الخميس , مايو 9 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ود قلبا.. خاشوقجي السودان !!

ود قلبا.. خاشوقجي السودان !!

سيف الدولة حمدنالله عبدالقادر

On 14 أكتوبر، 2018

بحلول اليوم الثاني من الشهر القادم يكون الشاب هشام محمد علي المُلقّب ب “ود قلبا” قد أمضى عاماً كاملاً وراء القضبان ما بين زنازين السعودية والسودان دون أن يكون قد إرتكب أيّ جريمة أو حتى مُخالفة مرور، ولا شيء يختلف بين حالة “ودقلبا” وما جرى للصحفي السعودي جمال خاشوقجي سوى أن الأول قد عُرِف مكان وجوده وكُشِفت ظروف إختفائه، فقد إتضح أن سلطات الأمن السعودية قامت بإقتحام منزله بمدينة جدة وألقت القبض عليه أمام أفراد أسرته، ثم استضافته في سجونها لنحو ثمانية أشهر قبل أن يتم تسليمه يداً بيد لضابط أمن سوداني إصطحبه على الرحلة رقم 203 التابعة لشركة “تاركو” للطيران إلى مباني جهاز الأمن الوطني بالخرطوم حيث لا يزال حتى اليوم رهن الإعتقال.

كذلك، من حيث طبيعة الموضوع، لا شيئ يختلف بين القضيتين سوى جانب الإثارة التي صاحبت قضية جمال خاشوقجي لكونه شخص صاحب شهرة عالمية وله عمود راتب في كبرى الصحف الأمريكية، كما أنه يظهر في اليوم الواحد على أكثر من قناة فضائية حول العالم، فأصل الموضوع واحد، ذلك أن مواطننا السوداني “ود قلبا” هو الآخر كان قد إختفى في مكان مجهول بالسعودية وسُلِب حريته وقُطِع رزقه بسبب تدوينه لآرائه فيما يجري من ظلم وفساد في وطنه السودان وليس أيِّ مكان آخر، فالنفس هي النفس والحق في الحياة والحرية هي نفسها، سواء كان صاحبها صاحب مال وشهرة مثل أو تعود لشخص مغمور، ولا فرق بين إختفاء شخص عن مسرح الحياة في جهة معلومة أو مجهولة لمجرد إبدائه لرأيه في الشأن العام إذا كان ذلك قد تم قسراً وبالمخالفة للقانون وحقوق الإنسان الطبيعية.

كما أنه لا شيء أقسى من إزهاق الروح الآدمية غير تعذيب جسد صاحبها وهو على قيد الحياة، وقد إستمعت على شريط فيلم توثيقي قصير ببرنامج “ناشيونال جيوغرافيك” لأحد محكومي الإعدام في أمريكا وهو يقول أنه لا يخشى تنفيذ الإعدام بقدر خشيته مما يعانيه من عذاب في إنتظار تنفيذه.

وإذا كان للعالم أسبابه في أن يهتم بقضية خاشوقجي بخلاف ما يفعل مع قضية مواطننا “ود قلبا”، فلماذا لا تحظى قضيته بالإهتمام الكافي وسط أبناء جلدته داخل الوطن وكأنه محبوس في قضية نفقة !! وبحسب ما ورد بلسان أسرته، فقد ظل “ود قلبا” يتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي منذ دخوله المعتقل بمباني جهاز الأمن، كما أنه مُنِع من مقابلة محاميه، ولم يُقدّم حتى اليوم لمحاكمة أو تُوجّه إليه تهمة مُحدّدة.

أثناء فترة وجود “ود قلبا” في مُعتقلات الأمن تزامل معه بالزنازين عدد من الذين جرى إعتقالهم في قضايا الفساد المالي، وهي قضايا ثابتة ومشهودة، سطى أصحابها على أموال الشعب بأرقام لا تخطُر على البال وبالعملة الحرة، ثم خرج هؤلاء واحداً تلو الآخر كما يخرج الأبطال، وإحتفى بهم ذووهم وعارفي فضلهم لالهتاف والزغاريد بنحر الثيران ونصب الخيم وإطلاق الرصاص في الهواء (هل رأيت مقاطع الفيديو التي تحكي هذه المشاهد !!) فيما لا يزال “ود قلبا” بالمعتقل.

هناك جهد مُقدّر يقوم به نشطاء من أجل إطلاق سراح “ود قلبا”، ولكن الواجب أن يعطي الشعب قضيةهذا البطل  وكل المعتقلين السياسيين الآخرين غاية الإهتمام، ذلك أن هؤلاء دفعوا ثمن وجودهم في السجون والمُعتقلات بسبب أنهم كانوا يُنادون للشعب بالحرية ويفضحون جرائم الفساد، ولا يليق أن نجعل مهمة المطالبة بإطلاق سراحهم على عاتق ذوي أرحامهم وأصدقائهم الشخصيين.

هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات السعودية بتسليم شباب سودانيين وترحيلهم إلى الخرطوم بناء على طلب جهاز الأمن والمخابرات السوداني،  فقد جرى تسليم كلٍ من علاء الدفينة والقاسم محمد سيد أحمد علاء الدفينة والقاسم والوليد إمام حسن طه في العام 2012، وتم ترحيلهم إلى الخرطوم بعد 6 أشهر من الاعتقال، ثم إستمر حبسهم لشهور بعد ذلك في زنازين الأمن السوداني. وفي 23 يوليو 2015، قامت السلطات السعودية بإعتقال وليد الحسين المؤسس والمدير الفني لصحيفة “الراكوبة” وأمضى نحو ثمانية أشهر بسجون السعودية، ومن حظ وليد الحسين أن قام ناشطون بتحريك منظمات حقوقية دولية  بما أسفر عن تسفيره وعائلته إلى جهة ثالثة.

جمال خاشوقجي، سلّمه الله، يقف وراءه كل العالم لضمان سلامته، أو القصاص له إذا ثبت أن مكروهاً قد أصابه، ولا يحتاج لمعونتنا وليس لدينا ما نُسهِم به قضيته. أما “ود قلبا” وإخوانه من المعتقلين السودانيين هم الذين يحتاجون إلينا، فهيا بنا نرفع أصواتنا للمطالبة لهم بالحرية.

saifuldawlah@hotmail.com

سيف الدولة حمدناالله….

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.