الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ( سأغفر لمن تعمد طمس هويتي… المحبة والسلام هي غايتي) ..

( سأغفر لمن تعمد طمس هويتي… المحبة والسلام هي غايتي) ..

 

 

القائد والمعلم/ يوسف كُوَه مكى.

إليك الحب والسلام

بقلم : الرفيق (كالو)

( سأغفر لمن تعمد طمس هويتي… المحبة والسلام هي غايتي) ..

بهذا البيت ختم المناضل القائد يوسف كوة مكي (الجبل المية) قصيدته (افريقيتـــى) التي تجدونها قبل نهاية هذا المقال ،هذه الرسائل ذات الدلالات العميقة التي أرسلها قائدنا في قصيدته تشير الي عظمة ، وخلود ذلك البطل الذي كان معلما، وسياسيا من طراز فريد ، وجد نفسه في قلب المحنة، محنة الوطن ،محنة الاهل ،كل هذه الأهوال، والازمات المتراكمة، والفشل في احترام التنوع والتعدد، بالسودان لم تدفع قائدنا الي فقدان الامل، والتخلي عن مسوؤليته او الهجرة بعيدا بعيدا للعيش في سلام ووئام، وإستقرار تاركا شعبه يواجه تلك الفظائع وحيدا، بل تصدي الجبل الميه بعزيمة وقوة لا تعرف الانهزام والاستسلام مفضلا العيش، وسط اهله ، وشعبه في الكهوف، والكراكير،أنه (القائد) يوسف كوة ذلك الفارس الذي لا یُباری، والضرغام الذي لا یهدأ، ولا یعرف الراحة والدعة والسكون،لقد شطب (زعيمنا) من قاموس حیاته كلمات عدیدة مثل(الخوف) و(الطمع) و(الانانية) و(الجبن) و(الهروب) یشهد له بذلك رفاقه وجنوده في المعارك، والعملیات، فاليوم وفي ذكري رحيله الثامنة عشر تعجز الحروف ،ومفردات اللغة العربية عن وصفه، والتعبير عنه، فالأقلام التي كتبت أمجاده نفذت، وما نفذت أمجاده، والأوراق التي كتبت عليها سيرته ستبقى قزمة أمام كبريائه، وشموخه، إنه الشهيد يوسف كوة الذي عاش مناضلا وشجاعا، ورحل ايضا مناضلا جسورا ، أيها القائد لقد رحلت ولم ترحل ذكراك لقد فارقت دنيانا، وذهبت عنا بعيدا لكن نضالاتك وشجاعتك باقية فينا(القائد يوسف) يحمل هموم وطن وانسان يحمل كل معاني الحب والخير مدافع عن الحق امين في الكلمة صادق الفعل ، ونحن رفاق وتلاميذ المعلم والقائد يوسف كوة الذي نتنسم هذه الايام ذكري رحيله نقوله وبصوت عالي (يا والداً أحبنا..يا من، وهبت قلبنا ثباتك الأصيلا..إليك الحب والسلام والتحية) أن حزننا علي رحيلك حزن كبير ومرير يسكن في اعماق قلوبنا ، التي علمتها الالتزام بالمواقف، والقضية، والوقوف الي جانب الحق ، والغلابة والمهمشين ، وسيبقي تراثك الكبير، محفوظاً في ذاكرة المناضليين، والشرفاء في دولتي السودان شمالا وجمالا، وعلى مستوى الأقليم، والعالم،فاليوم ننحي أمامك يا قائدنا، وملهمنا، ونعاهدك أن نبقى أوفياء للمسوؤلية التي دافعت عنها، وسنكون سندا وسيفا ورمحا ، للقائد عبد العزيز الحلو الذي قلت عنه في وصيتك قبل رحيلك المر (ماداير أموتِ قبل ما يمشي الحلوا لي الجبال) لقد أخبرتنا مدام ربيكا قرنق زوجة الزعيم التاريخي، والملهم لابناء الهامش، والغبش الشهيد الدكتور جون قرنق وكاتمة أسراره ، وهي تزيح عن صدرها أخروصايا الجبل المية، (ركازة) نضالات المهمشيين ، والمثقف الحر في الزمن الذي بات كل شي فيه يشترى، ويباع المثقفين بابخس الاثمان نعم نفتقدك ايها المعلم ولكن (الحلو) قاد سفيتنا الي بر الامان، رغم تلاطم الامواج ، وسد الفراغ الذي حل بفقدك ان الموت حق لكننا نشتاق اليك ،وكذلك شهداؤنا الأبطال الذين صنعوا لوطننا ولجبالنا النصر والكرامة، والحرية ،الان و قد أديت الرسالة فكفاك شرفا انك عشت حرا، ورحلت مناضلا جسورا، وكفاك مجدا لان الجبال والسودان، والعالم لن ينسى الشهيد يوسف كوة مكي فذكراك لن تغيب عنا كذكرى كل مناضل شجاع لم يستكن يوماً دفاعاً عن الحق والمظلومين ،صحيح ان الموت حق، ولكن الموت أعجز من أن يدفن كلمة الحق، أو تستوعبها الأكفان، لقد أوجعنا وأدمي قلوبنا رحيلك، كما الاشجار تموت واقفة ،(أيها القائد) لقد شغلتك القضية، والنضال، ودافعت عنها، وكنت السدد والمدد حتي النهاية،كنت دائم الحضور في كل الساحات، والميادين، وحفلات التخريج والمهرجانات والاعياد، وعالميا كتبت الصحافية