شي ما… بين الضفدع والحرباء..

شي ما…
بين الضفدع والحرباء…
…….
تصلح المقدمة مشروعا لقصيدة نفرغ فيها اوجاع الوطن وآهات (الامة)  وتصلح دون شك ان نجعلها اسفنجا يمتص اسفافات (الأئمة)… لكن الوقت لن يوفقنا في الجمع ما بين تدارك الرعاف والبحث عن الاسعاف…فالوطن الآن ينزف من انفه…وما أطول الرحلة لإسعافه.
…….
يا شعبنا :
كالحرباء يتمرحل تلون من ظننا دهورا طويلة انهم قادة…وكررنا آلاف المرات انه لا قادة لهذا الشعب إلا الشعب نفسه…ولا مهموم به إلا بقدر همه بهمه…لذا فان الوقت يمضي نحو المحرقة…والاحتكاك المعيشي مع الظروف الطاحنة التي وضعنا فيها النظام وهو يعلن زيادة الاسعار بنسب تصل لاكثر من الضعف..هذا الاحتكاك الذي سنواجهه ونحن نسقط بسرعة الذوبان لن نخرج منه إلا باحتمالين لا ثالث لهما:
فإما ان نحترق جميعنا داخل هذا الوطن الذي نقف على ظهره وهو يهوي نحو القاع أو أن نتماسك لننفذ بأقل الخسائر.
ولا مجال الا للخيار الثاني…ان هذا الخيار يعني ضرورة ان يعي كل فرد من اخيار هذا الشعب واجبه تجاه المرحلة والتي تنطلب ان يجمع كل مقتدر اهله واصدقاءه وجيرانه ومعارفه وزملاءه وان ينظمهم ويضبط مسارهم ويقودهم ويحرضهم لتنظيم الآخرين لينتظموا في حركة رفض جماهيرية سلمية في كل مدن واحياء وقرى الوطن وان ينزلوا للشوارع وهم يرفعون رايات الرفض لهذه السياسات البربرية التي ستقود حتما لفناء هذا الشعب وثراء قتلته المستبدين.
…….
هذه القرارات تعني استحالة العيش…تعني استحالة الاكل والشرب والملبس…تعني انعدام الخدمات الصحية بما فيها الادوية…تعني انعدام الخدمات التعليمية بما فيها كراسي الاجلاس وحتى الطباشور…تعني استحالة الحصول على الكهرباء ذات الدفع المقدم واستحالة الحصول على مياه الشرب…وتعني زيادات خرافية في تعرفة المواصلات…تعني باختصار شديد تحطيم الشعب.
……..
في هذه الاثناء ستبسل الاطباء بشرف يحفظه لهم التاريخ…
يستبسلون دفاعا عنا وهم موزعين ما بين الفصل والتشريد والاعتقالات…واجبنا ان نجعل من المستشفيات منطلقا لاعتصاماتنا وثورتنا على هذا الظلم…فما مطالب الاطباء الا اهم شروط حياتنا نحن وكان بامكان اي طبيب ان يفتح عيادة ويرفع اسعاره ويغمض عينيه عن القسم الذي التزم به…لكنه انحاز للشعب بكل تجرد ونكران ذات…على الشعب ان يتقدم لحماية حقوقه بحمايته للاطباء الذين تصدوا لانتزاع هذه الحقوق.
……..
ويستبسل الاحرار في الجريف شرق وفي الجامعات وفي معسكرات النزوح…واجبنا النزول للشوارع ومساندتهم ورفع اصوات الرفض… لا يهمنا ان يصمت المتاجرون باسمنا…لكن يهمنا ان ننحاز لقضايانا ونحن نؤمن انه لا قادة لهذا الشعب الا الشعب نفسه ممثلا فينا نحن.
……..
اخيرا :
من صفات وخصائص الضفادع ان تظل في مكانها تمتص الحرارة ولا تحس بها حتى تحترق…
انك لو وضعتها في عرش من الياقوت فستقفز منه نحو البالوعات التي تألفها…
وان الاكثر ضجيجا ونعيقا منها هي الذكور التي تستقطب بصياحها من الاناث ما تشبع لها غريزتها وترضي نزوتها…
…….
لا تكن حرباء…
لا تكن ضفدع…
ولا تؤمن بمن شاء لنفسه هذه الوضاعة…
كن سيد نفسك وقائدا لغيرك وتقدم الصفوف…
اذ ان الوطن يرعف ولا مجال الا للثورة والصمود.
علاء الدين الدفينة.