الثلاثاء , مايو 7 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / التاسع و العشرون من رمضان مجدداً، الحادي عشر من مايو ٢٠٢١م، و الشوارع مازالت تؤكد أنها لا تخون و أن قضاياها حاضرة، و سلطة اللجنة الأمنية لنظام المخلوع البشير مازالت تؤكد عدائها لحركة الجماهي

التاسع و العشرون من رمضان مجدداً، الحادي عشر من مايو ٢٠٢١م، و الشوارع مازالت تؤكد أنها لا تخون و أن قضاياها حاضرة، و سلطة اللجنة الأمنية لنظام المخلوع البشير مازالت تؤكد عدائها لحركة الجماهي

ما حيلة الرصاص و المشنقة ام سلبة
ما بيفهم المكتوب البيقرأ بالقلبة
عمال و فلاحين و الجند و الطلبة
سدا منيعا هي ما تكتروا الغلبة
التاسع و العشرون من رمضان مجدداً، الحادي عشر من مايو ٢٠٢١م، و الشوارع مازالت تؤكد أنها لا تخون و أن قضاياها حاضرة، و سلطة اللجنة الأمنية لنظام المخلوع البشير مازالت تؤكد عدائها لحركة الجماهير و طبيعتها المعادية للثورة و الثوار. ففي ذكرى مجزرة فض اعتصام القيادة العامة التي ارتكبتها اللجنة المذكورة بدم بارد و حاولت و تحاول الهروب من تبعاتها، ارتكبت مجددا جريمة الاعتداء على أفطار أسر الشهداء العظام أمام القيادة العامة بالرصاص الحي ، ليرتقي شهداء و يصاب عدد من المشاركين إصابات مباشرة بعضها في الصدر و الرأس.
و الحدث ليس حدثا عابراً، فهو في مبتداه أكد أن الشارع مازال ممتلكا لزمام أمره و قادرا على فرض إرادته على عدوه المرعوب و الممسك على الزناد بأيدي مرتعشة. فبالرغم من أن سلطة اللجنة الأمنية ( المجلس الانقلابي العسكري) المتنكر في شكل مكون عسكري في مجلس السيادة، قد أعلنت اغلاق كل الطرق المؤدية للقيادة العامة، نجحت الجماهير في تحديها و اقتحام الموقع و فرض فعاليتها عليها. و نجاح أسر الشهداء و الجماهير في إقامة إفطارهم أمام القيادة العامة رغم انف سلطة اللجنة الأمنية، هو من باب فرض الإرادة على من هو السلطة و افقاده سمة السلطة الأساسية التي هي فرض الإرادة على الآخرين. و هذا يعني أنه بدأ بالفعل في فقدان سلطته تدريجياً ، لأن مثل هذا التحدي المتدحرج نهايته لامحالة سقوط النظام. لذلك اضطرت السلطة لمواجهته بنفس السلاح الذي واجهت به الاعتصام السلمي، و هو الرصاص الحي و العنف المفرط بهدف القتل.
و الدرس المستفاد من ذلك، هو أن الشارع مازال قادر على صنع الحدث السياسي، و أن السلطة المرعوبة مازالت هي نفسها السلطة المعادية للجماهير و ثورتها، و ألا ادوات لها غير العنف و القتل في مواجهة الحراك الجماهيري السلمي، مما يؤكد أنها من المستحيل أن تكون سلطة الثورة .
و الحدث أيضا يبين بجلاء بأن حركة الجماهير في منظماتها الأساسية القاعدية المنجزة للثورة، قد قبلت التحدي و بدأت في تصعيد مواقفها لإنجاز مهام ثورتها بنفسها بعد أن حددت عدوها بشكل نافى لكل مواربة و بدون تورية. إذ كان لافتا أن أسر شهداء الثورة العظام ، قد وجهوا اتهاما مباشرا لحميدتي و شقيقه و مليشيا الجنجويد المسماة بالدعم السريع، بإرتكاب جريمة فض الاعتصام و ما صاحبها من انتهاكات مروعة. هذا الاتهام