عن روحك يا فاروق .

…….
علاء الدين الدفينة.
…….
قيل للامام علي عليه السلام :
كيف النجاة وربك يرمينا بسهام أقداره؟.
فأجاب :
كن بجوار الرامي.
……
كتبت من قبل وكلي رجاء بأن نشهد فعالية انسانية يعتلي منصتها بعض الكبار من ذوي الاقلام والارحام والاحلام والاورام والرؤى العسجدية في بحور السياسة وفكرها المتحدث والمتجدد والمتوثب … وأقترحت رجالا منهم العمالقة المخضرمين فاروق أبوعيسى ومحمد إبراهيم كبج وغيرهم… وهاهي المنايا تختار منهم فذا مصادما منافحا مناكفا ممن اختار أرصفة الوطن.
لكنها هي الارض… تسلب في خلصائي واحدا واحدا بغير تواني.
……
مفجع هذا الخبر وهو في الصميم… لرجل عهدته نضر الفؤاد غض الروح نقي السريرة وصعب الانقياد… مؤمنا بهذا الوطن وقضاياه إيمانا فريدا مدهشا… بشوشا رؤوفا صادقا وأبا حنون.
صادم للغاية ترجله المفجع في هذا التوقيت.
نعاه لي الناعي فلم يدر بخلدي سوى مناحاتنا التاريخية والسجع القيسي التليد :
ألا يا ناعيي ليلى بجانب هضبة أما كان ينعاها الى سواكما.
ويا ناعيي ليلى بجانب هضبة من بعد ليلى لا امرت قواكما.
…….
الا يا قبر ليلى لو شهدناك اعولت عليك نساء من فصيح ومن عجم.
ويا قبر ليلى أكرمن اليوم حملها يكن لك ما عشنا عليها نعم.
ويا قبر ليلى ان ليلى غريبة بأرضك فلا خال لديها ولا عم.
لقد غابت اليوم أمها وخالتها والحافظون لها الذمم.
…….
هو فاروق أيها الرجال… رجل نعاه لنا النعاة وحال ترجله حال و نداء :
تنادوا وقالوا أردت الخيل فارسا فقلت أعبدالله ذلكم الردي؟
فإن يكن عبدالله خلى مكانه فلم يكن وقافا ولا طائش اليد.
……
مضى اليوم الزعيم التاريخي القانوني الفذ فاروق وانطوت صفحة من أنصع صفحات الفعل والوعي والنضال… مضى ليلحق بصحبه من الافذاذ في مرحلة مفصلية من تاريخنا… مضى والوطن احوج ما يكون لحكمته وحنكته وصدقه ومثابرته.
ما دايرالك الميتة ام رمادا شح…
دايراك يوم لقا بدميك تتوشح…
الميت مسولب والعجاج اكتح…
أحي علي..سيفو البسوي التح…
……
لفاروق في الخالدين :
حينما علمنا انه لا نجاة من سهام أقدار الله حين يرمينا بها اخترنا ان نكون بجانب الرامي طلبا للنجاة.
حددنا ومنذ ذاك التاريخ العميق في الثورة وآلامها واحزانها وانتصاراتها ودمائها وحكاويها الدامية ومشاهدها التاريخية الخالدة ان نكون في جوار الثوار.
أرقد سيدي بسلام… وتيقن انك تركت خلفك جند يؤمنون بالمعركة المشتركة والمصير المشترك… ثوار يعرفون تماما ان سأل عنهم السائل ان رد المجيب عنهم :
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك ان كنت جاهلة بما لم تعلمي.
ينبئك من شهد الوقيعة انني اغشى الوغى وأعف عن المغنم.
……
أرقد بسلام سيدي.
وانا لله وانا اليه راجعون.