البريطانية جولي فيلينر قائلة : إنَّ موت يوسف كوة قد سلب أفريقيا واحداً من قادتها أصحاب الرؤية ، وقد سلب الموت النُّوبة رجلاً وهبهم فخراً جديداً ، وثقة في إفريقيَّتهم ، قائداً برهن على أنَّ النِّضال المسلح موازِ لإحترام حقوق الإنسان والمجتمع المدني،كما وصفه الدكتورمحمد سليمان محمد بالقول : لقد لعب يوسف كوة دوراً كبيراً في تعزيز وحدة الكثيرين من النُّوبة حول حقَّهم الشرعي لتكون لهم هُويَّة أثنية مستقلة كنُّوبة وكان المُدافع الفخور والحامل لتقاليد وثقافة النُّوبة إذ قاده الطريق إلى نوبويَّته دون توقف إلى الحركة الشعبيَّة والجيش الشعبي لتحرير السُّودان، وإلى الإحترام المتبادل والتعاون مع كافة السُّودانيين ، الذين يقدِّسون التعدد الإثني والديني والثقافي في الشعب السُّوداني،وتقول السيرة الذاتية للقائد الشهيد يوسف كوة مكي انه ولد بجبال النوبة (ميرى غرب كادقلى) ،وتلقي تعليمه الإبتدائية بمدني، والمتوسط بمدرسة سنكات الوسطي الثانوية بالخرطوم التجارية ، والمرحلة الجامعية التحق بالكلية الحربية، وفصل منها لأسباب سياسية حيث جلس لإمتحان الشهادة السودانية، وتم قبوله بكلية الاقتصاد  جامعة الخرطوم عام 1975م، وتخرج منها فى عام 1980م،عمل بالتدريس بعد تخرجه بعدة مناطق  بدارفور، ومعلما أيضا  بمدرسة كادقلى الثانوية العليا ، وفي العمل العام كان الناطق الرسمى باسم الجبهة الوطنية الأفريقية بجامعة الخرطوم وأسس جمعية الثقافة الافريقية ،وقام بتأسيس رابطة طلاب جنوب كردفان بجامعة الخرطوم، وأسس تنظم شباب جبال النوبة ( كمولو ) مع عدد من قيادات الحركة الشعبية،تم إنتخابه فى مجلس الشعب الإقليمى بإقليم جنوب كردفان 1981 م،التحق بالحركة الشعبية لتحرير السودان فى 1984م، تولى منصب قائد وحاكم إقليم جبال النوبة بالمناطق المحررة حتى وفاته حيث خلفه القائد  عبد العزيز آدم الحلو، تولى رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الأول بشقدوم عام 1994م،تم إنتخابه رئيساً لمجلس التحرير بالحركة الشعبية لتحرير السودان خلال المؤتمر العام الأول،كان عضو الوفد المفاوض فى مفاوضات أبوجا، وعضو مفاوض لوفد الحركة الشعبية فى مفاوضات الإيقاد بأديس أبابا 1998م، شارك كنائب رئيس وفد الحركة الشعبية فى الجولة الثانية لمفاوضات السلام السودانية، بجانب اهتماماهته السياسية والاقتصادية والتربوية ونضالاته كانت للقائد يوسف كوة اهتمامات شعرية وهنا نشيرالي قصيدته (افريقيتـــى) التي يقول فيها :معذرة والف معذرة يا اخوتى….لصراحتي  لجرأتي…رغم دينى رغم ثقافتي ..أنا نوبي أنا زنجى…رغم ماضى  بنى جلدتى…أنا افريقى وتلك اصالتى ..افريقيتى منقوشة فى قرقدى…منحوتة على شفتى..تنطق بها بشرتى.. وسأغفر لمن تعمد طمس هويتي..لان المحبة والسلام هي غايتي. واليوم نحن نتنسم عبير ذكري رحيلك نقول لك، وبالصوت العالي، يا قائدنا ، ورفيقنا ان النضال مستمر، وسنظل ندافع عن الغلابة، والمهمشين، وعن شعب النوبة الذين رفعتم قضيتهم عاليا حتي أوصلتها للمحافل الاقليمية، والدولية سنظل موحدين، وسندا لقائدنا الثوري عبد العزيز الحلو الذي ظل مدافعا عن الكادحين، والمقهورين، والمهمشين في السلم وفي الحرب (أيها القائد) أن نضالات الهامش التي تصديت لها في ظروف قاسية قدعلمتنا أن عظماء الرجال من أمثالك، لا يموتون، بل يرحلون بأجسادهم فقط، وتبقى من بعدهم، مبادئهم النبيلة، وأفكارهم، ما بقي الناس و بقيت حياتهم (أيها القائد والمعلم) سنمضي في طريق الثورة والتغيير، دون تردد ولاخوف أوخيانه وفاءًا لافكارك ولتضحاياتك النبيلة (أيها القائد): نؤكد لك بان الإرادةٍ التي تسلحنا بها منكم لا تعرف سوى الإصرار والعزيمة القوية من أجل البؤساء، فالنردد مع الشاعر مدني النخلي: لو ينحني الصخر الأصم، وارتد وش الضي غرب، ولو عدى عكس الريح شراع  وانهد حيلا فيك تعب أتجرع الحنظل وأقيف فوق المسامير بالغصب لاتنحني يا قاهر العيشة الفقر يا أقوى من جور السنين.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.