خطاب رئيس الجبهة الوطنية العريضة امام تظاهرة السودانيين ببروكسل مقر الاتحاد الاروبى فى يوم السبت الثانى من مارس٢٠١٩

بِسْم الله الرحمن الرحيم

احيى الإخوة المناضلين الذين قدموا من بلاد اروبية عدة ليلتقوا ويتظاهروا امام الاتحاد الاروبى لينقلوا لهم وللعالم اجمع عن ثورة الشعب السودانى الذى خرج  وصمد حتى الان لمدة سبعين يوما وقد توحدت رواه واستقر هدفه على امر واحد أوحد وحيد وهو تسقط بس.
ان شعبنا قد صمم على مواصلة الثورة حتى إسقاط النظام وانه لا يكتفى برحيل رئيس النظام بل يتعداه الى إسقاط كل المؤسسات التى أنشأها النظام وسخرها لحمايته والدفاع عن وجوده و بقائه  وافسد عبرها الدولة لتصبح مؤسساتها كلها جزءا من نظام الحكم الفاسد المفسد الضال المضل القاهر الظالم المستبد.
ان ثورة الشعب وهى تطالب باسقاط النظام وتصفيته لا يمكن ان تجلس مع النظام متجاورة.  فاسقاط النظام والتحاور معه خطان متوازيان لا يلتقيان. و كل من يسعى او يفكر مجرد تفكير فى التحاور مع النظام او الاستجابة الى دعواه الضالة للحوار فانما يكون خارجا عن الثورة عدوا لها و ان تدثر بردائها.
و الثورة تدعو الى محاسبة ومحاكمة كل من ارتكب جرما فى حق المواطن او الوطن وهى فى هذا لا تطبق قوانين النظام التى تحمى الفساد وتسبغ على المجرمين حصانات بل تطبق قوانين الثورة وهى قوانين عادلة لا تظلم احدا قمنا بإعدادها و نشرها و مناقشتها مع الكافة.
إذن قامت الثورة على مباديء ثابتة ثلاثة هى إسقاط النظام و عدم التحاور معه  ومحاسبة ومحاكمه كل رموزه و من تعاون معه.
انها الثورة الأشمل والاعم فى تاريخ السودان اذ انها بدأت فى الأقاليم ولحقت بها العاصمة القومية وانضمت اليها كل المدن وكل فئات الشعب ويقودها بجدارة شباب وشابات الوطن فى شجاعة  واقتدار و تقودها المرأة السودانية الحرة الابية مما ابهر كل الشعب وكل العالم فانتزعت بذلك كل حقوقها كرائدة من رواد التغيير السياسي والاجتماعي.
اننا نحي الشباب والشابات و نحيي المرأة السودانية.
أيها المناضلون:
لقد ادان الاتحاد الاروبى ممارسات النظام فى قتل الشباب واعتقال المتظاهرين وتعذيب المعتقلين وبعضهم حتى الموت وفعلت ذلك ايضا دول التريكا وبعض الدول الاخرى.
اننا نرحب بكل ذلك ونطلب مواقف أكثر قوة وإدانات أكثر بُعدا والامتناع عن تقديم اي دعم او عون او تعاون لنظام القهر فى السودان.
لقد أعلن النظام حالة الطوارىء بالمخالفة للدستور كداَبه دوما بهدف اجهاض الثورة واصدر أوامر طوارىء بسجن  المتظاهرين مدة قد تصل الى عشر سنوات كما عين كل الولاة من العسكر  والامن وجميعهم من الحركة الاسلاموية الكيزانية وعين وزير الدفاع عضو الحركة الاسلاموية نائبا اول لرئيس الجمهورية وعين احد قادة الحركة الاسلاموية الكيزانية رئيسا للوزراء بمعنى اخر لقد تصدر الإرهابيين الإسلامويين لقياده الدولة. وأصدرت قيادة الجيش التابعة للنظام أمرا بتفعيل الخدمة الالزامية جبرا حتى يكون شباب الثورة هدفا عسكريا للمطاردة ، كل ذلك فى محاولة يائسة فاشلة لتحجيم الثورة  ولكن هيهات هيهات.
لقد خرج المارد الجبار من القمقم ولن يعود وانطلقت الثورة ولن تتوقف وسيتحدى شعبنا الطوارىء ولا يرهبه اعتقال او قتل او تعذيب.
هذا شباب نفاخر بهم الامم  شجاعة وقوة ووطنية و إبداعا. وستطارد الثورة النظام حتى مصرعه ولن يستكين شبابنا حتى قيام الحكم المدني الديمقراطي التعددي وسيادة حكم القانون وتنظيف مجتمعنا من الفاسدين والشموليين.
وعلى الاتحاد الاروبي والعالم اجمع ان يحي ثورتنا الباسلة فالسودان عزيز بشعبه غنى بثرواته يحفظ الجميل لمن يقف معه ولا ينسى من يسىء اليه. وسليتزم بتطبيق ميثاق الدفاع عن الديمقراطية كاملا وهو الذى يحدد علاقاتنا مع الاخرين. وقد اجمع شعبنا كله على ذلك الميثاق ووقع عليه فى١٧/١١/١٩٨٥ بما فيهم القوات المسلحة ولم يتخلف غير من قاموا بالانقلاب المشئوم فى ٣٠/٦/١٩٨٩  وينص الميثاق على ان من يقف مع الانقلاب عدو للشعب وان شعبنا لا يلتزم باى اتفاق او دين يبرم مع النظام الانقلابي وقد أودع الميثاق لدى الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الافريقية وقتها والامم المتحدة ومنظمة العالم الإسلامى عند التوقيع عليه.
التحية لكل ابطال بلادى المجتمعين الان فى بروكسل و هم يهتفون للثورة السودانية.
عاش شعبنا و عاش شبابنا و شاباتنا وانها لثورة حتى النصر

على محمود حسنين
رئيس الجبهة الوطنية العريضة
السبت ٢/٣/٢٠١٩