بيان لجماهير المزارعين بالجزيرة والمناقل

لا يمكن صُنع وطن كبير بمواطنٍ صغير وفقير ومكبل .. هي أوطان ما كنّا فيها يوماً مواطنين كاملين الدسم ، بل كنا دائما ولاكثر من ثلاثة عقود جماهير يلازمها الشعور بالدونيّة. فما كان الوطن سوى السادة الجالسين فوق القانون، وفوق المحاسبة.
أفراد يتحكّمون في معاش الناس والشعوب السودانية ، عصابات بأوسمة ونجوم وانواط تتلألأ فوق أكتافهم ، يتلصصون على حق الناس ويتناوبون على المناصب الحلوب، ولا يختلفون إلاّ على اقتسام الغنائم.
يضعون بينهم وبين الناس علم الوطن وشعارات الثورة يلوحون بعلامة النصر، للمزايدة على المواطن في وطنيّته ، متنقّلين في سيّارات الدفع الرباعي الرسميّة، متحدّثين باسم الناس في المحافل الدوليّة، موقّعين عنهم الصفقات.
إنّهم صوت الناس وصورتهم ويدهم.. وحدها جيوبهم ليست متاحة للناس ..
إلى متى تظل حكومة الثورة غافلة عن معاش الناس .. هل أمن السادة الوزراء غضب الحليم ؟ ام أنهم حصلوا على صكوك الغفران؟ الشاهد ان حكومة الثورة غير القادرة على فعل التغيير صمت اذانها عن الناس أصحاب الجلد والرأس، على الرغم من صبرهم على ضيق الأحوال أملا في الغد الذي لا يأتي بسبب فعايل حكومة السجم والرماد .. وليس أدل من صبر المزارعين في الجزيرة والمناقل على تردي الري وجهجهة العروة الشتوية واصرارهم رغم العوائق زراعة القمح أملا في المساهمة في توفير رغيف البنادر .. إلا ان حكومة المحاصصات لاتلق لهم بالا وبدلا ان تنزل الحكومة إلى الغيط لحصاد القمح يذهب الإنتاج الكثيف هذا العام الى جيوب السماسرة والمرابين من تجار النظام البائد. اغلب الظن ان وزراء القطاع الاقتصادي يغضون الطرف عن اهل الجزيرة وقمحهم لان هؤلاء الوزراء دخلوا في اتفاق من الباطن مع تجار النظام البائد  (واخدوا حقهم) فلا حياة لمن تنادي يامزارع الجزيرة ، فقد بح صوت المشفقين من المزارعين على أمر القمح وحين ازفت ساعة الحصاد وجدت حكومة المحاصصة نفسها (قاعدة في السهلة) فلا حاصدات جاهزة ولا جازولين ولا قطع غيار ولا خيش علاوة على فرضها أسعار تركيزية مضحكة لمحصول لم تمول ثلث مساحته وثالثة الاثافي تصريحات الادارات المكلفة بإمكان تسديد التمويل البنكي كاش وهذا يؤشر إلى أن الإدارة المكلفة تعمل بتنسيق تام مع جماعة النظام البائد
قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله .. والنصر أكيد .
الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال -ولاية الجزيرة 13/3/2020