السبت , مايو 4 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / مرض الدرجات العلمية

مرض الدرجات العلمية

سعد عبد القادر العاقب
جامعة بحري
١٥- ابريل ٢٠١٣م
**
لم تكن الدرجات العملية العليا منتشرة في بلادنا في أجيال سابقة كانتشارها في جيلنا هذا، ولكن هذا الانتشار أصاب الكثيرين من حملة هذه الدرجات بداء العظمة، وتورم  الذات، وتضخم الشخصية، فكم رأينا أستاذا جامعيا يحمل درجة البروفيسير ، فلما بلوناه وجدنا رأسه  أفرغ  من بيت العرس بعد  تحرك بص السيرة، وقد يتجاوز الأمر  حق اللقب العلمي إلى قلة الحياء فبعضهم يفرض على من في سن والده أن يناديه بدكتور،(شوف جنس المحن دي!!!!)
   تورُّم الذات عند بعض حملة الدرجات العليا دفعهم إلى أن يتخذ الواحد من نفسه شهادة تمشي على قدمين، فهو دكتور في قاعة الدرس  ودكتور في المواصلات ودكتور في بيت البكا وفي بيت العرس، وفي الإنداية وفي المقابر ، وفي الفيس بوك ،في كل هذه المواضع يجب وجوبا قاطعا على الناس أن يخاطبوه بلقبه العلمي، وإلا فهم قد ظلموه، ووقعوا في كبيرة من الكبائر، وأذكر أن أحدهم نال الدكتوراه بعد سن الخمسين، فتورُّم ذاتيا، وويل لك إن لم تناده بدكتور فلان، ومثله كثيرون، حتى أن بعضهم – والعياذ بالله – غير مشيته بعد المناقشة، وقبل إجازة درجته من مجلس أساتذة الجامعة،  ولا ننسى فيي هذا السياق البروفسير  الذي عينه البشير واليا على إحدى الولايات، فذهب إلى ولايته مزهوا ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لأهل الولاية : احمدوا الله ان جعل فيكم واليا بروفسيرا وبروفيسرا واليا، أو كما قال،  ولا ننكر تفوق هذا الرجل أكاديميا فهو من اوائل بروفيسيرات جامعة الخرطوم، لكن جهله الاجتماعي وميله للفياش أنطقه بهذا الكلام الاستعلائي
سعى بعضهم إلى نيل الدكتوراة بطرق ملتوية طلبا للوجاهة الاجتماعية في مخاطبيته بلقب دكتور، خاصة إذا كانت خصومة حادة مع دكتور حقيقي عالم متواضع لا يرضى أن يناديه الناس بلقب الدكتور، مثل الكوز  الذي نال الدكتوراة باللف والدوران وذبح ثورا، وسرعان ما عر ف الناس أمره وفاحت فضيحته وفضيحة أستاذه الذي أشرف عليه ومنحه الدرجة، وفضيجة الجامعة التي اجازت الشهادة، فكان الثور المسكين ضحية هذا الفياش، وكان  صاحبنا موضع سخرية جميع أهل تلك الجزيرة العريقة التي يسكن فيها، لا سيما أنها  جزيرة تعج بالعلماء والمبدعين من التخصصات كافة، وأعرف كثيرين لا يحملون درجة الدكتوراة لكنهم يضعون أمام أسمائهم دالا ضخمة ، وأعرف كثيرين لم يلتحقوا بأي جامعة، ومع ذلك خاضوا في غمار الدرجات (الهاملة) فاصبحوا – بعون الله – دكاترة تزين الدال أسماءهم، بل كتبوها في أبواب منازلهم (منزل الدكتور فلان الفلاني)
لهؤلاء المرضى نقول إن الألقاب العلمية مكانها اأهوراق المتداولة داخل المؤسسسات العلمية فقط، أو المحاضرات العامة وما شابه،  أما خارج المجتمع فالأسماء المجردة أفضل من كل شي ، لأنك في المجتمع تخالط الناس وينبغي عليك  أن تكون مثلهم في الرتبة والتعامل، هذا إن كنت سويا نفسيا، ولا تحس بنقص تريد أن تكمله بلقب علمي، وهيهات أن  تضيف إليك الدكتوراة ميزةً اجتماعية او مكانة بين الناس، إن لم تكن هذه المكانة لك بحسن معاملتك للناس، فكم من أميِّ لا يقرأ ولا يكتب قد انتفع الناس برأيه واستشاروه في أمورهم فكان خير مستشار، وكم من بروفيسير (مشى يتفولحْ، فجاب ضقلها يتلولحْ)

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.