الثلاثاء , أبريل 30 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات / بواطن الألم …

بواطن الألم …

بواطن الألم …

   (27) عاماقضاها البشير في سدة الحكم فلم نجد رزيلة في هذه المستديرة الا وتوشحها وتزين بها ، ولم نسمع ونري فضيلة الا وتجنبها ، ولم نكتب او نتحدث  في أمر يدل علي صوابه في السعي والاختيار الأفضل ويبدو أنناكمن يبحث عن( إبره في كوم قش) ، فكان مثالا للرجل الأخرق الذي ارتفعت به الأقدار ، ولم يرتفع هو  ومهاطيله ، المفسدون ، اكتملت بهم دائرة الطفيلية والافك وسوء التدبير ،  والتخبط ، والتكرار والاعادة ، لمساويء اصبحت تصيب الشعب بالغثيان !!
       ولا توجد عدالة اجتماعية داخل مجتمعنا حتي نقس علي ذلك ، ولو توفرت فالفترة التي قضاها البشير في رئاسة يتناوبها في الدول الاخري ، سبعة رؤساء وليس رجل أجوف التفكير ، أوحد الرؤي ، كما هي العادة للدول التي تتنفس العدل والديمقراطية ، حتي يكون هنالك فرص في التجديد والتغيير ، واذا نجح المختار ديمقراطيا عبر صنادق الاقتراح اي انتخابيافي ادارته  للرئاسة في فترته الاولي يمنح بنفس النمط والمفهوم فترة اخري والمانح هو الشعب (كلمة يمنحه الشعب) يجب ان نضع تحتها خطان فارضاء الشعوب هو الفيصل ، وتلبية طموحاته تاتي بالعمل الدؤب والمثابرة والاجتهاد ، وتحقيق الوعود والتزامات بالبرنامج الذي وضعه للشعب في تسيير دفة الحكم  ، واذا حدث  تغييرا لبرنامجه الذي وضعه ، يبقي مصدراللتساؤل وتحقيق من قبل الشعب ، ولا يمرون عليه مرور الكرام فيكون عليه اقناع مواطنيه .
   وتكون الفترة الرئاسية مقسمة علي حسب دستور الدولة ، اربعة او خمسة سنوات ، وله الحق في دورتان متتاليتان ، ولا يحق له الترشح الا اذا تقلد الحكم شخصية اخري ، ومثال للذين كسروا هذه القاعدة كان الرئيس الامريكي (روزفلت) الذي حكم امريكا بعدأن فاز باربعة دورات متتالية ابتدرها بالرقم (32) للرئاسة الامريكية  وتوفي (1945)م وكانت السنة الاولي لدورته الرابعة ، بعد ذلك عدل القانون (1951)م نظام الدورتين فقط وعمل به منذ ذاك .
فلا يمكن ان تقود دولة به قرابة الاربعين مليون شخص رجل اوحد لمدة  سبعة وعشرون عاما ، الا اذا كانت دولة ملكية او ديكتاتورية قحة .
     ما بين هذا وذاك ، جملة التصريحات التي قام بها  (دونالد ترامب) هو ما كان يحتاج ان يسمعه الشعب الامريكي ، فضرب فيهم بواطن الألم ، وحرك فيهم شوق التغيير ، فكان كالسحر ، هزم به الخبرة السياسية التي تضخ في رئتي منافسيه ، وقذف بالإختيارات المنتقاة من قبل الكيانات القوية ، الي سلة المهملات وانتصر وحيداليغرد خارج السرب ، رغم دعم الداعمين ، وصلابة المتنافسين .
   رغم وجوده خارج دائرة الضوء كانت له سلبياته فغطاها بتفرده ، في تصريحاته السياسات المتفردة ، والهجوم الذي اتخذه في نوعية السياسات الحادة ، فأحيا المثل الذي يقول : ( خالف تذكر ) خاصة مع القضايا الملحة ، والمفصلية ، التي ارهقت الامبراطورية الامريكية ، بحكم احساسها بتزعمها للعالم .
وكان له القدح المعلي في خلق شعارات يميل اليها الشارع الامريكي ، وتحدثيها بالتجديد فامست تملا المواطن بالزهو والفخر ، ( حتي نستعيد امريكا دولة عظمي ) كانت كفيلة بتحريك المشاعر والاحاسيس المواطنيه ،  فوجد الشعب الامريكي ضآلته ، واتسم برنامجه الاصلاحي والاقتصادي متماشيا مع رأي المواطن ، كما ان حركته الماكوكية اعطته روح الاصغاء ، والظهور في المحافل الرياضية والثقافية والاجتماعية لها الاثر البعيد .
وهو يصعد لسدة الحكم بلا سند ولا عون الا من شعب
هنالك مفاهيم وفوارق ، في استيعاب المواطن المثقف الذي سادت دولته الحرية واستمتع بالديمقراطية ، وفهم حقوقها وواجباتها ، وبين المواطن الذي قبع داخل دجى الظلام ، واستطوتنه الديكتاتورية ، وجلس تحت وطاءة الاستعباد ، فتكون القراءات المستقبلية متخلفة من حيث الرؤي والافكار :

