الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / حزب المؤتمر السوداني / عقلية المركز والجفلن خلهن!

عقلية المركز والجفلن خلهن!

عقلية المركز والجفلن خلهن!
لعناية ياسر محجوب الحسين

في مقال للكاتب الصحفي الدكتور ياسر محجوب الحسين بجريدة الشرق القطرية وهي لسان حال الجماعة الإسلامية المعروفة . والدكتور ياسر هو رئيس تحرير جريدة الرائد السابق الناطقة بأسم المؤتمر الوطني الحاكم بأمر الله في السودان كما يعتقد أعضاء المؤتمر الوطني. ثم انتقل بعدها إلى جريدة الانتباهة الناطقة باسم خزعبلات الخال الرئاسي الطيب مصطفى وغلوتيات واحاجي اسحق أحمد فضل الله ،لام الأستاذ ياسر في مقاله هذا دعم جورج كلوني للانفصال الجنوب كما لامه على ذرفه الدمع السخين لما يدور في جنوب السودان ، كما حمل الحركة الشعبية، مسئولية الانفصال كاملة بقوله إن العقلية التي أدارت بها الحركة الشعبية علاقاتها مع الشمال هي التي ادت الذي الواقع الأليم، بتحريض أمريكي ودعم اسرائيل.
هكذا اختزل الصحفي ياسر محجوب مشكلة الجنوب السوداني المعروفة باسم أطول حرب أهلية في أفريقيا.
قال في مقاله أن كلوني، ذكر أنه يستطيع القول أن النخب الجنوبية فاسدة بأدلة لا يمكن دحضها. هل ما ذكره كلوني هنا له علاقه بانفصال جنوب السودان عن الوطن الأم. أم أنها أخطاء ما بعد الانفصال والتي وقع فيها البلد الام نفسه قبل أن ينفصل جنوبه الذي انفصل ومعه أمراض الوطن الأم.
لقد استقل السودان وكان هنالك إرهاصات دولة الا ان فساد النخب فيه والانقلابات العسكرية ضيعت هذه الدولة رويدا رويدا منذ تاريخ استقلاله، وإذا تحدثنا عن الفساد المالي والإداري فقط يمكن الرجوع للتقرير السنوي للمراجع العام لجمهورية السودان. ان الحرب العرقية والدينية التي شنت منذ الخمسينات وارتكبت فظائع فيها في حق المدنيين الجنوبيين لا تقارن بالفظائع التي ارتكبها الجنوبيين ضد مدنيين في الشمال أثناء فترة الحرب فلا يوجد فرد من الشعب في شمال السودان المسيطر على مفاصل الدولة منذ الاستقلال، سمي نازح أو لاجي، إن كلمة(عبد)الجارحة للكرامة الانسانية التي ينادي بها البعض من الشماليين الجنوبيين وما زال البعض ينادي بها سودانيين في المناطق التي تدور بها الحرب حالياً هذه الكلمة لم يرددها الأمريكان ولا الإسرائيلييين بالخرطوم، كما أنه لم تضطر النساء الشماليات بسبب الحرب إلى العمل كخادمات في المنازل.
من قبل سبق وأن كان السودان يعتبر تحت الإدارة الرسمية لمصر واستقل عنها. فهل كان هذا الاستقلال بتحريض من إسرائيل وأمريكا. ان ما حدث من تمييز للجنوبين يكفي أن يطالبوا باستقلالهم كما طالبنا نحن من قبل بالاستقلال عن مصر خوف من أن نكون شعب من الدرجة الثانية أو تلازمنا عبارة شعب من البوابيين التي تقال لنا من بعض المصريين، وعلى الرغم من علم الأستاذ ياسر أن الدولة المصرية مقارنة بالسودان الحالي تعتبر دولة مؤسسات وتفوق البلد الذي استقل عنها في التنمية وفي الناتج المحلي الإجمالي للفرد. لكن إذا قال أحد الكتاب المصريين أن النخب الحاكمة في السودان غرقت في الفساد ولم تقم بالتنمية والعدالة الاجتماعية المطلوبة، وقد يكون معه حق في ذلك إلا أننا لن نرضى منه بهذا الكلام ، أو يقول كاتب آخر أن السبب هو حزب الأمة الذي كان يرفض الوحدة مع مصر وحرض السودانيين على الاستقلال والانفصال عن مصر في واظنه نجح في ذلك كما نجحت الحركة الشعبية في إقناع مواطني جنوب السودان بالتصويت للانفصال لكنا وصفنا هذا الكتاب بالهراء. برغم أن المصريين لم ينزعوا جنسية سوداني لديه جنسية مصرية وكانت المدارس والجامعات مفتوحة للسودانيين بتسهيل من الدولة في مصر ووقعوا معنا اتفاقية للحريات الأربعة، إلا أنهم ما زالوا يحتلون أراضي سودانية الان لم نستطيع بعد ضمها أو المطالبة بها واستعادتها لأراضي ما تبقى من سودان، وذلك بسبب انشغال دولتنا باخضاع وقهر كل من يرفض سياساتها الفاشلة في إدارة البلاد والتدني والفشل في إدارة الدولة والتدني الحاصل في جميع مناحي الحياة بها حالياً سواء كان هذا الرفض أو عدم الخضوع لها لفشلها هذا سوى بالطرق السلمية أو بالتمرد عليها برفع السلاح.بسبب الاحساس بالظلم. كما أن دولتنا ، سبق وأن نزعت  جنسيات إخوتنا الجنوبيين والغت اتفاقية الحريات الأربعة الموقعة معهم.
ختم الأستاذ ياسر مقاله قائلاً :

