الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة محمد قيسان / قيسانيات *حوار الحجاج الأموي*
IMG-20161105-WA0073.jpg

قيسانيات *حوار الحجاج الأموي*

IMG-20161105-WA0073.jpg

 

قيسانيات
*حوار الحجاج الأموي*
  *محمد قيسان*

كانت جريمة سعيد بن جبير أنه قال للحجاج أنك ظالم وقاتل وتسفك الدماء، فقتله الحجاج وفي نفس الحجاج أمر من قول سعيد، وهو أنك ستموت يوماً بنفس الطريقة التي قتلتني بها، فمات الحجاج وهو يردد مالي وسعيد” .
لم يختلف حجاجنا كثيراً فهو يحمل نفس المنهج الأموي والاختلاف بينهم مقداري فقط، فبعد أن أحال الحجاج والبرامكة الأرض إلى بركة من الدماء والفساد الذي أزكم الأنوف والطغيان، خرجوا علينا رهبة في العام 2013 بفرية من عفى وأصلح فأجره على الله، وقالوا تبنا وسنحسن صنعاً بعد كل الذي جرى في البلاد وكل النفوس التي أزهقت دون سبب ، علي حد قول الحجاج في أحد خطبه العصماء في حديث عن دارفور، ها هو الآن يعيد إنتاج نفسه في قالب العدل والاتزان .
إن حوار الحجاج الذي ظن البعض أنه طوق نجاة لواقعنا ربما ألغى البعض ذاكرته تماماً أو استبدلها من أحد متاجر الاكسسوارات للهواتف المحمولة ليبصم أن الحجاج ماهو إلا حاكماً عادلاً، وأن البرامكة لم يكنزوا من مال الشعب شيئاً بل أنهم كانوا يشتلون الورود في حدائق الوطن .
وبعضنا مازال يؤمن بدعاوى الحجاج للعدالة والحريات،
هل سيحاسب الحجاج نفسه والبرامكة معه؟
هل سيسن الحجاج قانوناً ليجعل من نفسه مهتماً أمام محكمه الشعب؟
ما إن انفض سامر المجتمعين حتي عادت نفس الخدع القديمة وممارسة شعائر التقوى ذاتها التي فعلها الحجاج، التقرب إلى الله بتعذيب الناس، فلم يتقدم الوضع أعلاه خطوة واحدة ومازال البعض يزايد ويزداد سفوراً،
ً ولم نرى برمكي واحد سلبت أمواله  لصالح خزينة الشعب، ولم نري مواطنة علي أساس الحقوق والواجبات،
ولكن نسمع بأطباء يعتقلون ويضربون، وأطفال يموتون، وجنرالات مزيفون  يتطاولون علي أرض السودان بأننا خلصنا من تحرير الأرض وتزداد الانتهاكات يوماً بعد يوم،
ويخرج بعض حفنة البرامكة القدماء من أصحاب المعالي قائلين أن هذا الحوار يضمن استقرار السودان،
وكيف يكون ذلك ومازال هنالك من يقبع في السجن
وفي الكاركير مع الطيور الداجنة والجوارح  وأعالي الجبال هرباً من طيران الحجاج؟
كيف ذلك وهناك الآف المعاشيين الذين فقدوا معاشهم؟
كيف ذلك وهنالك الآف المسرحين من الخدمة العسكرية؟
كيف ذلك إذا كان المعيار الحقيقي لأي إنسان في أرضنا هو قبيلته وثقلها؟ كيف ذلك وهناك قوة من الشرطة تقتل الرعاة والمزارعين بدم بارد؟
كيف ذلك وهنالك أطنان من الأدوية الفاسدة التي تباع لأطفالنا؟
كيف ذلك والحجاج يفتح الباب للبضائع المصرية لتدخل أرضنا وبذلك نكون الحديقة الخلفية لمهملاتهم؟  كيف ذلك وأخوة الحجاج في التقوى يتباهون بأموال الشعب السوداني في شواطئ العالم من فلل وأبراج فارهات؟
كيف ذلك ووزير برتبة عالية يشغل أكثر الأماكن حساسية يأخذ جنسية دولة أخرى بدون حتي معايير أقامة؟