حقيقة مؤلمة ولكن صحيحة 100%.
بعد فوز ترامب …ذهب الروس للبحث عن ملفات أمواله و سنداته …فيما بحث البريطانيون على أصول أجداده … وبحث الفرنسيون على فضائحه …بينما بحث الاسرائليون على اصوله الدينية …و بحث العرب على صور إبنته !!!

اذا جلس حكامنا الافارقة والعرب علي كرسي الحكم في دولنا المتخلفة العربية متمثلين في : عاهل الحرمين او بشار ، او البشير ، او السيسي ، او بقية العقد الفريد ، فالمحصلة واضحة وجلية بالنسبة للشعوب العربية والافريقية ، ليس امامهم سوي التشرد والضياع ، بين هجير الصيف وزهمرير الشتاء ، ينشدون الامية والقبيلية والجهوية والطائيفية ، بطونهم فارغة ، وعيونهم زائقة ، وتفكيرهم مشتت ، وآمالهم لاتعدو سوي قوت يوم ، ولايمكنها ان ترفع الغطاء ، طالما ان هنالك جهل واستعباد فكري فلا تساوي الحصيلة الاكاديمية والشهادات الجامعية شيئا ، للتقزم الانساني ، والدونية المفرطة في اشباع النفس والإستئثار، والاعتزاز بالنفس ، وانضمحلال المساواة في الحقوق والواجبات ، تبقي قضية متشعبة للذهن العربي والافريقية ، طالما ان هنالك قيم مغلوطة يسيرون علي جسورها ، فاصلاح الروح ، واعطاءها مكانتها الادبية والاخلاقية ، وارتفاعها متساوية من علي الجميع ، بلا نواقص ، يكون هو الدواء الذي يطبطب علي الجرح ، ويعيده للإندراج في قيم المجتمع ، الطبيعية ، فننهض بالفكر والعلم متصاحبان ، لندحر الاراء المتشبعة باستغلال المناهج الدينية والعقائدية ، التي تنتهج طرق إعتلاء سلالم  السلطة والثروة ، وفتح باب التطرف والانقسامات الطائفية للتعزيز للفئة ، والامساك ببواطن الغيب ،  والاستفادة منها لحماية ، مستقبل واهم لا وجود له .
      (دونالد ترامب ) هذا الرجل لايشكل لشعوبنا شيئا ، فهو اذا كان عدوا فهو عدواضح ، ويكون بمبدأ الحساب هو أفضل من الاعداء الذين يختفون تحت ستار الانسانية ، والاصلاح ونحن كشعوب يجب علينا ان نحترم .
    ولم يبق هنالك شيئا للشعوب المقهورة حتي ينتزعه هذا (الترامب )او غيره ، وسيكون الصراع صراع أنظمة ، ونحن في جميع الاحوال مهجرون ، مشردون ، معذبون ، الي أن يهبط الدجال المسيح الي الأرض ، اذا لم يكونوا هم الدجال …

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.