توقعات بمصادرة صحيفة السوداني واغلاقها نهائيا على طريقة صحيفة التيار

              *سهير عبدالرحيم*
            برلمان البودي والدخان

   أحياناً أشعر أن نوابنا في البرلمان يرغبون في شغلنا بقضايا انصرافية وأمور هامشية لا طائل ولا جدوي من ورائها  مما يجعلنا  نمور ونمور  وندور في حلقة مفرغة حول أفكارهم ورؤاهم وتساؤلاتهم التي من المفترض أنها تصب في مصلحة المواطن .
   آخر تقليعات نواب الهناء ماطالبوا به وزارة التجارة من حظر استيراد الكماليات وهذه الكماليات التي تحدثوا عنها تشمل (التونكات والبودي) ، هكذا لخص النواب مشكلة الاقتصاد السوداني والعجز في الميزانية وسقوط الجنيه أمام الدولار بأن (البودي والتونك)  هما السبب .  

ولمن لا يعرف من هو ( البودي) فهو تلك البلوزة الفنايلية والتي ترتديها النساء عادة تحت الفساتين أو الثياب، وهي قماش من النوع الـ (free size) ، له كم طويل، بمعنى أنه مثل الذي ترتديه مشاعر الدولب وأميرة الفاضل وسعاد الفاتح وبدرية سليمان و( زوجتا ) الرئيس.

   بل وترتديه غالبية النساء في السودان، أما (التونك ) فهو جاكت طويل يشابه في الطول الزي المدرسي التقليدي و يتم ارتداؤه مع اسكيرت أو بنطال . 

  طيب  ممكن نعرف ده كلو علاقتو شنو بعجز الميزانية وعلاقته شنو بأنهيار الجنيه !!!  

  هل وصل السخف والاستهتار بعقول المواطنين أن يتم تعليق الأزمة الاقتصادية، وفشل البرامج الإسعافية للميزانية بملابس النساء  وهل سيغلق نواب البرلمان ملفات الفساد ويطلوا من تحت ثياب النساء لرؤية مايرتدين، وهل يا ترى سيقوم البرلمان أيضاً بمنع استيراد الملابس ( الداخلية ) للنساء!! . 

   في هذا الوطن كل شيء جائز ألم يتم من قبل فرض ضرائب على (الطلح والشاف) ، بمعنى أن كل امرأة  تجلس للدخان تخصم منها  مع كل (بوخة) ضريبة دخان، لذلك قد تلجأ النساء في الأحياء إلى إنشاء مركز للدخان المخفض، أو الدخان الجماعي أو دخان قدر ظروفك، أو دخان مرة في الأسبوع.  

ماذا بقي أيضاً يا نوابنا من افكار في جعبتكم  لإعادة العافية لمشروع الجزيرة والنهوض بالتعليم والصحة وسودانير والسكة الحديد و…و.جميع المؤسسات الموجودة في حالة موت سريري،  ماذا تبقى !! 

  أجل تبقى شيء مهم فرض ضرائب على الحناء وتحديد كمية النشادر في كل (قدم) ، واستصدار قرار بعدد مرات ترديد الحناء ومنع استيراد المحلبية والسرتية.  

لماذا لا يتم تقديم اقتراح أيضاً من قبل النواب بحظر  صناعة الدلكة والبخور باعتبار أن مدخلات انتاجها ومشتقات صناعتها من منتجات مستوردة .!! 

الغريب في الأمر أن أعضاء البرلمان من النساء هن الأكثر استعمالاً للبودي (وكمان بطقمن مع الألوان)

    خارج السور :

  نواب يتركون انهيار التعليم وتردي الصحة وملفات الفساد  ويبحثون وينقبون فقط في ملابس النساء  أو ختانهن ، ماذا ننتظر منهم من مراقبة ومحاسبة للجهاز التنفيذي !!