الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ايام في موقف شندي (3) // الزنزانة 17

ايام في موقف شندي (3) // الزنزانة 17

تم ايداعي في الزنزانة 17 في الطابق الثاني وجدت خمس من الرفاق موجودون بها قبلي والزنزانة هي غرفة 4في4 بها حمام داخلي وسرير واحد ومنضددة ومقعد وكاميرة مراقبة معلقة في السقف صُممت اساساً لشخص واحد ولكن في ايام الثورة اكتظت الزنازين فوصل عدد الاشخاص لثمانية في الزنزانة الواحدة في بعض الاحيان بها مكيف يعمل على مدار اليوم لذا سميت زنازين موقف شندي بالثلاجات لبرودتها ، وما ان دلفت واغلق الباب خلفي حتى رحب بي الرفاق وسألوني عن كل شيئ ( من انا .. اين اعتقلت.. الشارع .. النظام هل سيسقط قريباً .. حجم المواكب قوتها ….) كان موجوداً بالزنزانة الدكتور ابراهيم حسب الله وهو اكبرنا سناً عضو سكرتارية تجمع المهنيين السودانيين وعضو الحزب الشيوعي السوداني والباشمهندس محمد العتيبي تجمع المهندسين السودانيين وعضو التجمع الاتحادي المعارض وكريم محمد المبارك من التجمع الاتحادي المعارض وخريج جامعة البحر الاحمر واحد قيادات الحركة الطلابية بالجامعة ومحمد التجاني زين العابدين عضو رابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين جامعة كردفان اضافة للدكتور بشير نايل عضو لجنة المعلميين اغلبهم اعتقل في شهر يناير ولم يشهدوا الا بداية المواكب حدثتهم عن كل شيئ مهم وغير مهم المواكب الهتافات تفاعل الشارع القمع الامني تحركات لجان المقاومة حراك القوى السياسي المواقف الاقليمية والدولية مما يجري في السودان مثٌل كريم دور المذيع وانا دور الضيف في لقاء تلفزيوني فاجبت على اسئلته الكثيرة جاء العشاء فتعشينا وواصل كريم في سيل اسئلته وواصلت انا في الاجابات على كل ما يخطر في باله لدرجة انه سألني عن البنات الجميلات في المواكب وماذا يرتدين وماهي صفاتهن وطلبو مني ان اغني الاغاني الثورية التي ظهرت دعماً للثورة ثم اخيراً طلب كريم ان اسمعهم بعد ادبيات مؤتمر الطلاب المستقلين بعد ان عرفوا انتمائي السياسي وبعد نهاية كل هذا قام كريم بالاتصال بالزنازين المجاورة 18 و16 واطل من هناك مهاب في 18 وحسام محمد في 16 وسرد عليهم بالتفصيل الممل كل التفاصيل التي عرفها مني ، والاتصال في الزنازين يتم عبر الطَرق على الحائط ومن ثم يذهب احد من في الزنازنة عبر فتحة الباب التي يتم ادخال الاكل بها ويتحدث مع من بالزنزانة المجاورة هكذا كنا نتناقل الاخبار فقد كانت بعض الزنازين بها شاشات للاسف كان الشاشات التي في جهة زنازيننا معطلة لذا كانت تأتينا الاخبار من الرفيق محمد خليفة في الزنزانة 13 وناظم سراج في الزنزانة 11 قبل ان تقوم ادارة المعتقل بإغلاق الشاشات نهائياً ، كنا نبدأ يومنا بشراب الشاي الذي يصلنا باكراً ثم نقوم بالتمارين الرياضية الصباحية ومن ثم الاستحمام وفي هذا الاثناء يكون قد وصلنا الافطار والذي يتكون في العادة من الفول او العدس ومعه بيض بعدد نزلاء الزنزانة بعد الافطار نخلد للقراءة واذكر اول الكتب التي قرأتها في المعتقل كان رواية مولانا لإبراهيم عيسي حيث ترسل الكتب للمعتقلين من زويهم في الزيارات ومن ثم نتبادلها فيما بيننا في الزنازين بعد صلاة الظهر غالباً ما ياتي الغداء وهو احدى هذه الوجبات الرجلة او البطاطس او الفاصوليا ومعه سلطة خضار وفواكه (برتقال وموز) بعد الغداء يذهب كريم لفتحة الباب ليتقصى الاخبار من الجيران بينما ينهمك البقية في لعب الكوتشينة التي صنعناها من اغلفة صابون الحمام او الضمنة والتي صنعناها من صابون الغسيل ويخلد بعضنا للنوم بعد مغيب الشمس نبدأ تمارين المساء ثم نتناول العشاء المكون من الارز بالبن او الشعرية ثم نذهب للسمر ونسمتع بقفشات دكتور ابراهيم ومشاكسات كريم وحكايات العتيبي وقصص بشير نايل وضحكات محمد التجاني وتنتهي الليلة بقصة عن السودان قديماً يسردها العتيبي وينهيها ب(الله يطلع ميتين الكيزان)

يتبع
الصحفي محمد عبد السلام

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.