اطباء + الجريف …
قال تعالي : ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما( 104 )-(النساء)
وانا أسطر هذه المقال بعد أن اصبحت موقنا تماما بان الكيل قد طفح ، وشرارة إشتعلت في قلوب الشعب وامسى لهيبا يشتعل ، فلا صرنا ولا كنا ، اذا لم نعتلي الركاب ونضرب الرقاب ، فها هم شرازمة ( البشير ) الجبناء يصوبون اسلحتهم ويطلقون ذخيرتهم علي صدور ابناء الوطن الاشاوش وكانهم اعداء لهم ، ينالون بهم النصر والجهاد ، الذي ساروا علي خطاه سالفا من زمان حتي استقطعت جزءا عزيزا من موطننا ، ولم يشبعوا ، ولن يشبعوا لقد اسلموا رغبتهم المريضة لشيطان المال وحب الدنيا ، فوثبوا يرفعون الهراوات الثقيلة علي الرؤوس ، والذخيرة المطاطية تتطاير وتنهمر في دجي الليل ، كلما هب الشعب في مسيرة سلمية ، ينشد مطالب عادلة وواقعية للمواطن البسيط ، الذي لا يهمه سوي قوت اطفاله ، او سترة حاله ، فيحدث الجور ، ويمسه سنان الفجور ، ويعاقب علي مجمل الامور ، ولكن الرحلة قد شارفت منتهاها ، والجروح قصاص ، وكما قال أبوتمام :
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
وأحسب ان النهايات قد لاحت بوارقها بعد ان دق الحديد علي العصب ، وشق الركاب علي الركب ، واعتلوا ظهور الشعب ، حتي بانت نوائبهم ، ووصل الحد فواصله .
وانتظم المسنتيرين من الاطباء الذين ابتدروا واندثروا ، وشقوا ستار الدجي ببريق الضياء ، ليتبعهم صقور الجريف الجارحة ، انتفضوا كالبراكين الثائرة ، ليرفعوا ستار آخر وفصولا من فصول المهازل ؛ لحكومة (البشير ) المآفون وثلته من الفاسدين ، ويطلقون حناجرهم بقوة وشجاعة ( بلا ولا ) ودقوا طبول الوطن ، من كل اطار وجانب ، والكل يثور وينادي بالخلاص ، وبقدر ما نآلم ونتآلم فانكم سوف تتآلمون ، ولا مناص لنا ولشعبنا الا الحساب ، والعقاب ، والخلاص ،
وبقدر سنين الوجع السجدت فوقنا سنين وأعوام **
بتعود تتدفق فوق أيامكم عذاب وركام **
وبقدر الذل الأتوسد فوق فرشتنا وفوق جثمانا يعود أحلام **
ونقيف ونطل نشمخ بذاتنا ونسير برفعة علي اقدام **
ما نحن ولادك يا سودان **
لا هنت علينا ولا بتنضام **
( الحريات تتحقق بالمطالب ، فعندما تكتمل المطالب تكتمل الثورة ) ، ومطالبنا تبقي لا تفاوض ، لا حوار ، ومنهجنا يستمر بسقف طموحاته ، لا تقل عن الحساب والعقاب ، ولم يبق هنالك لهم شيئا يدلل، ويباع فهؤلاء العصبة قد باعوا كل شئ ، ولم يتبق ما يشبع بطونهم الجائعة ، ولا نهمهم المتزايد بما كنزوه .
وسيطالهم الألم من كل صوب وحدب …
Ghalib Tayfour