الثلاثاء , مايو 21 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات / المرحلة – علاء الدين الدفينة

المرحلة – علاء الدين الدفينة

المرحلة :
……
لست في معرض الدفع بأي دفوعات تثبت تعفن النظام بعد موات جذب فيه الجسد الانقاذي كل البكتريا والفطريات وبات متآكلا إلا من دود يتغذى ببقاياه وهو يزحف عبر مناخيره ونافوخه نحو الاعمق وسط صراصير تلوذ بفتات (التحلل) الذي بات هو الانسب لوصف الحالة الانقاذية.
هل كان الشعب بحاجة للحزام الاقتصادي الناسف الذي فجره هذا المسخ التابوتي وسط البنى الاقتصادية للخزينة الوطنية حتى يفيق من سباته ويلملم ثباته ليرتكز حول موقف الرفض ويتقدم بجسارته التاريخية ليتمترس حول المقاومة (الشاملة)؟.. الاجابة لا… لأن أقرب الطفيليات والطحالب التي تقتات على خزينة الوطن مستغلة حماية النظام لها ليحتمي بها هو الآخر تدرك ان الاوان قد فات للسيطرة على تهاوي النظام بكل اثقاله التاريخية المشينة وواقعه المزري نحو هاوية لا نهاية لها…لكنه بشمسونية وعيه التدميري وبحس الغريق لا يريد ان يغطس الا وهو متشبث بكل الوطن…هو الآن يصرخ بأن الدمار عليه وعلى كل الوطن.
كافة الظروف تؤكد ان (سفينة الانقاذ) تضرب في البحر بلا مد ولا شراع ولا ريح تجرها…وبلا بحارة ولا مجاديف…لكنها تمضي بكل الوطن نحو غياهب المجهول.
التحالغات الدولية والمحاور التي تخلقت بعد عاصفة تركيا الاخيرة تؤكد انه لا منأى لاحد من رياح التغيير الشعوبية…وستأتي مدعومة من القاع…ولا مقارنة مطلقا ما بين القاع التركي المدعوم بوعي الشعب الملتف حول قيادته المنتخبه وما بين نفس القاع السوداني المدعوم بوعي شعبي رافض للنظام الانقلابي الذي يسحق في الوطن سحقا.
الانتصار الذي تحقق في تركيا ضد الانقلاب هو انتصار للشعب لا للقيادة…إن نفس هذا المد يتنامى الآن وسط شعبنا ولكننا لا يجب ان نغفل شكل القيادة التي ينشدها الشعب…فإن كان الشعب التركي قد دافع عن ارادته وهو يرفض الانقلاب فذاك لان ارادته تمثلت في اصوات انتخابية حددت (من) المطلوب…بينما في الحالة السودانية لا توجد قدسية تشمل (من المطلوب) ولكنها تتوجه بكلياتها نحو (ما المطلوب) هنا نجد ان شكل القيادة اختلف من بنية منظومة محددة تمثلها القيادة التركية للدولة نحو بنية (وعي) تمثلها (ارادة الشعب) وسط (الجماهير)… ولأول مرة تنتقل دفة القيادة من شكل وهوية الافراد والتنظيمات نحو شكل وهوية الوعي للشعب…وهذا ما يجعلنا نؤكد ان الظروف الاقليمية والمتغيرات الدولية اضافة للعوامل الداخلية كلها عوامل تسير على غير ما تشتهي الانقاذ…ولكن السؤال…هل هي تسير وفق ما تشتهي عموم القوى المدنية والعسكرية المناوئة للانقاذ في السودان؟؟؟ الاجابة تحتوي على فرضيتين بجملة وجواب شرط… وهي كالنالي :
لا…طالما ظلت هناك مساحة بين هذه القوى والوعي الشعبي وارادته الناهدة للثورة وما سيتلوها من جملة تغيرات.
نعم…متى ما تجسرت هذه الهوة ما بين الشعب وهذه القوى التي تقف  حتى الآن في نفس المسافة ما بين الانقاذ والشعب والمجتمع الدولي باعتباره قطب ثالث في المعادلة الداخلية لقضايانا.
المجتمع الدولي ثقل يتدحرج حيثما مال ثقل الحراك مع او ضد الشعب…لذا فالترجيح عليه تفرضه تبعيات ونتائج (تصاعد المد الشعبي الثوري) مهما كان موقف المعارضة مع او ضد الشعب.
وهذا الموقف ايضا سيفرضه الحراك الشعبي وسيعجل باتخاذ المعارضة لموقفها النهائي من الاحداث…فهي تتوقع تراجع النظام وازعانه للحوار…وتتوقع في الوقت ذاته تنامي الحراك الشعبي الراهن وتتطوره لثورة حقيقية…وهذا موقف سيكلف كل القوى المعارضة ثمنا باهظا في مستقبل الممارسة السياسية في السودان (ما لم) تستلم زمام المبادرة وتتقدم صفوف الثوار.
……..
الانقاذ ماضية لحتفها…هذه مسألة حتمية…
والشعب سيقود معركته وبكل جداره وفق وعي خلاق نطور خلال مرحلة التذبذب في وسط القوى المعارضة…
ولكن الخطر الحقيقي الآن محدق بكلياته حول مصير تنظيماتنا المعارضة للانقاذ والمتفرجة على الشعب وهي تعلم ان ذاكرة هذا الشعب قد توقفت تماما حول ما حاق به خلال الحقبة الانقاذية…الشعب يسخر من اي تلميح حول الغفران للبشير وعصابته…لكنه بالتالي لم ينسى تخلي المعارضة عن طوال هذه الرحلة المهلكة…
فرصة المعارضة الوحيدة لتكون جزءا من المعادلة القادمة هي ان تنحاز فورا ودون تردد او تأخير لموقف الشعب وتتقدم صفوف الثورة التي ستحدث سواءا دعمتها المعارضة ام لا…وفي هذه الحالة على الجميع ان يتهيأوا فعليا لسودان جديد لن يشمل احدا من النظام ولا المعارضة وسيستجدي المجتمع الدولي من اجل مقعد له وسط شعب لا وصف له سوى انه بركان من غضب الغضب…فرصة المعارضة ان تتقدم قيادتها لقيادة الثورة…
عدا ذلك فالشعب لن يكتفي باسقاط البشير وحده…بل كل القوى السياسية وكل قياداتها…
والثورة آتية آتية وقد كفر بالشعب من كذب بها…هي غضب يتجول بين الشعب على ساقين…نراها في كل الوجوه.

علاء الدين الدفينة.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.