبراطورية العثمانيه المتداعيه في التلاشي حينها..
لقد تنمطت دولة محمد علي باشا وصارت موروثا اجتماعيا سياسيا في عقلية المجتمع الذي تتكون منه الدولة سيدا او مسيودا شريفا ام وضيعا  قضت عليها الدولة المهديه مستغلة التناقض في شكل وضعية الحكم القائمه في الأساس على مصلحة محمد علي باشا وأتباعه خاصة الوطنيين  لتنشئ على انقاضها دولة وطنيه مع علاتها الا انها كانت تجسد انتصار الهامش وذوي التمسك بالفكر المستنير من غير الهامش مع قلتهم لكن تأثيرهم في إقامة الدولة المهديه كان واضحا.. على الأتراك والمستنصر  بهم  بالرغم ان المهديه نفسها قيادة وتوجها تجسد الثقافة للسودان الصوفي والنيلي لكن دون تحيز واقصاء بل المعيار  لمؤيديها ومناصريها  دون الركون للفوارق والتنوع المجتمعي بالرغم من الاختلال الذي حدث في عهد الخلفيه عبدالله وهو أيضا نتيجة موروثات اجتماعيه…

مجريات الأحداث الماثلة اليوم تجسد حالة كر وفر بين مكونات المجتمع السوداني منذ بزوغ الدوله الحديثه والي اليوم….
المؤسف اكثر الذي يحط من قيمة السودانيين هو جلوسهم في محطة التكوين الأولى لم يبارحوها بالرغم من حدوث انتقال فكري وثقافي في محيط دول العالم والاقليم من حولنا…
حالة التوهان السياسي والفكري الماثله اليوم بالرغم انتصار الثورة الديسمبريه المجيده  على اكتاف الشباب وحاملي فكرة التغيير من تنظيمات مدنيه ومسلحه الا ان علو صوت الثورة المضادةعبر فكرة الاقصاء المجتمعي والفكري  الذي ظهر مؤخرا محاولا جر عقارب الساعه للوراء بعد أن استطاع خلق حالة من البلبله الاقتصاديه ربما خلق نوعا من الرضى عند فئات اجتماعيه مع ردة فعل عند فئات اجتماعيه أخرى  مابين هؤلاء واؤلئك ربما تمضي حالة من التمييز استفادة من الثورة او خصما على مكتسبات تاريخيه نمطيه كان الوصف وظيفيا واقتصاديا وسياسيا شبه مشفرا من ما أدى إلى غبن حمل بموجبه السلاح من حمل وآخرين من ذات الرحم الاجتماعي الوارث للمكتسبات التاريخيه فطنوا لهذا الوضع المشوه مبكرا حاولوا معالجته بالاطار في التعاطي  الفكري والسياسي فكانوا هم صناع الثورات الشعبيه ضد النظم الدكتاتوريه التي تجسد الموروث التاريخي المجتمعي الذي يحكم بشرعية المؤسسه العسكريه المدعومة احيانا بالتنظيمات المغلفة بالاطار السياسي والفكري يمينا او يسارا هذه المتاهه الوطنيه استمرت منذ الاستقلال واوقفتها ثورة الوعي الديسمبريه التي انتجت هذا الوضع الانتقالي الذي يتمرغ فيه الوطن اليوم كحالة تحول تاريخي عميق للخروج من البيئه السياسيه التقليديه الموروثه…..
ربما ثورة ديسمبر تبقى نقطة تحول فاصله في انتصار الوعي المجتمعي الجمعي الذي قاده الشباب في المدن (ذات المجتمع المخملي في أغلب تكوينه) لاقامة نظام حكم مؤسس على تقبل الآخر ربما بعيدا او قريبا من غالب المواعين السياسيه الموجوده يمينا او يسارا وفي ذلك وفقا لتفاعلها مع شعارات الثورة التي تمضي لتكوين كتله تاريخيه من خلال نادي سياسي جديد لايتقيد بأيدولوجيات متطرفه يمينا او يسارا ولا تنظيمات ذات بنيان هرمي من القيادة الي القاعده ولا تكوينات جهويه او عرقيه تكون لها القدح المعلي في تسيير الأمور في الدولة….

غاية قبول الآخر بالطبع ستكون بالاستفادة من الأخطاء الموروثه ومن من ما انتجه الفكر السياسي في عالم اليوم المبنى على قيم تقبل الآخر في أقصى عاداته وتقاليده وتوفير الحريات وحمايتها ليمارس كل ما من شأنه يحترم ويرفع من شأن انسانيته عبر وطن وارف وطاردا لكافة معاول وآليات الاقصاء المصنعه في دواخل الفرد   والمجتمع من خلال النشأة التقليديه…

ان خاصية التوافق على المحافظه علي ما. تبقى من وطن والمحافظه على الزخم الثوري المفضي للتغيير الحقيقي يتطلب وضع منهج التعرف على كافة اشواق وآمال السودانيين في رحلتهم الطويله لصناعة دولة تحتويهم بكافة هذا التنوع الباذخ الذي من المفترض أن يتحول تنوع منتج ايجابي كالذي حدث ويحدث في دول العالم الأول والتي لم تصل إلى هذه المنصات الا بعد أن توقف التمييز والاقصاء الثقافي والاجتماعي فيما بينهم ليس عبر اللوائح والدساتير بل في الاعتراف في التناقضات الموجودة بينهم اولا ومن ثم توافقوا على الدساتير والقوانين المنظمه لدولهم ومجتمعاتهم…

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.