الثلاثاء , مايو 21 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات / القيادة : … ما الذي يؤخر الثورة في السودان ؟.

القيادة : … ما الذي يؤخر الثورة في السودان ؟.

 

القيادة :
…….
ما الذي يؤخر الثورة في السودان ؟.
لتجاوب على هذا السؤال ستكون مضطرا لتتعايش مع تجربة الانسلال من الذات السودانية برؤية كاملة ومن ثم دراستها عن بعد باعتبارها (حالة) ثم عليك ان تتقمصها في المرحلة الثالثة بهدف الوصول لنتيجة واضحة واجابة شافية إذ أنك طالما بقيت تحت تأثير السودنة فلن تستطيع الوصول لاجابة وافية وشاملة وكافية.
لو استطعت ان تغمض عينيك وتفكر عبر المراحل الثلاث الماضية ستجد ان السؤال مطروح بصورة اخرى…هل تأخرت الثورة السودانية؟؟؟
……
لا…
الثورة السودانية لم تتأخر…بل تشكلت بصورة متطورة جدا وستنفجر بقوة لا يمكن السيطرة عليها مطلقا…لا لانها ستكون جامحة الاندفاع وبلا كوابح تسيطر عليها وعلى نتائجها وافرازاتها…بل لانها تشكلت ونمت ونطورت خارج ارحام الحواضن السياسية التقليدية متخذة اشكالا وانماطا جديدة وحديثة ومتطورة بصورة مدهشة.
……
في مطلع اغسطس عام 1996 وبعد التجربة الضافية لسبتمبر الذي سبقها قررنا في حركة التيار الوطني ذات الصبغة الثورية والتي أسسها مجموعة من الطلاب الثوريين بجامعة السودان وكنت فردا منهم وبناءا على معطيات عدة قررنا الدفع بكل الحركة في خط المواجهة المباشر وقيادة الثورة في اطار تحالفي دعمته عدة تنظيمات بعد ان تم طرح الفكرة لها في دراسات عدة…والحقيقة ان قرارنا المبدئي قد اتخذناه فعليا مهما كان رد القوى السياسية التي تحالفت معنا لاحقا وخاطبت جماهيرها وشاركت في العمل ومنهم احزاب الامة القومي والاتحادي والمستقلين (المؤتمر السوداني حاليا).
……..
دخلت مع الرفاق يسلم ابراهيم والرفيق اشول في ورشة عمل استمرت 3 ايام بمنزل الزعيم الراسخ محمد ابراهيم كبج بالمهندسين… كان المطلوب من ثلاثتنا :
دراسة الواقع.
اتخاذ القرار.
وضع الخطة.
وضع برنامج العمل.
تحديد الاطار الجغرافي للحراك.
تحديد منطلق وسقف الاطار الزماني للحراك.
تحديد طبيعة المجتمعات المستهدفة.
تحديد آليات ووسائل العمل.
تحديد التمويل ومصادره (الوطنية) ومصارف التمويل.
تحديد طبيعة خطاب المراحل المعدة حسب الخطط.
دراسة جدوى التحالفات واحتمالات استمرارها او انفضاضها.
……..
تحديد ساعة الصفر.
……..
بتاريخ 12/8/1996 خاطبنا حشودا مقدرة من الطلاب بجامعة السودان واعلنا اننا سنخرج للشوارع في مطلع سبتمبر.
وكانت تلك اعظم مفاجأة واكبر تحدي تمت دراسته مسبقا ولاسباب عدة.
……..
في يوم الاحد 1/9 /1996 خرجنا للشوارع…خروجا مزلزلا…
استمرت المظاهرات خمسة ايام تباعا حتى يوم الخميس…
كنا نخرج صباحا من الجامعات ومساءا من الاحياء…
ونجح العمل في خلخلة اركان النظام وكانت ثورة طلابية بحتة.
……
في اليوم الاخير عرفنا عبر مندوبنا بالتجمع الوطني الديمقراطي ان القوة السياسية لن تدعم هذا العمل على الارض…
كنا نرتكز على ركائز اربع :
الطلاب…وهؤلاء كانوا في الطليعة.
نقابات الظل…وكانوا معنا في الاحياء…
القوى السياسية المدنية…وكان لنا اتصالات معها عبر وسطاء.
