بمناسبة إعراب المجلس العسكري عن نيته الاحتفاظ بالسلطة السيادية فقط…. علي حد تعبير الناطق الرسمي…

*لماذا مجلس سيادي مدني وليس عسكري ؟*

احدي اهم أهداف الفترة الانتقالية هي التمهيد لانتخابات حرة و نزيهة و ذلك بإيقاف الحرب، تحقيق العدالة و إصلاح مؤسسات الدولة، بما فيها القوات النظامية …وهو ما لا يستطيع مجلس عسكري سيادي يتكون من جنرالات ترقوا في السلك العسكري (لانسجامهم التام مع نظام الإنقاذ الدموي واتباعهم لتعليماته دون اعتراض) تنفيذه….
و الدليل الإضافي علي ذلك بطء الإجراءات ضد مجرمي النظام السابق بل السماح لبعضهم بالجلوس والحوار لطرح وجهات نظرهم بشأن المستقبل (غازي صلاح الدين و علي الحاج نموذجاً) .

*لماذا ٤ سنوات ؟*

لأن المهام المذكورة سالفاً لا يمكن تحقيقها في مدي أقصر من ذلك، بل ربما تكون بالكاد كافية لتحقيق جزء منها وتسمح بتوفير الحد الادني من البيئة المناسبة لاعداد الأرضية الصالحة لاجراء انتخابات.

*هل سيمثل المجلس المدني الانتقالي الإرادة الشعبية الحقيقية؟*

بالطبع لا، فهذا لا يمكن أن يحدث دون انتخابات، لكن ستضطر الشخصيات التي سيتم اختيارها والتوافق عليها لقيادة الحكومة الانتقالية، تنفيذ البرنامج الإسعافي المقترح من قبل قوي الحرية و التغيير، والتي تمثل، بجانب كونها اوسع تحالف لكيانات سياسية ومدنية في تاريخ السودان، ودون جدال، الصوت الوحيد الذي يثق فيه ويتجاوب معه الجمهور الذي قام بهذا التغيير والذي يقف اليوم بالملايين امام بوابة القيادة.

*لماذا الرفض القاطع للمجلس السيادي العسكري ؟*

طوال ٦٣ عاماً منذ استقلاله حكم العسكر السودان ٥٢ سنة والنتائج كما هو واضح لم تكن جيدة اطلاقاً لذا لا يمكن أن تسلم السلطة للعسكر من جديد .. هذا درس استوعبته الجماهير السودانية بالطريقة الصعبة.
النقطة المركزية التي يعتمد عليها المجلس العسكري في تبرير التمسك بالسلطة الان هو انحيازهم للجماهير يوم ٦ ابريل ٢٠١٩م وامتناعهم عن تنفيذ المجزرة التي امر بها المجرم المخلوع البشير مسنوداً بفتوى علماء السوء… اي انه ينطلق من مبدأ امتنانه علي الشعب السوداني بعدم قتله….!!!؟؟؟
لكن اذا تأملنا اعمق قليلاً سنجد أن السبب الأساسي، اذا استبعدنا سوء الظن، اي نية الجنرالات الحاليين الاستفراد بالحكم مستقبلاً، هو ان هذا الجيش تربي علي العقيدة الشمولية لمدى عقود طوال وهي عقيدة تزدري الحرية و الديموقراطية وتشك في كل ما هو مدني أو باللغة العسكرية (ملكي).

*الف لا للمجلس العسكري الانتقالي و نعم للمجلس المدني الانتقالي بتمثيل عسكري.*

#تسقط_تالت
#الاعتصام_صمام_الأمان
#لم_تسقط_بعد