اسامة جيش /قصة قصيرة

قدم موسى ترب الجار، الى العاصمة الخرطوم من احدى قري جبال النوبة بجنوب كردفان وبدا في البحث عن عمل يستطيع ان يعتاش منه ويوفر منه ما يعينه لدخول الفصول المسائية للتعليم. وجد فرصة للعمل كعامل بناء باليومية بمساعدة قريبه صابر كافي ،مع مقاول يدعى اسماعيل البشير.
كان لاسماعيل البشير ،ولد في سن موسى ترب الجار، اسمه اسامة ،منذ ان كان اسامة في المدارس المتوسطة كان ،مغرما بالعمل  بالقوات المسلحة ،لذلك لقبه زملائه بالحي والمدرسة بلقب اسامة جيش.
أكمل اسامة دراسته بالمرحلة المتوسطة بنجاح ،وانتقل للمرحلة الثانوية ،وكان من اوائل زملائه الطلاب الذين سجلوا اسمائهم للالتحاق بالكديت والكديت هو اسم شعبة التدريب العسكري بالمدارس الثانوية السودانية ،كل الارهاصات في ذلك الوقت كانت تقول بان اسامة سيكون احد ضباط الجيش السوداني مستقبلا.
كان المقاول اسماعيل البشير قد اعجب باصرار موسى ترب الجار على اكمال دراسته. لذلك سمح له بان يعمل نصف اليوم وبعدها يذهب لا كمال دراسته. عندما حان امتحان الشهادة الثانوية لم يستطيع موسى الجلوس للامتحان لان السلطات لم توافق على استخراج شهادة الجنسية له،دون أن يأتي بشهادة الجنسية لوالده او عمه ولم تفلح كل المحاولات لذلك. حزن موسى حزنا شديدا بسبب هذا الامر و اختفى عن الانظار ولم يسمع عنه احد بعدها او يراه في الخرطوم.

بعد عشرين عاما على هذه الحادثة كانت طائرة الصليب الأحمر تحمل اسرى الجيش السوداني لدا الجيش الشعبي لتحرير السودان باثيوبيا ليتم تسليمهم للسلطات الحكومية وبعدها يعود كل اسير لذويه. رفضت السلطات السودانية استلام اسراها وعادت الطائرة بالاسرى التي اكد الضابط المسئول عن شئونهم بالجيش الشعبي موسى ترب الجار عن استمرار المعاملة الكريمة لهم بسبب احترام والتزام الجيش الشعبي لتحرير السودان  بالمواثيق والمعاهدات الدولية و قوانين الحرب . حزنت اسر الاسرى على هذا الامر خصوصاً الشيخ اسماعيل البشير الذي اصبح الان مبتور الساقين بسبب داء السكري ، وتحولت فرحته بمقابلة ابنه اسامة الى حزن من جديد فبعد ان قيل لهم انهم قد استشهد كانوا قد شاهدوه يتحدث في احد الفيديوهات كما ان اسمه ورتبته العسكرية موجودة بقائمة الاسرى.