ضباط الجيش…واتحفظ على هذا الملف…لكننا قطعنا فيه شوطا كبيرا.
…….
كان لانسحاب القوى السياسية عن دعم العمل بمخاطبة جماهيرها كما كان متفقا عليه اثرا كبيرا في تراجع العمل.
……..
لم نتوقف يوما واحدا عن الحراك منذ 1990 وحتى اليوم ومرورا بتجارب سبتمبر 95/96/97/2013.
لن ننيى نجربة الطلاب المتضرربن بجامعة السودان…
ولا حراك 1993:بجامعة الخرطوم.
ولا حراك 1994:بالجزيرة…
وغيرها من الهزات العنيفة التي عصفت بعقل النظام.
……..
ان هذه الزلازل لم نستجب طوال هذه الرحلة لاي صوت سوى صوت الواقع والجماهير.. وهذا الصوت هو الثورة.
……..
بعد تجربة انتخابات 2010 قررنا فتح ملفات الخدمات على مصراعيها لاهداف انسانية واجتماعية بحتة.
اخترنا آلية العمل المناطقي…وقد نجحت التجربة…
قلنا بوضوح :
الزعامات السياسية التاريخية لم تحسم موقفها من العملية الثورية ولن تحسمه وذلك لاسباب عدة آخرها الوطن ومواطنه…والتجارب اكدت ذلك.
وقلنا ان هؤلاء سيقولون للشعب احذر النظام فهو نظام باطش…لكنهم بالتالي سيقولون للنظام انهم يحولون بينه وبين الشعب…ان هذه الحالة خلقت للنظام حصنا ظل يحتمي به حتى اليوم وهذا الحصن هو بالتحديد موقف هذه القوى من الشعب ومن النظام ومن المجتمع الدولي في آن واحد…لذا صارت هذه القوى تشكل اسوارا للحصن…وصار النظام متحصنا خلفها من الشعب…بينما الشعب ينتظرها ان تحدد موقفها وموقعها ليحسم معركته.
…….
هذه المرحلة خلقت لنا قيادات قاعدية بديلة استطاعت ان تسد الفراغ وتحافظ على تماسك المجتمع وهي في الحقيقة القيادة الغعلية للشارع ووسيلتها الخدمات…بينما منطلقها مناطقي بحت (بدر الدين الزعيم/ الجريف شرق حالة من الحالات ونموذجا من النماذج)…انتفاضات الطلاب والشباب وبقية الحراك المناطقي والفئوي والمهني واخص اضرابات الاطباء المتواصلة منذ 2010 والتي كان منطلقها المنظم ظاهرا للعيان في لجنة الابوابي (النواب)….وتطول قائمة النماذج.
……..
بات الآن واضحا للعيان ان الثورة كانت ولا تزال مستمرة ومتشكلة ومتجددة ومتطورة وتتشكل بصورة متقدمة للغاية وبوتيرة لا يمكن السيطرة عليها…
اتضح لنا جليا ان القيادة الفعلية المنشودة هي القيادة القاعدية المنصهرة فعليا وسط الجماهير وتبقها دوافع ووسائل وآليات الحراك…وما تأخر انجاز الثورة الا لالتفات العالم لزيف القيادات لا لحقيقتها الكائنة فعليا وسط الشعب والمدعومة بكل مقومات العمل دعما مطلقا.
…….
عليه :
نأمل الاعتماد الكلي على القيادات القاعدية…لانها حقيقية وتنحرك وفقا لمعطيات واضحة وتنال ثقة واحترام جماهيرها.
علينا التعويل عليها وركل كل الزيف الذي اصابنا بالغثيان السياسي.
وعلينا في المقام الاول النحرك لمناطقنا وقيادة الحراك من اوساط اهلنا وفي مناطقهم…اما التمركز في الخرطوم فذاك هو نماما ما يريده النظام.

علاء الدين الدفينة.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

السودان الجميل في ظل التعايش الديني!!

Share this on WhatsAppسلام يا وطن حيدر أحمد خير الله * أظلنا بالأمس عيد القيامة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.