الإثنين , مايو 20 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات / هزيمة (الضِّباع)..! – من عدد (الجريدة) الذي تمت مصادرته ليومين على التوالي
IMG-20161129-WA0392.jpg

هزيمة (الضِّباع)..! – من عدد (الجريدة) الذي تمت مصادرته ليومين على التوالي

 

IMG-20161129-WA0392.jpg

عثمان شبونة
هزيمة (الضِّباع)..!
عثمان شبونة
* المرتزقون من أنظمة الطغيان يظنون أن سقوط الفساد سيُسقِط (اللقمة) من أفواههم.. فمن يعيش في حضيض الظالمين (لا يتصور) أن بإمكانه العيش بدونهم مُعززاً مُكرماً؛ حين يتبدد الظلام بفجر الخلاص..!
* التفكير الضيِّق (في الذات) يُلاشي قِيم (الإتحاد) ويهدد رحلتنا الحياتية (القصيرة) بحساب الزمن… لو أمعن الإنسان في عمقه بوعي؛ سيدرك أن مسيرته في الدنيا لا تستحق عناء القهر والإذلال..! ما معنى وجود شخص يولد ويعيش ثم يموت (مقهوراً)؟!
* في قصيدة (الدولة) للشاعر تميم البرغوثي دفعة قوية لتلاحم الأجساد والأرواح ضد الخطر (النص متاح عبر الشبكة العنكبوتية).. يتجلى سيناريو القصيدة حول غزلان كثيرة تهاجمها (ضبع) واحدة.. والضَّبع (مؤنثة) ويمكن أن (تُذكَّر) الكلمة.. كما نسميها (ضبعة!).. تلخص القصيدة خوف الغزلان رغم كثرتها؛ وهروبها من الضبع؛ فتستفرد الأخيرة بغزالة وتقتلها.. إنه موت في مغزاه يعني (موت الأحياء الجبناء؛ الهاربين؛ الأنانيين) كما أفهمه..!
* الغزالة يمكن أن ترمز لـ(شهيدة)؛ ورغم مصيرها المؤلم يأتي الفرج من (غزيِّلة) تحمّست لمواجهة الضبع؛ أي غزالة صغيرة هجمت على الضبع بأسلوب (إنتحاري) وتتابعت ثورة الغزلان على إثر جرأتها إزاء الوحش.. فلنتمهل عبر هذا الإبداع الذي يعني (آدميتنا)..! اقرأ الحكاية الشعرية البديعة:
ضبعٌ تهاجمُ سِربَ غزلانٍ فتهْرُبُ كُلُّها
رَسَمَتْ حوافرهُن عَشْرَةَ أفرعٍ فى الأرضِ عشوائيةً
والضبعُ تعرفُ أنه لا وقتَ كي تحتارَ فيما بينها
تختارُ واحدةً لتقتلًها
حياةُ غزالةٍ ومماتُها أمرٌ يُبَتُّ بسُرعةٍ
لا تعرف الضبعُ الغزالةَ، لا عداوةَ، لا تنافُسَ
ربما لو كان يوماً غيرَ هذا اختارتِ الأُخرى
وحتى بعد مقتلِها، سَتَعْجَزُ أن تقولَ الضبعُ إن سُئِلَتْ
لِمَ اختارَت غَزَالَتَها التي قَتلَتْ
ولكنِّي أظنُ الضبعَ تَعلَمُ جيِّداً، بِتَوازُناتِ الخَوفِ،
أنَّ السِّربَ، كَلَّ السِّربِ، لَو لم يَرْتبِكْ،
لو قامَ يَرْكُضُ نَحْوَها
طُحِنَتْ عِظَامُ الضبعِ تحتَ حوافرِ الغزلانِ، مُسْرِعَةً
فقطْ لو غيَّر السِّربُ اتِّجاهَ الرَّكْضِ عَاشَ جَمِيعُهُ
وَأَظُنُّ أَنَّ السِّرْبَ يَدرى بِاحتِمالِ نَجَاتِهِ
لكنَّ كلَّ غَزَالةٍ تخشى تخاذُلَ أُختِها لو أَنها فَعَلَتْ
فتخْذِلُ أُخْتَها
والأختُ خائِفةٌ هي الأُخرَى
فَتُسْلِمُ للرَّدَى تِلكَ التِى خَذَلَتْ
فَتَحيا كُلُّ وَاحِدَةٍ بِمُفْرَدِها
وتُقتلُ كُلُّ واحدةٍ بمُفردِها
ولكن، رُبَّما، ولرحمةِ الله الكريمِ عِبَادَهُ،
هَجَمَتْ غُزَيِّلَةٌعَلى ضَبْعٍ بِلا تَفْكِيرْ
وَتَتَابَعَتْ مِنْ بَعدِها الغُزْلانُ،
مِثْلَ تَتَابُعِ الأَمْطارِ فِى وِدْيَانِها
في هذه اللحظاتِ تَعْلَمُ أن حُسْناً ما عظِيماً
سَوفَ يَأتي
ربما وَلَدٌ يُكلمُ أَهْلَهُ في المَهْدِ
أو يتنفسُ الصُبحُ الذي فى سورةِ التكويرْ
لا أقصدُ التشبيهَ أو سَبْكَ المَجَازِ،
ولا أُشيرُ لثورَةٍ عَبْرَ البلادِ،
فَقَطْ أريدُ القَوْلَ والتّذكِيرْ
هذا الكلامُ حقِيقةٌ عِلْمِيَّةٌ يا أَهلنا
الضبعُ أَضْعَفُ من فَرَائِسِها،
وَأخْوَفُ مِنْهُمو.. بِكَثِيرْ… !
* عزيزي القارئ: كلما تلاقت قلوب الناس في المِحن والكوارث بنبضٍ (واحد)؛ كلما اقتربت خطاهم من (ساحة النصر)..!
* لا هزيمة (للضِّباع) إلاّ بوحدة (السِّرب) وتحمُّل الأذى في سبيل ذلك.. فإياك أن تُحبَط حين تقاوم البغي بشتى الوسائل (المقاومة تبدأ منك كفرد).. لو كان الرُّسل وغيرهم من عظماء البشرية شقوا صدورهم بالسأم؛ لما وصلتنا قيم ونِعم ورحمات.. لكنهم حزموا ضلوعهم بعُرَى الأمل؛ والتصميم لبلوغ المعالي؛ ثم لم يبالوا بالطغاة..!
أعوذ بالله
ــــــــــــــــــــــــــــــ
من عدد (الجريدة) الذي تمت مصادرته ليومين على التوالي.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.