الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / رداً علي مقال مزمل أبوالقاسم (عصي علي النفي).

رداً علي مقال مزمل أبوالقاسم (عصي علي النفي).

أصبت القربة يا مزمل! …

غالب طيفور الشايب

رغم إختلاف الروايات في الحيثية التي مات بها الفارس العبسي المغوار (عنترة بن شداد) إلا أن ما قرأته منذ عقدين ما زال عالقاً في الذاكرة.
    من عادات الفرسان القدامى المبارزة لإثبات الذات نوعاً من الفخر والفراسة والإقدام ولإختيار الأفضل والأشجع ، فعندما سمع (عنترة بن شداد) بفارس بني طي (الأسد الرهيص) الذي عرفه الناس بصولاته وجولاته في أرجاء الصحراء العربية حتى وصل صيته بيت عنترة خاطفاً بذلك الأضواء وإشتهر بصلابته ، فسارع عنترة بالهجوم على بني طي قتلاً ونهباً وسلباً ؛ طالباً مبارزة (الأسد الرهيص) ، وكان له ما أراد ، وقد ضجت بلاد العرب بحديث مبارزتهما ، وكانت الغلبة فيها لأبن شداد العبسي عنترة بعد صولاتٍ وجولاتٍ انتهت بأسر (الأسد الرهيص) ووضع له عنترة السم في عينه حتى أُصيب بالعمى ، ولكنه أضمرها في نفسه وتسلل بعد زمنٍ طويل خلف خيمة عنترة وهو يحمل قوسه وسهمه المسموم برفقة خادمه ، وانتظروا اياماً وليالٍ حتى وجدوا ضالتهما وسمعوا صوت (عنترة) يتحدث مع أخيه (شيبوب) وخادمه يؤكد له أنه عنترة فأطلق سهمه المسموم فاستقر في خصية (عنترة) الذي صرخ صرخه مدوية اهتزت لها الفيافي والوديان ، وقال جملته المشهورة ( أصبت القربة يا أعمى) وهو بقصد خصيته فظن الأسد الرهيص أنه اخطأ الهدف وأصاب القربة التي يُشرب بها الماء وكانت تُصنع من الجلد وتُعلق بمشبك على سرج الحصان وتسمى (القربة) أيضاً فسقط ميتاً من الخوف والرعب ولم ينجُ عنترة أيضاً بسبب ذاك السهم المسموم.
     وأنه والله ليذكرني بالسهم الذي أطلقه (مزمل) الذي اصاب به وزيرنا (ابراهيم البدوي)  ليؤكد لنا معنى الثورة المضادة، وكيف تعمل؟
إنها طبخة على نار هادئة ولكنها وجبة دسمة تحمل السم الزعاف لكل الخطائين المشائين بالنميمة ، وتُبرز لنا العمل المنظم لمنسوبي النظام السابق الذي يعرف من أين تُؤكل الكتف ، ولم نضرب الرمل ولا قرأنا الفنجان عندما صرخنا وكتبنا في المواقع بأن وزير مالية الحكومة الإنتقالية إنحرف عن مسار الثورة وضلّ ثم غوى ، وما كان (مزمل) إلا سهماً مسموماً يجلس علي قوس الكيزان يطلقهونهم متي ما أرادوا وكيفما شاؤا وهو معد من قبل جهاز الأمن الهالك من خلف الأستار علي كل فريسة ارادوا الظفر بها ، وكانت ضربته موجعه لانه سهماً جاء من خلف الملاعب ومن باطن المصاطب ، وهذا هو ديدن عُصبة الشيطان في قتل مبارزيهم لقد أصبتم (البدوي) في مقتل ولكن صرخته المدوية ستفضح المكان والزمان ونشهد بأنها رمية موفقة لم نشهدها منذ عرفناك يا (كبد الحقيقة) !.
    وما كنا شهداء عليك إلا في التطبيل والتهليل لعُصبة الكيزان وخدمتهم بقيادة عرابك القديم (جمال الوالي) المعروف بولائه للسفاح البائد وكل من كان على شاكلته ، ولك الحق في أن تُصيب بسهامك من تشاء وكيفما تريد أشخاصاً وأسماءاً ، وهذا يعود الفضل فيه للدماء الطاهرة التي سكبها زمرة من أبناء الوطن الأخيار؛ ووقعوا عليها مهرهاً وورصفوا لها درباً، وكتبوا اسمها في العُلا (حرية_ سلام_  وعدالة والثورة خيار الشعب) يصعُب علي الاقزام والمندسين إعتلاء مقامها وبلوغ سنامها ، لقد نضح مقالك بالمعلومات الموثقة التي سيعلم القاصي والداني أنها دُبرت بليلٍ وما يدبرها إلا الذين  يعملون في الأدبار وأظهروا ملف مكتمل الأركان، لا يجمعه صحفي ولا يعده محرر مختوم بالشمع الأحمر من (جهاز الأمن والمخابرات الوطني) لعناية الزميل الصحفي (مزمل أبو القاسم)  نفذْ ثم ناقشْ .
