حول الاعتداء علي الأطباء في مستشفي امدرمان التعليمي

بيان
حول الاعتداء علي الأطباء في مستشفي امدرمان التعليمي                     
    بسم الله الرحمن الرحيم
تواترت الأنباء الأيام الماضية بالشجب والإدانة لحادث الاعتداء بالضرب على أطباء  مستشفي امدرمان إثر وفاة مريض حُمل مطعوناً بغرض إنقاذ حياته ولكن كانت الأقدار أكبر من طاقة الطاقم الطبي الذي أصبح يتحمل وزر الإخفاقات المتكررة في القطاع الصحي في مختلف المستشفيات الحكومية العامة. و ما كانت الحادثة المذكورة هي الأولى و لن تكن الأخيرة في ظل ظروف خدمية متردية و قصور حكومي متعمد و شح في الميزانيات المخصصة لإدارة شؤون  المواطنين و تقديم الخدمة الطبية التي تليق بكرامة الإنسان السوداني.
و ليس أدلّ علي هذا القصور و الغياب الواضح لمسؤولية الدولة ما رصُد من إحصاءات الوفيات  جراء الإسهالات التي ضربت البلاد بعد فصل الخريف الذي لم  تستقبله السلطات بأي احتياطات  وترتيبات وقائية فنتج عن ذلك إزهاق لأرواح المواطنين الأبرياء في النيل الأزرق و شرق البلاد دون تحمل لأي مسؤولية أخلاقية من قبل السلطات الصحية و الوقائية.
إن حكومة المؤتمر الوطني  جففت المستشفيات والخدمات الصحية  بما يزيد كل يوم من معاناة المواطنين  جراء سياستها التي لا تصب إلا في مصلحة بقاء السلطة و المنتفعين من انتهازيتها.
إن  تكرار ظواهر  غضب المواطنين واستياءهم من الخدمات التي تقدم لهم  لهو مؤشر خطير أدى للفوضى التي ضربت المؤسسات الصحية  العريقة التي تعتبر منفذاً  لتلقي العلاج و إضفاء الطمأنينة و السكينة على قلوب المرضي إلا أنها الآن  صارت بفعل الإنقاذ وسياستها مخيبة للآمال و غير قادرة علي الاستمرار في تقديم الخدمات المرجوة بفعل تجفيفها من مصادر التمويل والإيرادات التي تمكنها من متابعة أدائها المهني  و تحويل ميزانية الدولة لتهدر في فساد السلطة  وصرفها البذخي على أمنها وعلى من يواليها .
هذه الموسسات الصحية والتي بيعت أراضيها لمواقعها الاستراتيجية  لتقديم خدمات ( استثمارية مربحة)  في نيالا ومدني والخرطوم وابراهيم مالك وامدرمان وشرق النيل وكوستي  وغيرها من المستشفيات  واجه فيها الطبيبات والاطباء والعاملين في القطاع الصحي موجات من اعتداءات ذوي المرضى ومرافقيهم  دون وجه حق مما يعكس السلوك الهمجي غير المسنود  بإجراءات التقاضي القانوني المتعارف عليها عالمياً هو مظهر آخر من مظاهر تجليات الفشل الإنقاذي المتكرر في كل المرافق الخدمية بلا استثناء. فهولاء الأطباء هم أول من اعتدت عليهم السلطة بالاستغناء عنهم وإجبارهم على الهجرة وإرغامهم علي  العمل في ظروف غير ملائمة وبموارد  شحيحة  فطالبوا  مراراً و تكراراً بتحسين بيئة العمل حتى يتسنى لهم تقديم الخدمة المطلوبة  للمرضى ومرافقيهم إلا أن  ذلك لم يقابل إلا بالرفض والتجاهل والمخادعة  بل ذهبت السلطة إلى أكثر من ذلك في أن قللت فرص التدريب والابتعاث للأطباء والعاملين في الحقل الصحي وفي أغلب  الاحيان صار الأطباء يتكفلون  بتمويل تكلفة تدريبهم ليلحقوا برصفائهم في المهنة في كل  العالم.
إننا في تنسيقية الخريجين السودانيين  نترحم على كل ضحايا إهمال  السلطة ممن توفوا لعدم إمكانية إنقاذهم  ونحمل المسؤولية كاملة لسلطة المؤتمر الوطني التي أوصلت البلاد إلى هذا الدرك السحيق ونثمن دور الأطباء والعاملين في الحقل الصحي الذين يعملون في ظروف غير مؤاتية البتة ونطلب من كل أبناء الشعب السوداني التضامن والوقوف معهم في مطالبهم العادلة  من أجل تحسين بيئة العمل وتوفير معينات الخدمة  الأساسية وعلينا أن نطالب بحقوقنا كاملة غير منقوصة ممن نهبوا موارد شعبنا وأذاقوه مر العلقم. ولنعمل جميعنا لإزالتهم  وإسقاطهم  مع الحفاظ على ممتلكات الشعب وعدم التفريط فيها ومن ضمنها أطباء السودان المتميزين والمشهود لهم بالنجاح والتفاني من أجل راحة مرضاهم.
ندعم ونثمن مطالب الأطباء  العادلة من أجل واقع صحي أفضل لشعب السودان ونناشد كل العاملين في الحقل الصحي الوقوف موحدين حول تلك المطالب فهي مطالب الشعب السوداني الذي يستحق حياة أفضل و مستقبل واعد لأجياله القادمة.
تنسيقية الخريجين السودانيين
               26/9/2016