أنا عبد المجيد إمام ، قاضي المحكمة العليا، بهذا أمرك بالانصراف بجنودك فورا

«أنا عبد المجيد إمام ، قاضي المحكمة العليا، بهذا أمرك بالانصراف بجنودك فورا».
كان عبدالمجيد إمام وزملاءه على وشك السير بمذكرة المحامين والقضاة إلمنحازين لثورة الشعب السوداني الذي خرج الى الشارع في اول ثورة شعبية على نظام حكم وطني  (#21_أكتوبر_1964)  اعترضت قوات   الشرطة بقيادة الملازم قرشي فارس الموكب واطلقت رصاصات تحذيرية في الهواء.
ولما كان للسودان مؤسسات تشريعية وتنفيذية وسلطة قضائية حقيقية كان للقضاء سلطة على الضباط .حينها صاح القاضي بصوت جهور :
«أنا عبد المجيد إمام ، قاضي المحكمة العليا، بهذا أمرك بالانصراف بجنودك فورا».
يحكى ان الضابط قرشي فارس قال بعد سنين إنه لم يكن هناك من هو أسعد منه وهو يصيح رداً على القاضي الأكتوبري .. «حاضر سعادتك»، وينصرف بجنوده، فقد كان ضابط الشرطة قرشي حائر بين واجب المهنة والالتزام بالإرادة الشعبية..كانت تلك اللحظات هي لحظات حاسمة في تاريخ السياسة السودانية. فقد دكت كلمات عبدالمجيد إمام حائط الرهبة الذي كانت تقف وراءه سلطة انقلاب نوفمبر، وأعلت صوت القانون. كان انصياع قرشي فارس لتعليمات القاضي تعبيراً عن سيادة حكم القانون .
____________
أكتوبر 21 
ياصحو الشعب الجبار
يالهب الثورة العملاقة
يا ملهم غضب الأحرار