الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / إلى السيدة عائشة موسى.. ألآ تخجلين من دعوة لجان المقاومة بالإنضمام لميليشيات الجنجويد؟

إلى السيدة عائشة موسى.. ألآ تخجلين من دعوة لجان المقاومة بالإنضمام لميليشيات الجنجويد؟

عبدالغني بريش فيوف
الأيام الماضية ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بتعليقات تهاجم مُطرب الثوار وأيقونتهم الشاب محمد يحيى الشهير بــ (دسيس مان) بسبب مشاركته في إحتفائية لميليشيات الجنجويد (الدعم السريع) بمناسبة تسيير قوافل صحية لثلاث ولايات -يعني ميليشيات قتلت وما زالت تقتل الأبرياء العزل في دارفور وجبال النوبة، ولكنها ويا للعار والفضيحة تقدم نفسها كمنقذة ومغيثة للناس في بعض الولايات.
اسلوب السيد (دسيس مان) ومشاركته في مسيرة الجنجويد بأغنيته الثورية الشهيرة والمعدلة ليقول فيها (الدعم دعم دعما دعما) في إشارة لمدح دعم قوات الدعم السريع للولايات بالقوافل الصحية المزعومة، ليس أمراً جديداً في السودان، فالسودانيون انتهازيون بطبيعة الحال، يغيرون مواقفهم وقناعاتهم ومبادئهم بنفس اليسر والبساطة التي يغيرون بها قمصانهم، وهم لا يفعلون ذلك إلا مقابل منافعهم الشخصية. وعليه لا يعتبر السيد دسيس مان استثناءاً.
وإزاء هذا الهرج والمرج، فإن أكثر ما أثار حفيظة الثوار والشارع السوداني بصفة عامة، هو تلك الدعوة الإستفزازية التي قدمتها عضو مجلس السيادة عائشة موسى التي عينتها “قحت”، للجان المقاومة بالأنضمام لمبادرات قوات الدعم السريع -ميليشيات “الجنجويد”، الخاصة بتسيير قوافل صحية لولايات (البحر الأحمر، كسلا، سنار، والنيل الأزرق) التي ضربتها الأوبئة.
وقالت عائشة خلال مخاطبتها تدشين القوافل بساحة الحرية بحسب صحيفة آخر لحظة يوم الأربعاء 23/10/2019م، إن قوات الدعم السريع كفت السودان العون الصحي الأجنبي، وحافظت على كرامة الأمهات، ووقفت إلى جانب النساء ومختلف الفئات في جميع الولايات وصدت عنهم المخاطر، وهي بذلك تقدم للسودان في شتى المجالات وتسهم في استقراره وأمنه، مثمنة دور قوات الدعم السريع في مجابهة الطوارئ الصحية وطوارئ الخريف.
ووصفت عائشة قوات الدعم السريع بـ(فارس الحوبة)، وأضافت (أنا غير مندهشة من هذا الدعم والسند من قبل قوات الدعم السريع) وأنهم قد يقومون بواجبهم تجاه أهلهم في جميع أنحاء السودان.
هذه الدعوة التي أطلقتها السيدة عائشة موسى للجان المقاومة بالإنضمام للجنجويد، إنما هي الإنتهازية ذاتها في أبشع صورها والإنقلاب على المبادئ والقيم التي نادت بها الثورة السودانية، ويبدو أن الأموال غير معروفة المصدر التي يوزعها زعيم ميليشيا الجنجويد محمد حمدان دقلو “حميرتي” على بعض الناس والجهات لتلميع صورته أمام الثوار، قد أحدثت فعلتها المشينة حتى سالت لعاب السيدة عائشة وهي ترقص مع ميليشيات القتل والإبادة والتهجير -مرددة أغنية (الدعم دعم دعما دعما)..
على ماذا تراهن السيدة عائشة وهي تطلق هذه الدعوة الإستفزازية.. هل تعتقد أن ذاكرة الثوار وكل السودانيين مثقوبة لا يستقر فيها شيء من حقائق التأريخ من اغتصاب ونهب في دارفور من قبل ميليشيات محمد حمدان دقلو، وقتل مئات الآلاف من المواطنين العزل، وحرق القرى والبيوت والمنازل، وممارسة سياسة الاحلال والابدال والتهجير القسري، وأخيراً مجزرة القيادة العامة التي راح ضحيتها مئات الأرواح الشبابية الطاهرة؟
إن ميليشيات الدعم السريع الجنجويدية التي تستعرض عضلاتها في مدن السودان وشوارعها دون رادع لها، لا يمكنها على أي حال من الأحوال أن تكون بديلة للقوات النظامية السوادنية -الجيش والشرطة، بل لا يمكنها أن تقوم بمهام الحكومة تحت ذرائع مجابهة الطوارئ الصحية وطوارئ الخريف وغيرها.
وإذا جاز لنا أن نسأل السيدة عائشة موسى.. فنقول لها، أين هي وزارة الصحة الإتحادية حتى تقوم ميليشيات الجنجويد بمهامها وعملها.. وهل تقل امكاناتها المادية وغيرها من امكانات ميليشيات الجنجويد؟
سؤال آخر للسيدة عائشة عضو مجلس السيادة.. هل ما زال مناجم ذهب (جبل عامر) تحت تصرف بلطجية الجنجويد حتى الآن؟
إذا كانت السيدة عائشة الموسى تعتقد أن ميليشيات الجنجويد قد أصبحت قدراً لا يمكن مواجهته، وطوفانا يجب التعامل معه بحذر، فإنها مخطئة تماما وعليها مراجعة حساباتها وقراءة تأريخ هذه الميليشا السرطانية التي باتت هاجس الجميع، والخوف أن تؤدي وجودها إلى تراجع دور الدولة ومؤسساتها.
إن محاولة السيدة عائشة تجميل صورة هذه الميليشيات الإرهابية التي قتلت ما لا يقل عن خمسمائة ألف مواطن دارفوري برئ، وما زال القتل مستمرا حتى لحظة كتابة هذه الأسطر، وهي الجهة المسؤولة عن فض اعتصام القيادة العامة ومجزرتها، لم ولن تنجح اطلاقا لأن الشعب السوداني يعرف جيدا عن هذه الميليشيات وتأريخها الأسود.. وكما يقولون:
you can put lipstick on a pig, but it’s still a pig.
or
you can wrap an old fish in a piece of paper called change, but it’s still going to stink.
على السيدة عائشة موسى، تقديم إعتذار رسمي للشعب السوداني على هذه الدعوة الإستفزازية، وعلى كل أعضاء مجلس السيادة من المدنيين الذين خاطبوا قوافل ميليشيات الجنجويد الأسبوع الماضيأ، الإعتذار أيضاً.

 

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.