(إن الأمر الذي جعل انفصال جنوب السودان واقعًا أليمًا في الشمال والجنوب؛ تلك العقلية التي أدارت بها الحركة الشعبية علاقاتها مع الشمال بتحريض أمريكي قبل وبعد الانفصال، إذ كان واضحًا منذ البداية أن الحركة تريد اختطاف السودان بمكوناته الثقافية في إطار ما تسميه بمشروع السودان الجديد، وعندما استحال الأمر انكفأت على نفسها واتخذت من الانفصال طريقا باتجاه واحد، ووجد طريق الانفصال دعما كبيرا غير محدود من الولايات المتحدة وإسرائيل.)
لا نريد التحدث عن التعدد الثقافي في السودان فهو حقيقة لا يمكن إنكارها. لكن من هو الذي يريد فرض ثقافة واحدة ويريد تطبيق شريعة جديدة غير المدغمسة.
هل المطالبة بإعادة هيكلة الدولة السودانية من أجل قسمة عادلة في الثروة والسلطة التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني وعقلية المركز  تحتاج لأن تدعمها أمريكا أو أسرائيل. ام ان المسيطر هو من لا يريد التنازل عن هذه السيطرة. من الواضح جدا أن الخيار الثاني هو الأرجح بدليل الحملات العسكرية الصيفية. والصرف عليها سنويا بما يعادل تسعين بالمائة من ميزانية الدولة بعد الوعد للشعب المغلوب على أمره انه سيكون الصيف الأخير لسحق المتمردين بحسب قولهم . ان أن عقلية اكسحوا امسحوا قشوا ما تجيبوا حي هي الخطر وهي العامل الرئيسي و الحقيقي وراء الانفصال وهي ما نواجه الان وليس أمريكا وإسرائيل وجورج كلوني. فقد جاء انقلاب الجبهة الإسلامية وألغى اتفاقية السلام المعروفة باتفاقية الميرغني قرنق.
كان نتاج الانقلاب أن أعلنت الجبهة الإسلامية من وراء حجاب الجهاد وحربها المقدسة من أجل فرض ايدلوجيتها على كل من يخالفها واستنفرت مجاهدين وجندت البعض قسريا واسست مليشيات،مع العلم ان اتفاقية الميرغني قرنق  لم يكن في بنودها بند واحد للانفصال أو تقرير مصير فالمصطلحين يأتيان نتيجة محاولات إخضاع الشعوب بالقوة وهو ما يحدث الآن في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق، لذلك اقرع الواقفات الجفلن خلهن.

سامح الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

تحالف الصّمت مع الرُّصاص و قنابل الغاز !!

Share this on WhatsApp============= عمر الدقير في سياق التبرير لتوقيع اتفاق ٢١ نوفمبر، كان الزعم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.