الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *هل ستتحول آمال و  أحلام تكوين الكتلة التاريخية السودانية لواقع*?

*هل ستتحول آمال و  أحلام تكوين الكتلة التاريخية السودانية لواقع*?

*السلام سمح بلحيل*

*عودة لعودة قيادات الجبهة الثورية للسودان بعد توقيعها على إتفاقيات السلام في منبر جوبا و لإستقبالاتها  الجماهيرية الكبيرة التي تفوقت فيها على الإستقبالات الجماهيرية التي حدثت لكل القيادات السياسية التي رجعت للسودان  بإستثناء إستقبال الجماهير للقائد السوداني الإستثنائي الفذ د.جون قرنق بعيد نيفاشا بإعتباره رمزاً لنضالات المهمشين في كل أنحاء السودان*.

القراءة الأولى لهذا المشهد السياسي في هذا اليوم الأحد الموافق 15 نوفمبر 2020م   تشير إلى حتمية  تغيير المعادلات السياسية السودانية  و بالتالي تغيير  موازيين القوى لتتشكل  الأحجام السياسية الحقيقية  في سودان ما بعد سقوط نظام الجبهة القومية الإسلامية.

تحدث العديد من  الرفاق الأعزاء الذين يصعب ذكر أسمائهم الآن  لأن عددهم كبير جداً تحدثوا  في منتدى عبد اللطيف كمرات الثقافي في مدينة كاردف العاصمة الويلزية من قبل سنوات عديدة خلت كانت فيها الأوضاع السياسية  في أسوأ حالاتها  عن الكتلة التاريخية المرتقبة لقيادة السودان بعد ضياع أكثر من ستين عاماً من عُمر السودانيين.

الكتلة التاريخية السودانية ستُشكلها بالضرورة  القوى السودانية المهمشة في كل الأرياف و المدن السودانية من الجنينة إلى بورتسودان و من نمولي لأنها عائدة  إلى حلفا رغم وجود نوعان من التهميش في السودان  و هما التهميش  البسيط المتمثل في التجهيل و غياب الرعاية الصحية و غياب الحقوق السياسية و الثقافية و المعاناة من  الإستعلاء بأشكاله المختلفة و غياب الديمقراطية و تفشي الديكتاتورية وصولاً للتهميش المركب الذي وصل لدرجة إعلان الدولة  التي أسستها النخب السودانية   للجهاد و شنَّها  لحروب الإبادات الجماعية ضد بعض المكونات السودانية  و قد  كان الحصاد حربين للإبادات الجماعية  الأولى في جنوب السودان التي راح ضحيتها أكثر من مليوني نفس سودانية و الثانية في دارفور و جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق أي ما يُعرف بالجنوب الجديد في الأدبيات السياسية  فرغم هذه الفوارق في التهميش إلا أن مصير هذه القوى المهمشة سيكون واحداً و لذلك ليس أمامها  خيارات عديدة غير خيار الوحدة لكي تحكم السودان و تنتهي للأبد سيطرة دولة النخب و البيوتات السودانية دولة ملوك الطوائف الدينية الذين يستثمرون في الدين الإسلامي لتحقيق مكاسب سياسية غير مشروعة.

فلنقل الآن  إنَّ الموجة  الأولى التي سوف تتشكل منها الكتلة التاريخية السودانية  قد وصلت للبلاد  و أمامها الكثير من المهام التاريخية  لتنجزها  وهي موحَّدة دون أن تدخل في صراعات وهمية فيما بينها لتعطي أعداء الهامش السوداني العريض أصحاب الحظوة و  الإمتيازات التاريخية  فرصة لترتيب أوراقهم من جديد بعد الإستثمار في خلافات قيادات الهامش السوداني العريض في حالة حدوثها.

لقد تمثَّل جمال اللوحة في هذا اليوم في أن  الإستقبالات الجماهيرية الحاشدة لقيادات الجبهة  الثورية  كانت  في الخرطوم العاصمة السودانية و ليس في أي مكان آخر في السودان تلك العاصمة  التي منع نظام الفصل العنصري   الكيزاني السابق  الطلاب السودانيين الدارفوريين الذين كانوا يدرسون في جامعة بخت الرضا  من دخولها في سابقة خطيرة  ليستقبلهم الشيخ الياقوت في قريته بالقرب من جبل الأولياء و من هنا خالص التحايا و أعظمها للشيخ الياقوت تقديراً لموقفه الوطني الكبير.

ستأتي الموجة الثانية للكتلة التاريخية بعد توقيع كل من  الحركة الشعبية / شمال التي يترأسها القائد عبد العزيز آدم الحلو و حركة تحرير السودان التي يترأسها القائد عبد الواحد محمد أحمد النور  على إتفاقيات السلام القادمة لتكتمل من بعد ذلك  لوحة السلام الشامل في السودان و لتلتقي الكتلتان التاريخيتان  في مقرن النيلين لتكوين كتلة تاريخية واحدة للمساهمة في نهضة البلاد  .

الخلاصة نقول إن  لدى الكتلة التاريخية السودانية كل عناصر النجاح التي تجعلها تحكم السودان عن طريق الإنتخابات الحرة النزيهة بعد أن تتحول جميع القوى الثورية المسلحة إلى قوى مدنية حقيقية على الأرض  فظروف الحرب مختلفة تماماً عن ظروف المجتمع المدني الذي يمكن قيادته بطرح البرامج السياسية و بنشر الثقافة الديمقراطية في داخل القوى الثورية نفسها  و في  إحترام و تقديس حقوق الإنسان و مع  الإبتعاد كليا عن إعادة إنتاج الصراعات الجهوية و القبلية و الإثنية و الدينية من جديد .

نتساءل : هل ستضيع قيادات الكتلة التاريخية السودانية هذه الفرصة المعدة على طبق من زمن لتتقدم دولة المواطنة السودانية على حساب الدولة السودانية المركزية ذات النظرة الأحادية عبر تاريخها الطويل ?.

ما الذي يمنع وحدة الجبهة الثورية في هذه المرحلة الخطرة من تاريخ السودان ليتحرر السودان من العسكرة و لتتم إعادة هيكلة مؤسسات الدولة على أسس جديدة  ? بل ما الذي يمنع وحدة القوى الثورية السودانية العريضة لقيادة السودان في المستقبل سواء كان ذلك عبر التحالفات فيما بينها كجزء من الكتلة التاريخية بالإضافة لتحالفاتها  السياسية مع بعض القوى السياسية الطليعية في السودان لتكون كل  هذه التحالفات السياسية الجديدة خصماً على القوى الرجعية السودانية العريضة ?

السودان على موعد مع  تحالفات سياسية عديدة في  المستقبل و البقاء سيكون  للأكثر تنظيماً و للمقنع برامجياً.

برير إسماعيل

15 نوفمبر 2020م

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.