الصدمة_

لم اتظاهر بالاهتمام، للحظة واحدة، لما تم بالأمس، من احتفال، كنهاية لعهد الديكتاتورية، لم تثير إعجابي، كلمات الأصم، أو تكشيرة وجه البرهان، لم أهتم إذا ابتسم حميدتي لحظة، التوقيع ام لا 
كنت شارد هناك، أستعيد، شريط الذكريات، ومشاوير المواجع، والسخط، والقهر والكبت السياسي، في وطن ترعرنا فيه، ثم تفرقنا كأننا لم نكن، كنت دوما منحازا للفقراء والمعدمين والمهمشين، وأحسب بأنني واحدا منهم، أن هؤلاء المنسين من دفتر التاريخ، لا تمحى من صورهم اللحظات المرعبة التي عاشوها، ولا يمكن للحظة فرح هستيري أن تنسيهم ما قد كان، 
انا لست سوداوي المزاج، ولكن للأسف لست متفائل، أن الالتصاق بالألم، يجعلنا نعيش الزمن بتفاصيله، نحيا الحياة نفسها الآف المرات، اننا بما نمارسه من احتشاد، ورفض، للاحتفاء والاحتفال، انما نهيئ انفسنا، لما تأتي من صدمات، حينما يكتشف الناس تفاصيل ما  تم من عبث وتلاعب ، بأسم الثورة،  من أشخاص، ظنوهم ملائكة، وهم في الحقيقة شياطين تمشي على قدمين!

قال” ماركيز ” 
‏ الذين فهموا كل شيء مُبكرا، يحتاجون عالماً جديدا يستريحون فيه بعيدا عن صراعات الذين لم يفهموا بعد.

نورالدين زكريا