أيها البرامكة القدامي، ستلقون نفس مصير حجاجكم على يدي شعبنا يوماً.
الآن قد حصحص الحق وتمايزيت الصفوف فبنو أمية، وإن خرج منهم ابن عبدالعزيز، إلا أنهم سوءة تقبح وجه التاريخ.
فقبل أن تختم جلسات حوار بنو امية، اتهم أحد البرامكة بعض اللجان بأنها بدلت التوصيات وحرفتها وملأ الأسافير ضجيجاً بذلك فلم يخرج إلينا ببيان آخر يقول أن الحجاج قد قام بفتح تحقيق في دعاوى البرمكي ولم نتبين ما جرى .
وهذا ينبئ فعلاً أن الحوار ماهو إلا تبييض وجه الحجاج بمباركة بني امية عسي ولعل أن يكون له شرعية ظلت غائبة منذ اغتصاب السلطة في يونيو 1989.
قبل أن يجف مداد الحوار خرج الحجاج في أحد الخطب العصماء يعلن قفل باب الحوار  بمن حضر، في إشارة إلى الممانعين،
إلى أن جاء الحجاج مع زرياب الناعس المترف وقال أن الباب مازال مشرعاً للدخول والالتحاق بالحوار ( البرقص ما يغطي دقنوا ) . وهو لعمري يدل علي تخبط العصبة واستراتيجتها في إدارة البلاد ومحاولة الهروب من الشعب السوداني .
إن حوار بني أمية لا يمثل إلا بني أمية وبعض البرامكة الذين يسعون إلى كراسي السلطة لمزيد من الاستبداد،
فلن يكون له أثر مباشر على حياتنا في السودان يمكن من خلاله النفاذ إلى تنمية واستقرار والخروج من الازمة الحالية،
فالخروج من الأزمات الحالية لا يكون إلا بتقديم الحجاج إلى العدالة هو وبرامكته ،  واعادة ما تمت سرقته من أموال هذا الشعب الأبي فبهذا يمكن أن تستقيم الدولة، خلاف ذلك يبقى الفعل ماهو إلا هروب إلى الأمام بمكتسبات وحقوق الشعب العظيم .
فالذي يحمد للحوار أنه فقط وضع البيض في سلة واحدة حتي يتسنى للشعب معرفة أعدائه جيداً، وهذه المحمدة الوحيدة للحوار الحجاجي،
فنحن لا نظن أن مشكلتنا هي استحداث مقعد كرسي رئيس الحكومة، أو مشاركة X أو Z من القوى السياسية، أن مشاكلنا تتضمن 
عدالة انتقالية، محاكمات عادله لكل المجرمين والفاسدين، وحل المليشيات المسلحة. وهذه لا يمكن تحقيقها في ظل إعادة إنتاج الحجاج مره أخرى .
يبقي هذا الحوار، الذي لم يجف مداده بعد حتى خرج العسكر يطاردون أطباء السودان، لا يمثلنا.
بذلك هذا الحوار يشبه حوار الحجاج الذي انتهى بقتل سعيد، رغم أن سعيد كان  يعلم تماماً أن حواره مع الحجاج يعني موته.
*لذلك من يقدم على حوار حجاج السودان فقد كتب  لنفسه الموت.*

خارج النص :
* من قتل الفاتح ؟
* نفعت جودية الجلّاب مع مؤسسة الخدمة الوطنية في قضية الأطباء وتم التراجع عن قرار الفصل بحق الأطباء، ربما فطنوا أخيراً الى أن الوضع الصحي لا يتحمل، ولله في خلقه شؤون، فصحيح أن الجهلاء أكثر الناس عداءاً للانسانية. دلوني علي موقف أكثر بذاءة من موقف المنسق الذي قال اتخذت إجراءات ضدهموقلنا له الأمر سيتعدى مركزك، لأن الأمر سيدخل حكومتك في حيص بيص
غني يا إجراءات أنت. والسواي ما حداث“.

2 / 11 / 2016

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*حسن البنا ليس أمام وليس بشهيد والا لكان ابليس بمنطق الإخوان المسلمين ولياً وتقياً*

Share this on WhatsApp*قيسانيات* *تحتفل جماعة الإخوان المسلمين هذه الأيام بذكري موت مؤسسها حسن البنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.