الجمعة , مايو 17 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *التهافت علي مائدة الإمام*

*التهافت علي مائدة الإمام*

الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ظل خلال السنوات الأخيرة يقدم رؤي وأفكار تحمل في طياتها الكثير من المهادنة والدغدغة لنظام الإنقاذ الشمولي، إذ أننا وطوال حكم الإنقاذ لم نطالع للرجل تصريحا واحدا يدعو فيه صراحةً لإسقاط النظام ومحاسبة ومحاكمة رموزه.
لذا ظل المهدي يتعرض علي الدوام لهجوم شرس ومبرر علي مواقفه المساندة للنظام وأراءه التي تبدو في كثير من الأحيان رافضه للتغيير و متشبثة ببقاء النظام.
ولعل أن سيل الهجوم الذي تعرض ويتعرض له الإمام لم يكن محض مغالطات أو إتهامات جوفاء، بل كانت أراء صريحة وواضحة نابعة من مواقف مختلفة تبناها المهدي في مراحل مختلفة قال بها  في أغلب الأحيان من تعامل مع المهدي مباشرة.
وجاء بعض من هذه الإنتقادات  من شخصيات لها وزنها وسمعتها ونزاهتها حيث أنهم لم يفتروا علي الرجل في القول. بل جاءت اقوالهم مليئة بالأسانيد والأدلة الموثقة.
غير أن أهم هذه الأدلة التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الإجتماعي هي تلك الصورة التي أظهرت إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة يؤدي القسم أمام الديكتاتور الأسبق جعفر نميري خادما لثورة مايو وسلطتها الإنقلابية. هذه الصورة تؤكد أن المهدي رجل غير ديمقراطي ولايريد للسودان أن يحكم ديمقراطيا، إذ كيف لرئيس حزب سياسي أن يقف أمام رئيس إنقلب علي نظام ديمقراطي ويعمل تحت إمرته ويخدم أهدافه التي تتعارض مع أهداف الحكم المدني و الديمقراطية والحرية التي تقاتل من أجلها الأحزاب السياسية.
وللرجل تاريخ طويل في نقض العهود والمواثيق مع القوي المعارضة التي بذلت المهج والأرواح لإسقاط نظامي مايو والإنقاذ الإسلاموي. كل هذه المسوغات تعطي صورة جلية المعالم عن تاريخ الإمام الذي وثقه له منتقدية من فطاحلة السياسة أمثال الشريف حسين الهندي، وكذلك عن شخصيته وسلوكه السياسي وطريقة تفكيره فيما يختص بمستقبل حزبه ورؤيته لكيفية حكم البلاد.
وبرغم كل ذلك، نجد أن بعض قادة الأحزاب الموقعة علي إعلان قوي الحرية والتغيير، قد يمموا شطر الملازمين متهافتين علي مائدة الإمام التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بعد أن فرز عيشته   من تحالف (قحت) وهو يعد لمشروع وفق ما يحقق له طموحاته الشخصية ورؤيته الذاتية.
ألم يقرأ هؤلاء المتهافتون تاريخ الإمام القريب والبعيد ، ألم يطالعوا تصريحاته عن الثورة، ألم يسمعوا بالأوصاف التي أطلقها الإمام علي هذه الثورة التي نالت إعحاب كل العالم الإ الإمام.
أولم يدري هؤلاء أن مائدة المهدي قد لا تكون لقمة سائغة الإ للذين لا يؤمنون بالديقراطية والمدنية، ألم يعلموا أن من بين مكونات الطبخة التي يعدها المهدي السم الزعاف الذي يقتل به روح الثورة ويحي الإسلامويين ويعيد بعثهم من جديد فوق جماجم وأشلاء الشهداء.  ألم يعلم هؤلاء أن لقاءاتهم بالمهدي قد جاءت في خانة الخصم لا الإضافة
  إذا لماذا الهرولة لرجل يعمل بما لا يدعو مجالا للشك علي تحقيق أهداف لا علاقة لها بالثورة. التفسير الوحيد لتهافت هؤلاء وهرولتهم نحو الإمام أنهم يشعرون بأن أحزابهم ذات أوزان خفيفة عدة وعتادا أو أنهم ليست لديهم الثقة في أنفسهم تماما علي غرار ما فعلت مكونات الجبهة الثورية سابقا وبعد الثورة فرزوا عيشتهم من الإمام رغم أنهم لم يعلنوها بوضوح حتى الآن. الإ أن أحدهم همس لي في أذني قائلا: ( الإمام ده عدينا بيه مرحلة وانتهت).
ولكن فليعلم هؤلاء جميعا أن الصادق المهدي لم ينفعهم في شئ لأنهم نسوا أن العامل الحاسم الآن هو الشارع السوداني الذي تجاوز الإمام بكل تعقيداته.
* *عباس حسن أحمد – صحفي*
*لندن  مايو 2020*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.