  والقاري البسيط للمقال سيعلم بأنك حجبت عنه عامل الزمن ، والحصيف والمتابع سيفهم بأن مقابلتك لنصابي شركة الفاخر (للمعسل) كانت مساءلة قانونية وليست محاورة في ندوة أعقبتها براهين ودلائل وكأنها جلسة تحقيق تجمع بين ضابط ومعتقليه لتُظهر ركاكة الوصف ، وسوء المقصد وأحسبها القشة التي قصمت ظهر البعير ، ولم تُوضح كيفية الأسئلة هل كانت مباشرة أم أمام الجمهور؟ أم همزة لمزة؟ أم كانت على استحياء؟! ولماذا تجاوزت في مقالك تحديد تواريخ اللقاء ؟ صفْ لي رجلاً  في جلسة عابرة يكشف لك أسماء ثلاثة شركات غير معروفة؟ ، ويكشف لك كيف اغلقت أبوابها؟ ، وكيف أشهرت إفلاسها؟ ويحدد ليك (الفيش والتشبيه) لمدرائها؟! ، هل لديك وحي يُوحى يا مزمل ! أم انت عبدٌ صالح؟ ولن نستطع معك صبرا .
    لقد استبانت الرؤيا وأنفضح المستور فطالما أنت تعرف هذه المعلومات الغزيرة (يا سعادتك) مزمل عن أصحاب شركة الفاخر وتملك (الفيش والتشبيه) الذي يدينهما وتثق في مصادرك فلماذا الصمت؟! أم أن صمتك ميزة تميزت  بها منذ مواسم الطوفان ، الآ تعلم بان الحصة وطن وما تملكه من معلومات تتستر عليها يُعد جريمة يُعاقب عليها القانون ؟! لتبقى المحصلة ؛ تستُر وإخفاء حقائق واستدراج لوزير قليل الخبرة كثير الهفوات.
إن انزلاق (ابراهيم البدوي) مع شركة الفاخر ومنحه عقود بلا عطاءات يدخله في عنق الزجاجة ، ولكن اكتشاف مواهبك الأمنية سيدخلك في (فتيل) أمام الرأي العام ، فهنيئاً لك بالمكاسب والأمجاد الشخصية بهذا المقال وهو يعد قنبلة، ولا عزاء  لوطنٍ جُبل أبناءه على الإنتصارات الشخصية ، وهنيئاً لجهاز الأمن وهو ينشر كشوف أحد لاعبيه الجدد ، الذي جلس في مقاعد البدلاء كثيراً يختبئ في المصاطب الشعبية.
    مرحبا بمهاجمي الدولة العميقة ، والخزي والعار لوزير المالية (ابراهيم البدوي) فليذهب غير مأسوفاً عليه فقد سقط في الفخ ، ونحمد الله أنه قد كشف لزملائه الوزراء بأن هنالك جهاز أمن ؛ لازال ينتظر الهنات ، والأنات، ويصطاد الزلات ، ويضرب في كل الجنبات .
شكراً لمزمل الذي أصاب البدوي في مقتل، وتطايرت سموم سهامه نحو جميع المتلاعبين بدماء الشهداء الذين إسترخصوا دماء الثورة والثوار وانساقوا في أتون المتأسلمين ليعقدوا معهم المفاوضات والمساومات ، والتنازلات (عطاء من لايملك لمن لايستحق) ، وعزاءنا الوحيد للثورة والثوار لم يكن البدوي وشركائه من الوزراء الأجانب على قدر ثورتنا ، ولم يُدركَوا إيمان ثوارنا بها ، ولو كانوا على قدرها واقتدارها لكان (كبد الحقيقة) وثلته داخل أسوار حديقة كوبر العتيقة ، وما كانوا طلقاء يسرحون ويمرحون بين الصحف المنشورة والمدارس المذكورة ، التي شُيدت من عرق الجباه الشُم .
     دقوا على وزير المالية بالزُبر والحديد ، فلا ضاعت أمانينا ، ولا تقهقرت خطاوينا _ كنا سنحزن على (البدوي) إذا إسترد أموال شعبنا المنهوبة ، واستبدل العملة الغير محسوبة ، وأممّ شركات الدعم السريع ، وجهاز الأمن ، والجيش ، واعاد بنك السودان بمحاكمات منصوبة ، لكنه لم يفعل ، ولن يفعل فهنيئا له بالعقوبة .
     وكشفنا عنك بصرك ووطنك اليوم حديد ، سينكشف رمات السهام المسمومة لجهاز الأمن كما أنكشف (مزمل أبوالقاسم) فنطويه طيا ، فماسمعناك يا(مزمل)! تنضح بالحق طوال ثلاثة عقود مضت أنت وثلتك وما كنتم إلا راكنون عن الذين ظلموا حتى ظننا أن النار ستمسكم لا محالة ؛ ولا أظن أن عدم مساسها لكم فيه إستحالة.

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.