الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / وكأن الملايين التي هدرت في الشوارع ظهيرة الأحد الماضي خرجت لشيء آخر غير رفض عسكرة الدولة

وكأن الملايين التي هدرت في الشوارع ظهيرة الأحد الماضي خرجت لشيء آخر غير رفض عسكرة الدولة

كتب فيصل محمد صالح 

وصلنا الآن إلى النقطة الحرجة التي طالما خشينا بلوغها، وهي دخول قوى الحرية والتغيير تحت عباءة المجلس العسكري وداعميه الإقليميين، ونراه يعبر بين أيديهم وبكامل وعيه فوق جسر التسويات الذي يقود إلى المهلكة.

مليونيات الثلاثين من يونيو لا يبدو لها أي أثر في المشهد الماثل، وكأن الملايين التي هدرت في الشوارع ظهيرة الأحد الماضي خرجت لشيء آخر غير رفض عسكرة الدولة، ولا أدل على ذلك من طبيعة الأخبار التي أعلنها الوسطاء اليوم وتلك التي سربوها. 

لا يمكن أن يكون الرابح بعد ذلك الزلزال الذي هز العالم كله وليس السودان وحده هو المجلس العسكري، ولا يمكن أن تتنازل قوى الثورة عن كل ما حصلت عليه في السابق ليلتهمه المجلس العسكري ويضعه خلف ظهره مقابل رئاسة في المجلس السيادي لنصف دورة فقط يضعه لها على الطاولة ويلزمها بالامتنان، هل في جعبة الوسطاء ماهو أكثر من هذا؟ لا أظن.

ملايين الأحد الماضي لم تشكل فارقًا جوهرياً في موقف قوى التغيير، بل العكس، أرى أن المجلس العسكري كسب منها أكثر مما خسر، ويبدو اليوم أكثر تعنتاً مما مضى، وأكثر أريحية في التعاطي مع الوسطاء والمفاوضين ويملي الشروط ويقتل ويعتقل ويقود المشهد إلى عسكرة شاملة تحت سمع وبصر الطرف الآخر والوسطاء، فيما ظلت قوى التغيير تراوح حول رئاسة المجلس السيادي وقد فقدت أهم مكاسبها السابقة وهو المجلس التشريعي وربما أغلب الحكومة، مثل الذي يصارع على ربطة عنق جذابة فيما بلغ سرواله كاحليه. 

لو أن هذا المجلس العسكري وجد عشر التأييد الذي وجدتموه في الشوارع لنفاكم من الأرض أو دفنكم فيها أحياء. هل يعقل أن تبددوا كل ذلك الزخم بالعودة إلى مفاوضات عبثية مع ثلة من الكذابين والتافهين الذين يضعون على أكتافهم وصدورهم علامات وأنواطاً لا يستحقونها؟

توقفوا عن هذا وكونوا على قدر التحدي الذي عبر عنه الثوار والشهداء. أعلنوا المدنية الكاملة للسلطة وما يكافىء قوة الشارع وسطوته حتى لا تبددوا كل ذلك من أجل الرضا الدولي الذي لن يأتي. سقف الشارع شاهق جدًا، وسقوفكم متقزمة وستدهسها أحذية العسكر إن لم تكونوا على قدر المسؤولية. سيتجاوزكم الشارع وسيأتي بغيركم إن لم تحسنوا قيادة هذه الثورة في أكثر مراحلها حرجًا.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.