Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
✍???? *تحديقة..*
*حول تأسيس قيم جديدة لعلاقة* *المواطنة بمفاهيم أخرى(2)*
*سلسة المواطنة واخواتها* *..المواطنة اللغوية…*
———————–
من الخطاء ان نعتقد ان اللغة الواحدة تعني قرابة الدم…وان الاسرة اللغوية هي نفسها الاسرة الانثروبولجية…وامم كثيرة تتبني او تجبر علي تبني لغات اخري …فقرابة الدم والوحدة اللغوية ليستا بالضرورة مرتبطتان …لذا لا يصلح ان نستشير اللغة في مسالة الوحدة العرقية..لذلك يصفها سوسور بانها وثيقة تاريخية…بمعني ان مجموعة عرقية واحدة يمكن ان تتحدث تنقسم الي عدد من المجموعات اللغوية وتكون كل مجموعة فيها قد تبنت تلك الوثيقة في فترة من الفترات..فاللغة الانجليزية مثلا لغة رسمية في 54 دولة و25 كيان مثل برمودا وهنغ كونق وغيرها …ولكن يجب ان ننتبة للراي الذي يرفض تحديد عمر للغة لان اي لغة هي استمرار لما كان يتكلمون به في السابق..من هنا بعض علماء اللغة يعترضون علي لفظ (اللغة الام).لانها بتفترض حدوث انقطاع بين المرحلتين اللغويتين..ولربما بان الطبيعة السايكولوجية للمجموعة اللغوية الواحدة تخلق هذا الالتباس بين اللغة والعرق..بالامس وفي جلسة ضمت عدد من النوبيين ذكر هاجس خطر فناء اللغة النوبية ولكن حدث ارتياح ساد المجموعة اثر تعليق احدهم (اننا لها لحافظون)…
لا علاقة لذلك بموضوع التحديقة وامعانا في الفوضي التحديقية ايضا نذكر ذلك الموضوع قبل ان ندلف الي مركز التحديقة..
الاستقرار السياسي وعدم الاستقرار السياسي لهما تاثير كبير علي اللغة …فالتوازن السياسي يقلل سرعة تطور اللغة بينما عدم الاستقرار يسبب اضطراب في التوازن النسبي للغة …وعلي ذمة سوسور فان عدم الاستقرار مضر باللغة بينما تطورها الهادئ المتزن في ظل استقرار مفيد لها…واعتقد ان ذلك واضح جدا في حالتنا السودانية في الفترات الاخيرة ..اقصد فترة الانقاذ كاهم الفترات (الماسورة) في تاريخنا..
ما لفت نظري اثناء قراءة دستور جمهورية جنوب افريقيا ليس فقط ان الدستور اعترف باحدي عشرة لغة ونصا:
اللغات الرسمية لجمهورية جنوب افريقيا هي: سيبيدي، وسيسوثو، وسيتسوانا، وسيسواتي، وتشيفيندا، وإكسيتسونجا، وأفريكاناس، والإنجليزية، ونديبيلي، وإكسهوزا، وإيزيزولو..
(حول العالم، تمتلك 178 دولة لغة رسمية واحدة على الأقل، و101 دولة منها تعترف بأكثر من لغة.)حسب ويكبيديا
وواصل الدستور قوله :
يجوز للحكومة الوطنية وحكومات الأقاليم استخدام أية لغة رسمية لأغراض الحكم، على أن تضع في الاعتبار، العادات المرعية والنواحي العملية والنفقات والظروف الإقليمية والموازنة بين احتياجات وأولويات الشعب ككل أو في الإقليم المعني؛ في حين تستخدم الحكومة الوطنية وحكومات الأقاليم لغتين رسميتين على الأقل..
وامتد الدستور ليشمل توفير وتعزيز الظروف المناسبة لاستخدام وتطوير لغة الاشارة…
ولكن ما يلفت النظر هو بند الدستور في تعزيز وضمان احترام كل اللغات الشائع استخدامها من جانب الجماعات في جنوب إفريقيا، بما في ذلك الألمانية واليونانية والجوجاراتية والهندية والبرتغالية والتاميلي والتليجو والأوردية؛
و…
العربية والعبرية والسنسكريتية وغيرها من اللغات المستخدمة لأغراض دينية في جنوب أفريقيا..
قلت فلربما هنالك مجاملات مرتبطة بمصالح اقتصادية استدعت تقدير العربية والعبرية وغيرهم فماذا عن تلك السنسكريتية؟ وما المصلحة التي تكمن في تضمينها علي مستوي ذلك الدستور العظيم الذي جاء كنتاج لنضالات مريرة وطويلة، استعنت بموقع في قوقل خاص بحساب المسافات فوجدت المسافة بين جنوب افريقيا والهند من حيث اتت تلك اللغة فوجدتها7.872,66 كلم وهي الان في موطنها مجرد لغة طقوسية وليس من فائدة تجنيها جنوب افريقيا من ذلك التقدير لها سوي احترام التنوع والنزاهة الانسانية….
قارنوا بين ما يفعلون وما نفعل…وقبلها..
*كونوا بخير*
*علي الزين*
*21/اكتوبر/2016م*