الصريح و تسمية الأشياء باسمائها مع تحديد سقف زمني للاعتراف بالجريمة و للتصعيد، يعكس تطورا نوعيا في موقف الشارع من السلطة، و تحديا مباشرا لطبيعة تكوينها، خصوصا أنه تضمن مطالبة بحل جميع المليشيات و تكوين جيش وطني موحد، في تاكيد واضح لأحد مطالب ثورة ديسمبر المجيدة. و هذا يعني أن حركة الجماهير قد بدأت مواجهتها المباشرة لمشروع الهبوط الناعم و محاولة تصفية الثورة، من مواقع متقدمة تعرف حقا من هو عدوها و ترفض المشروع القائم و تقدم البديل في إطار ما يليها من واجبات ثورية وثيقة الصلة بتحقيق العدالة، التي هي أحد شعارات الثورة الثلاثة. موقف أسر الشهداء المتقدم اليوم، يكرس ما حدث من فرز على مستوى الخارطة السياسية و الاجتماعية مؤخرا، و يضع علامة فارقة تمايز ما بين قوى الثورة و قوى الهبوط الناعم.
و من الواضح الآن أن قوى الثورة التي كانت اصلا للحراك حامل مفاتيح التغيير، قد بدأت في تصعيد جديد لاستكمال ثورتها. و هي لا محالة سوف تجمع قواها و تعيد تنظيم نفسها، بتجميع لجان المقاومة التي يجب أن توسع من دائرة تنظيمها و تحتمي بقواعدها بدلا من النضال نيابة عن جماهيرها، و تجمع المهنيين الذي بدأ في تفعيل نشاطه مؤخرا، و مفصولي الخدمة المدنية و العسكرية و جميع التنظيمات المطلبية، لبناء جبهة ثورتها من القاعدة للقمة و خلق مركز موحد لها، يستكمل مهام الثورة عبر إسقاط السلطة الحالية بشقيها المدني و العسكري لعدم مشروعيتها و لأنها لا تمثل الثورة، و بناء سلطة الجبهة على أسس ثورية مشروعيتها مقننة بوثيقة دستورية جديدة، تخرج من صلب حركة الجماهير و تقنن ثورتها و تؤسس لانتقال فعلي من دولة التمكين إلى دولة المواطنة، عبر جدل الهدم والبناء.
و بالرغم من الحزن على ارتقاء شهداء في ذكرى استشهاد شهداء فض الاعتصام لهم جميعا المجد و الخلود، و بالرغم من العدد الكبير من المصابين، إلا أن الحدث أكد أن جذوة الثورة مازالت مشتعلة، كما أكد بما لا يدع مجالا للشك من هو عدوها و عدو جماهيرها، و أكد طبيعة السلطة الحاكمة و تمسكها بأساليب القتل و العنف المفرط تجاه الجماهير. و هو بذلك شكل محطة فارقة في تاكيد امتلاك حركة الجماهير لزمام المبادرة ، و قدرتها على صنع الحدث السياسي و فرض إرادتها على عدوها ، و عزز من تشكل خارطة سياسية واضحة وفقا لفرز و اصطفاف جديد طرفيه سلطة الهبوط الناعم و حراك الجماهير الثورية.
و لسنا في حاجة للقول بأن هذه الخارطة أساس لمعادلة سياسية من المعلوم من سينتصر فيها. فعبر تراكم واعي و منظم، النصر معقود حتما بلواء حراك الجماهير. فحكومة الهبوط الناعم التي تظن بأنها قد احتوت الثورة بالوثيقة الدستورية المعيبة، و أنها بصدد تصفية الثورة عبر خرق الوثيقة نفسها، تصحو الآن على رعب حراك واعي و منتظم بداياته واثقة، لا تجد أمامه سوى تجريب المجرب الذي يقود للسقوط و استخدام العنف المفرط في مواجهة حراك الجماهير.
” و البيجرب المجرب ندمان”
و قوموا إلى ثورتكم و نظموا صفوفكم من القاعدة للقمة فنصركم اكيد

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.