الأحد , مايو 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / (الكيماوي ).. والخارجية..!

(الكيماوي ).. والخارجية..!
عثمان شبونة
* لا نستطيع القطع بشيء في الشؤون التي تتطلب قدراً كبيراً من المصداقية؛ وبدلائل حاسمة تخرِس الألسن.. وأن يفاجئنا الحزب الحاكم في السودان "يوماً ما" بقدر من المصداقية المثبتة بالأدلة على الأرض؛ فذلك أشبه بالعجائب.. هذه النتيجة ليست افتراء بل واقع معلوم؛ إذا رجعنا لأحداث يسهل تعدادها (على مسؤوليتي)؛ وكيف وقف الحزب الحاكم بالمرصاد ضد التحقيق حولها..! هل تذكرون قضية الإغتصاب في منطقة (تابت) على سبيل المثال لا الحصر؟! وهل نالت السلطات صك البراءة بمنعها للجان التقصي من دخول المنطقة؟!
* يبدو الاعتماد على (النفي) في الكبائر والصغائر يترسخ كسياسة يمارسها حزب السلطة وهو يتأرجح فوق كراسي الدعة واللا مبالا

(الكيماوي ).. والخارجية..!

(الكيماوي ).. والخارجية..!
عثمان شبونة
* لا نستطيع القطع بشيء في الشؤون التي تتطلب قدراً كبيراً من المصداقية؛ وبدلائل حاسمة تخرِس الألسن.. وأن يفاجئنا الحزب الحاكم في السودان يوماً مابقدر من المصداقية المثبتة بالأدلة على الأرض؛ فذلك أشبه بالعجائب.. هذه النتيجة ليست افتراء بل واقع معلوم؛ إذا رجعنا لأحداث يسهل تعدادها (على مسؤوليتي)؛ وكيف وقف الحزب الحاكم بالمرصاد ضد التحقيق حولها..! هل تذكرون قضية الإغتصاب في منطقة (تابت) على سبيل المثال لا الحصر؟! وهل نالت السلطات صك البراءة بمنعها للجان التقصي من دخول المنطقة؟!
* يبدو الاعتماد على (النفي) في الكبائر والصغائر يترسخ كسياسة يمارسها حزب السلطة وهو يتأرجح فوق كراسي الدعة واللا مبالا ة؛ يمارسها دون حسبان لعواقبها..أقول قولي ولا أدعوه (للتحسُّب) مطلقاً؛ لأن دعوة كهذه لا تليق بمن يعارضه ويسعى لزواله..! بل نتطلع بأن يتجرع الحزب كؤوس العذاب بقدر ما عذّب شعبنا الصابر في كافة الأصعدة.. سواء عذبه (باسمه الوطني) أو باسمه الآخر (الحركة المتأسلمة)..!
* المقدمة السالفة لا تفترض شيئاً جديداً بخصوص إتهام موجه للحكومة السودانية باستخدام أسلحة محرمة دولياً في دارفور؛ كما تناقلت وسائل الأنباء.. وليس من الكياسة تأكيد أو نفي ذلك من قبل (كاتب السطور) بناء على أية جهة..! لكن أي كاتب أو صحفي أو محلل سياسي أمينسيتوقف بارتياب تجاه وزارة الخارجية السودانية؛ في تصريح نشرته (الجريدة).. التصريح حمل انتقاداً للحكومة الفرنسية عقب دعوتها لإجراء تحقيق حول استخدام الحكومة السودانية لأسلحة كيميائية في دارفور.. والدعوة للتحقيق ليست محاكمة؛ ولا هي إدانة؛ إذا كانت وزارة الخارجية السودانية تقرأ بموضوعية وبعيداً عن (التفكير الارتعاشي!).. فقد طالعنا خفة الوزارة في التصويب ناحية باريس؛ بأسلوب يفتقر إلى (الدبلومسية والحنكة) معاً.. فالتصريحات المضادة لا تقطع الشك باليقين..!!
* زادت الوزارة على اللهجة الانتقادية؛ بتأكيد التزام الحكومة السودانية بالمعاهدة الدولية الخاصة بحظر استخدام الأسلحة الكيميائية.
* حسناً.. ها قد علِمنا بالتزام السلطة الانقلابية في الخرطوم بالمعاهدات الدولية.. وكذلك علِمنا ــ حسب الخارجية ــ أن إتهام السودان ــ بالكيماوي ــ مجرد إدعاء ولا يحتاج إلى تحقيق أو حشد دولي… (هكذا بكل قوة عين)..!
* وبعد هذه اللغة الجامحة بالبراءة؛ كان المتوقع أن تأتي المبادرة من الجماعة الحاكمة لبلادنا؛ لنقرأ في الأخبار الصيغة التالية أو ما يماثلها: (الخارجية السودانية تدعو للتحقيق في مزاعم فرنسا بشأن الاسلحة الكيماوية)..! فلا شيء يخرس الألسن أكثر من التحقيقات النزيهة؛ إذا كان حكام الخرطوم يثقون بأن جانبهم آمن..!!
* النفي السريع من وزارة الخارجية بعدم استخدام كيماويفي دارفور من قِبل الحكومة السودانية؛ لا يساوي أكثر من حبر على ورق؛ إذا لم يكن مشفوعاً بتحقيق جاد.. فالإتهامات بلا استقصاء ميداني سينساها العالم (بتسارع الأحداث) ونسيانها ليس من مصلحة السودان شعباُ.. و.. حكومة..! (باعتبار أن الحكومة تسعى لعكس صورة غير مشوهة عن السودان ــ حسب وزير الإعلام؛ الناطق الرسمي)..! وفتح المجال أمام المحقِقين لن يشوّه الصورة بالتأكيد..!
* السؤال لحكام البلاد: لماذا هذه الحساسية العالية؛ لمجرد الدعوة إلى فتح تحقيق..؟! وإذا لم يكن التحقيق ضرورة قصوى في شأن الإتهام (الخطير) ففيم يكون؟!.. دعوهم يحققوا بشفافية.. ثم أفضحوهم (إذا كنتم صادقين).. فالنفي ــ بدون تحقيق ــ مجرد هِبَاب؛ ولغة مزعجة تستجدي الفراغ..!
أعوذ بالله
ـــــــــــ
الجريدة

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.