الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / من حكاوى المنافي .. على تماس مع الاسلامويين تحرير: عبد الواحد ابراهيم

من حكاوى المنافي .. على تماس مع الاسلامويين تحرير: عبد الواحد ابراهيم

سودانى نبيل، التقى رجل أعمال إريتري – (قبل انفصال إريتريا عن أثيوبيا) – يعمل فى قطاع النقل والترحيل سنوات الثمانينات، سرعان ما تآلفا وتحابا وصار بينهما العيش والملح والملاح على الطريقة السودانية  – الإريترية، عرض الإريترى على صديقه السودانى ان يشاركه فى اسطول عربات نقل مكون من (19) مقطورة عاملة  فى طريق بورتسودان الخرطوم، قام السوداني بصيانة المقطورات (قندرانات) من نوع الفاييت، وأشترى لها إطارات، وأكمل الشراكة وسارت الأمور بشكل رائع بين الإريترى “حسن ككيا” والسودانى أحمد إبراهيم.

وبعد عام جاء  الى الخرطوم قادما من اديس ابابا وبطريقة جنونية،  الايطالى دكتور بيبرس رجل الأعمال الشهير المالك الذى بدأ استثمارته بمزرعة قطن ومسلخ للذبيح ومدبغة للجلود ومصنع للأمباز ومشروع زراعى للسمسم والفول.

كان  الرئيس”منقستو هايلا مريم” يدير اثيوبيا عبر المنفستو الماركسى، قام بن هايلا مريم بتهديد كبار رجال الأعمال فى اسمرا، ومنهم دكتور بيبرس الذى قرر مغادرة البلاد الإريترية والتى كانت جزء من اثيوبيا وقتها، فاتفق مع أحد الطيارين المهرة على حمله خارج اثيوبيا والى محافظة القضارق المحاددة لاثيوبيا مقابل مليون دولار، تم ترتيب كل ذلك مع الطيار الاثيوبي وحمل دكتور بيبرس أمواله حوالى (19) مليون دولار، ومن حسن حظه ان الرئيس الأسبق جعفر النميري كان يزور القضارف ظهر ذلك اليوم، فهبطت الطائرة في بالمطار العسكرى بمدينة القضارق احدى درر شرق السودان، فابلغ الرئيس بهبوط طائرة اثيوبية فى المدينة، ختم النميري مهرجانه الخطابي الشعبوي ثم طلب من الأجهزة الأمنية ان تاتيه بالطيار ومرافقه.

أستمع النميري الى قصة الرجلين، وعلى الفور منح النميري الطيار الأثيوبي “حق اللجوء السياسي” حيث أستقر بالخرطوم، والتفت الى الايطالى دكتور بيبرس قائلا:

(يمكنك ان تذهب معى الى روما أفريقيا)، فاخذه بامواله فى الطائرة الرئاسية الى الخرطوم.

أقام دكتور بيبرس بالسودان مزرعة لتربية الحيوان، ومصنعاً للزيوت، من بذرة القطن، واسطولاً ضخما من الناقلات بعدد (65) مقطورة، كل ذلك بمعاونة صديقه الإريترى “حسن كيكا”، وشيد بعض المصانع الغذائية والكثير من الإستثمارات المالية فى البنوك السودانية،  ومنزلاً ضخما بافخر المناطق فى الخرطوم، اُزيلت كل العقبات أمام بيبرس وحصل على كل التسهيلات اللازمة لإستثماراته لانه كان يملك كلمة وخط اتصال مع الرئيس نميري شخصيا، وسارت الأمور بشكل طبيعي الى ان قامت الإنتفاضة وأطيح بالرئيس جعفر نميري فى إنتفاضة شعبية فى  أبريل من العام 1985م.

قرر دكتور بييرس بيع ممتلكاته وتصفية اعماله فى السودان، ثم العودة الى روما وطلب من صديقه “حسن ككيا” ان يجلب من يشترى كل ممتلكاته، فاستعان ككيا بصديقه وشريكه فى المقطورات السودانى أحمد أبراهيم، حيث قرر شريكه شراء ممتلكات الخواجة والتى تتطلب مبالغ كبيرة، منزل بالخرطوم (2)، مصانع، مزارع، عشرات الناقلات، مخازن، ورش صيانة العربات توكيلات لشركات أوربية، حزم أحمد السودانى العزم على مساعدة صديقه، وشراء الممتلكات، وكان صاحب قدرات مالية وله سمعة فى السوق، ولكنها دون استثمارات الايطالى بيرس.

ذهب أحمد أبراهيم القيادي الاتحادي ورجل الأعمال المعروف الى استاذه الذى درسه مادة التربية الإسلامية (الدين) في الإبتدائية والقيادى بتنظيم الاخوان المسلمين “علي عبد الله يعقوب” والمدير العام للشركة القابضة لبنك “فيصل الاسلامى”، وكانت ان ضمته الرفقة النضالية مع هذه القيادات المتأسلمة أبان المعارضة السودانية المعروفة بـ(الجبهة الوطنية فى العام 1977م) والتى إتخذت من ليبيا مقراً لها، فاختار استاذه وفاتحه فى الأمر، سال لعاب القيادي الاسلاموي يعقوب من هذه الصفقة، وطلب منه دراسة جدوى على ان يتم فيها تحديد وقت السداد، فقام أحمد بتسلميه دراسة الجدوى بكل ثقة بوصفه أستاذه ورفيق نضاله فى السنوات الكالحات!

وأخذه استاذه الى “أحمد ابراهيم الترابى” رئيس قسم الاستثمار ببنك فيصل الإسلامي بهدف تمويل هذه الصفقة.

تأمل الاسلامويون الدراسة وطلبوا أسبوع لاخطاره بالموافقة او الرفض بقرار تمويل الصفقة من بنك فيصل الإسلامي حسب وزير المالية الأسبق بدر الدين محمود الذى كان يعمل سكرتيرا للمدير وقتها!

مر الاسبوع، ثم زارهم فى البنك، وبمنتهى العطف والحنية  طلب منه استاذه على عبد الله يعقوب تغير آجل السداد من ثلاثة سنوات الى ستة، فشعر بحنوهم عليه وإطمئن، وقام بتعديل دراسة الجدوى الى ست سنوات، ثم ذهب الى البنك وطلبوا منه أسبوعين للمتابعة من أجل التصديق على طلبه، ثم اسبوع  آخر وأستمر الحال هكذا الى ان ذهب الى استاذه فى مجلس الشعب مرات عديدة، ثم منزله، وبعد مضى فترة من الزمن، علم ان الصفقة تمت لحساب أحد رجالات (الأخوان المسلمين) القيادى ” الطيب النص”، والذى منح قرض ميسر السداد، وعلم من صديقه الإريترى “حسن ككيا” ان الخواجة دكتور بيرس قد غادر الى روما وانه اى “حسن ككيا “فى طريقه الى روما مدينة العقل والحلم ليلتحق بدكتور بيبرس بينما حزم رجل الأعمال أحمد إبراهيم حقائبه وغادر إلى القاهرة بعد انقلاب الإنقاذ الكيزاني الذين سلبوه الكثير من ممتلكاته لينضم إلى الجبهة الوطنية العريضة وليكون احد قياداتها.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.