الموت القادم …
ولا يزال وزيري الصحة الاتحادي والولائي ، يقبعان في منصيبهما يسترقان السمع ، ويتلصصان مقمحان أيديهما الآثمة في جيوب المستنزفين من مرضي الوطن ، كأنهم ملائكة يحملون الرحمة للاغنياء ويقبرون الضعفاء بمعاول الموت السريع ، مآسي تتبعها مآسي ، والألم تصاحبه مواجع ، وهؤلاء الوزراء السفاحين ، يشاهدون ما يحدث من قصورهم العالية ، والوباء والبلاء يجتث المواطنين المغلوبين علي امرهم ، ولا يملكون الوقاية والحماية ، لدرجة تبقي فيها شراء قوارير المياه المعلبة عبئا يضاف علي اعباءهم التي تقف شاهرة سلاحها في وجوهم لإجتناب البكتريا التي ضربت مياه النيل ، ودخول المستشفيات الشامخة التي شيدها (مامون حميدة) وامثاله من المنتفعين التي امست خطا” احمرا للمواطنين ، فامكانياته المادية تمنعهم من الوقوف علي أبوابها الا الموالين والمتأسلمين ، والسارقين العاملين مع هذا النظام هم روادها ، وهم في قصورهم يراقبون كان الأمر الذي يدور في كوكب آخر لا يعنيهم .
ولاعزاء يضمد الجراح يا شعب .
ولا دعوات تخفف أنينك يا وطن .
وينطوي الغطاء الأبيض في كل ساعة لنشهد رحيل أحد ابناء الوطن ، متأثرا” بهذا البلاء والوباء ، تلازمه الاخطاء الطبية الذي امست منهجا ، أو الأهمال التنظيمي ، بسبب النقص الحاد للكوادر صاحبة الخبرة والمعرفة ، والدراية ، أو العناية والرعاية التي يدفع المواطن ضريبتها خالصة من جهده وعرقه؛ تخلص منه في فواتير الكهرباء والمياه والنفايات وفي كل معاملة من معاملاته الحياتية ، فتدخل الخزينة ولا تخرج الا للفساد والمفاسدة ، فلا يبقي امام المواطن الا المسشفيات الحكومية التي يكون عنوانها هو : نقص في المعدات الطبية المهترئة ، التي عبث بها الزمن وعلاها الصدى ، أو التشخيص الخاطئ للاطباء الذين ارتادوا الجامعات بالنسب المادية وليست العلمية ، فجذور الكفاءة والخبرة قد اجتثت تحت وطاءة المال ، وارتحلت مع بواكير حكومة الاتعاس الوطني ، وقذفت بالكفاءات والخبرات الحقيقية في بحر الهجرة .
ما اغرب هذا النظام الذي احترنا ماذا نسميه !!! وماذا نطلق عليه ؟ لقد اسكتتنا جراءتهم ، وصمتهم علي ما يحدث من انحدار بيئي وخلقي ، وثقافي ،واجتماعي .
وتحججت الحكومة المآفونة بالمنتجات الزراعية ابمصرية ، فوجدت ان الامر بعيد عن المناطق المصابة !!
والغريب في الامر إيقاف الوارد الزراعي من دولة مصر سلة العالم تستورد من مصر منتجات زراعية !! ماذا تصدر السودان اذا ؟؟ .
ولكننا نري ان ظهور هذا المرض اتى مصاحبا لتشييد سد النهضة لماذا لم يظهر هذا المرض طيلة السنوات السابقات ؟ ولماذا يكون في النيل الازرق فقط ؟
ولماذا لم يتعدي منطقة سنار ؟
وهل الخرطوم نظيفة لدرجة تمنع انتشار المرض ؟
كل تلك الاسئلة توضح بان العمل في سد النهضة والمواد التي تستعمل في تشييده هي التي انتجت هذا المرض ، والحكومة تنزوي وتصمت ، حتي تحفظ حكومة الأحباش لها الود ، انواع الاسمنت المستعملة ومواد التشييد الذي يسحبها النيل الازرق ويتجرعها المواطن البسيط هي التي خلقت له الامراض ، لماذا صمتت الحكومة؟؟ ، ورفضت استصدار تصريح يثلج صدر المواطن سوي التنكر من وباء الكوليرا .
اذا هي ليست كوليرا لكنها مواد سامة ومخلفات ، وبقايا لمواد انشاء سد النهضة ، وسيتجرعها المواطن حتي يكتمل البناء ليموت في نهاية الامر عطشا” .
السودان في ظل هذا النظام سيكون مغمورا بين التقسم ، والتشرزم ،والضياع ، فإما حروب وإما تقسيم ، وإما عطش .
اللهم رحمتك ، وعفوك ….
Ghalib Tayfour