وثيقة الوطني الوطنيه …
تمخض حوار الوطني مع حلفائه عن وثيقه ، اسموها (الوطنيه) وسنحاول بقدر المستطاع ان نسبر أغوار هذه الوثيقه بشئ من الدراسة ، وان كانت غير وافيه ، وأنما سنمر عليها مرور الكرام بغرض تنوير الذين لم يطلعوا عليها ، او الذين لم يلتفتوا اساسا لها ، او الذين يعلمون ماوراء الأكمه ، وما يجوس في نفوس أهل الوطني من دس ، وتحوير وتطويع ، لا يخلو من مكر ودهاء ، والتفاف علي كل ما يأتون به من اتفاقيات ومعاهدات وهذه طريقتهم التي لم يحيدوا عنها منذ بداية عهدهم الرهيب ، العجيب .
أولا : نزف التهنئة لكل جماهير شعبنا الكريم ، التي انتظرت لعامين ونيف ما بدأ كتوصيات قيل عنها ، ثم مخرجات افرزت اخيرا، الوثيقه التي جاءت مفاجئة للكثيرين وسنبدأ بما نصت عليه وهي كالاتي :
اولا .. رئيس وزراء وهذه صودق عليها بعد شد وجذب ، يعينه الرئيس ويعفيه ، وهذه أولي الضربات التي وجهت للحوار المزعوم وهي تكريس لحكم الفرد ، وتعضيدا لتمكنه من ناصية الامساك بالأمور بحيث لا تحدث اي تغيير او مساس بسلطاته المطلقه أي تعيين بالمزاج الخاص ، واعفاء بالمزاج نفسه ، ورئيس الوزراء في هذا المقام لا فرق بينه وبين مراسلة المكتب ولانزيد.
ثانيا.. الوزارات لا تفاوض حولها وهي معروفه والقصد تقييد حركة المشاركين وحصرهم في وظائف وتعيينات صورية ، وتشريفية لا يملك المشاركون من خلالها الا الظهور كتمامة الجرتق مثل احزاب الفكه وجماعة سبعه زايد سبعه .
ثالثا .. ابقاء الامر لما كان عليه قبل الحوار بالنسبة لجهاز الأمن والمخابرات كجهاز مسيطر علي كل انشطة الدوله ، وتفوق مقدراته واختصاصاته القوات المسلحه ، والقضاء ، والاجهزة العدليه ، وتوسيع ادواته الرقابيه بلا كابح دستوري ، او قانوني ، او رقابي ليتمدد بعد الحوار كجسم اخطبوطي تحيطأ اذرعه بكل مكونات الدولة .
رابعا .. ادماج المليشيات بكل مكوناتها في القوات المسلحه ، وجهاز الأمن تقنينا لأنشطتها الإجراميه ومهامها في الاباده ، والقتل ، والتصفيه اضعافا للجيش والشرطه وتقوية لها لمواجهة الاحتجاجات الشعبيه المرتقبه ، والتحركات المتزايده وسط قطاعات الطلاب، والمدنيين والفئويين ، لاخمادها بالقوة المفرطه والارهاب .
خامسا .. إيهام المجتمع الدولي بان النظام يتبع خطا اصلاحيا ويهئي لاقامة دولة راشده ، وانهاء سياسات الاقصاء وهذا التفكير القاصر سيقود لعكس ما يرمي اليه النظام بازدياد عزلته الدوليه واتساع المقاومة الوطنيه الشعبيه .
ذكرنا هذه الملاحظات كأهم ما تركز عليه قوي النظام ومناصريها ، وكل ماجاء في هذه الوثيقه يهدف لتمديد عمر الانقاذ وابقاءالامور الي ما كانت عليه ولنتمعن التوصيات والمخرجات والوثيقه لنخرج ونستخلص ما لا يمكن تحقيقه ، الا علي المزيد من جماجم الضحايا .
وتدمير ما تبقي من الوطن…
Ghalib Tayfour