الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / بطل مجهول يرقد الآن وحيداً !!

بطل مجهول يرقد الآن وحيداً !!

سيف الدولة حمدناالله

طالعت خبراً مصحوباً بصورة فوتوغرافية لأحد أبطال الثورة وهو شاب في مقتبل العمر إسمه طه من أبناء السامراب، ويقول الخبر أن طه يرقد الآن وحيداً بالغرفة (216) بمستشفى علياء الخاص بالخرطوم بحري للتداوي من حروق بليغة شوهّت وجهه بالكامل، نتجت عن إصابة مباشرة من إطلاق الشرطة لغاز حارق على وجهه أثناء فترة إندلاع تظاهرات الثورة، وتُشاهد في الصورة الشاب طه وهو يجلس على سرير المستششفى وعيناه الغائرتان تُحدِّقان بشرود إلى لا شيئ.

بحسب الخبر، أن هذا البطل يجلس هكذا وحيداً في الغرفة منذ تاريخ دخوله المستشفى، وأن لا أحد من زملائه الثوّار الذين خرج معهم إلى الشارع قد زاره في المستشفى، كما أن مصاريف العلاج والأدوية بالمستشفى الخاص قد أرهقت ذويه وأحبابه من الأقرباء الذين يتناوبون على الوقوف إلى جانبه وهي فوق طاقتهم. وقد فطر منظره قلبي الى نصفين وجعلني أتساءل : تُرى كم عدد المُصابين من الثوار أمثال طه الذين يقاسون اليوم آلامهم في صمت وبعضهم يُداوي جراحه من فقره وعوزه بلبخات صفق الأشجار !!

الحق، أن هناك واجب قومي تجاه هؤلاء الأبطال، والواجب أن تُنشأ هيئة شعبية لرعاية ومساعدة الجرحى والمصابين من الأبطال الذين جعلوا من أجسادهم وقوداً لنجاح الثورة، كما على هذه الهيئة أن تعمل على رعاية أسر الشهداء،  ولا يزال بين الشهداء أشخاص مجهولون ولا تعرف لهم اسماء، والوجب علينا حصرهم وتشييد نصب تذكاري بأسمائهم يوضع بميدان القيادة العامة، وأن يُطلق إسم كل واحد منهم على شارع أو ميدان بالعاصمة والاقاليم .

لقد أنتجت هذه الثورة عشرات الأيقونات، من بينهم الطفل صاحب المايكروفون اليدوي الذي توقف له القطار ليكمل هتافه، والفتاة التي أعادت قذيفة مسيل الدموع إلى مصدرها الذي أطلقها على الثوار، والشاعر المجهول الذي يرابط كل الوقت في ميدان الاعتصام وهو ينشد أبياتا من الشعر اسالت الدموع من صدقها وهي تحكي عن قلوب امهات الشهداء، والفتاة التي هتف وراءها الملايين في ميدان الاعتصام، وكل هؤلاء احتفينا بهم واثلجوا صدورنا، وقد جاء الوقت لأن نلتفت للأبطال من الشهداء والمصابين الذين غابوا عن مشاركتنا فرحة النصر، منهم من يرقد تحت التراب، ومنهم من يقاسي آلامه ومحنته وحده بسبب الاصابة، واجب علينا فرض عين أن نداوي جراحهم التي نزفت منها الدماء من أجلنا ونكفكف دموع أمهات الشهداء. هذا واجب الشعب وواجب الدولة ممثلة في المجلس العسكري في حصرهم والتكفل بنفقات علاجهم. نعم، هذا أقل واجب.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.