الثلاثاء , مايو 14 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *في ذكري وفاة العبقري الشهيد  فيليكس دارفور و التمرد ضد نظام بوير في هايتي*

*في ذكري وفاة العبقري الشهيد  فيليكس دارفور و التمرد ضد نظام بوير في هايتي*

بقلم آدم بابكر

يمر علينا اليوم ذكري اعتقال احد أهم أركان المعارضة الهايتية وواحد من أهم أعمدة البان افريكان متمثلة في شخصية (فيليكس دارفور) الذي اعتقل في يوم (٣٠ أغسطس من عام ١٨٢٢) بدعوي إثارة الفتنة و التخطيط لزحزحة نظام بوير في جزيرة هايتي

*من هو فيليكس دارفور*؟
فيليكس دارفور هو احد ابناء دارفور الذين تم خطفهم   من دارفور، و تم بيعه لرجل فرنسي مقيم مصر و يدعي فيليكس. و طبقا للاعراف والتقاليد السائدة في عالم تجارة الرّق في ذلك الحين، فانه اذا اشتري السيد عبدا، أعطاه اسم دولته،  و اسم السيد يصبح اسمه الثاني لذلك اطلق علي اخونا اسم (فليكس دارفور) واشتهر باسمه الجديد وظل يعرف بفليكس دارفور. 

و لما قرر مستر فيليكس العودة إلى فرنسا اخذ معه فيليكس دارفور الي فرنسا ، ونسبة لصغر سنه، قرر إرساله إلى المدرسة حيث اشتهر بالنبوغ وسط اقرانه، وأظهر تفوقا كبيرا في جميع مراحل دراسته المختلفة  حتي تخرج من الجامعة حاملا معه درجتين علميتين وهما الصحافة و الهندسة، وهنا يتضح شغف ابناء دارفور لدراسة الهندسه منذ ذلك الزمن ولا نعلم ما هو سر ارتباط دارسة العلوم الهندسية وابناء دارفور ، حيث لم يعمل فليكس في المجال الهندسي بل درسها كهواية، واتجه للعمل بالحقل الصحفي الذي برع فيه وذاع صيته وطبقت شهرته الافاق .

*الهجرة إلى هايتي*
عندما استلم جين بير بوير السلطة في عام ١٨١٨, قام بدعوى نخب البأن افريكان للهجرة الي هايتي و المساهمة بتطويرها. استجاب فيليكس دارفور للدعوة وهاجر من فرنسا مستحبا معه زوجته الفرنسية الي هايتي كان ذلك في عام ١٨١٨.
بعد وصوله إلى هايتي، قام الرئيس بوير و نائبه تو ساينت باستقباله والترحاب به في حفل رسمي  إقامته الحكومة الهايتية تكريما له وليس هذا فحسب، إنما تم تعويضه  نفقات سفره  من ميناء “لي هوفر” الفرنسية الي “بوت اي برينس” الهايتية.
في عام ١٨١٩م ، اي بعد مرور عاما واحد، تم منح فيليكس دارفور الجنسية الهايتية طبقا للمادة ٤٤ من الدستور الهايتي التي تسمح بمنح الجنسية الهايتية للأشخاص من ذوي  من الأصول الأفريقية أو الهندية (هنود الحمر) في حالة عيشهم في الجزيرة لمدة سنة واحدة.
في هايتي، لم يستغرق فيليكس دارفور وقتا طويلا في فرض نفسه داخل النخب الهايتية حيث قام بتأسيس أول صحيفة تصدر في هايتي بعنوان (L’eclaireur Haytien) و يعني  الاستطلاع و قد تم تغيير اسمه وصار يعرف ب (L’avertisseur Haytien )و يعني الانذار، و كانت تصدر مرتيين في الشهر و منذ الوهلة  الاولي كان نبرته الانتقادية واضحة للمواطنين و النخب السياسية، بحيث بداء في انتقاد نظام بوير التي حولت السلطة التنفيذية في أيدي (mulatto) أو الاشخاص المجنسين و يذكر بأن الرئيس بوير والده فرنسي و أمه أفريقية من غينيا.

اتهم فيليكس دارفور حكومة بوير بالعنصرية ضد البشرة الداكنة و بيع البلاد للفرنسيين الأمر الذي أزعج مجلس العموم وقام فيليكس دارفور بكتابة عريضة و قرأه  من داخل مجلس العموم الهايتي و قد تضمن العريضة التهم التي وجهها  فيليكس دارفور لحكومة بوير.

في ٣٠ أغسطس، ١٨٢٢م ، ذهب فيليكس دارفور،  الي مجلس العموم و قام بمخاطبة المجلس بخصوص اتهاماته ضد الرئيس بوير، و بعد معركة شرسة من داخل المجلس بخصوص العريضة، صوت الأغلبية لصالح فيليكس دارفور لمناقشة عريضته المقدمة لمجلس العموم بخصوص التميز العنصري من قبل حكومة بوير ضد السود علما بان مناقشة العريضة داخل المجلس سوف يسبب حرج بالغ و ربما يودي الي نتائج كارثية لحكومة بوير.  لذلك لم يعجب  الامر حكومة بوير وقرر  علي جناح السرعة اعتقال  فيليكس دارفور من داخل مجلس العموم بواسطة كابتن (بونايو) مساعد الرئيس بوير الخاص وتم توجيه العديد من التهم ضد فليكس  دارفور و كان ابرزها؛
١- *إثارة الفتنة*
٢- *التخطيط للانقلاب*
٣- *و إثارة العنف*
و علي الرغم بأن فيليكس دارفور يعد واحدا  من أهم النخب في البلاد، الا أن الرئيس بوير رفض أن يطلق سراحه حتي بعد الوساطات من قبل أعضاء مجلس العموم، وفي يوم الثاني من شهر سبتمبر من سنة ١٨٢٢م, تم تقديم فيليكس دارفور لمحكمة عسكرية علي الرغم من أنه ليس عسكرياً و حكم عليه بالاعدام و تم قتله رميا بالرصاص في ثكنة عسكرية.

*تبعيات الجريمة*:
بعد إعدام فليكس دارفور أقام حكومة نوير حملة اعتقالات واسعة شملت كل الكثيرين من اعضاء مجلس العموم المتعاطفين مع فليكس دارفور  والزج بهم في السجون و كان منهم علي سبيل المثال ؛
‏Laborse, Beranger, Saint Martin and Saint Laurant، و ايضا تم اعتقال و سجن عدد من القضاة و المحامين و الصحافيين بالإضافة إلى ذلك تم إجبار عدد إثنين من أعضاء مجلس الشيوخ للاستقالة لانهم أيدوا العريضة التي قدمها فليكس  دارفور، و ايضا خسر الرئيس بوير الكثير من المؤيدين في امريكا و امريكا اللاتينية. بعد ذلك استحكم الرئيس بوير علي زمام  السلطة و اصبح ديكتاتورا قويا حتي تم إجباره علي التنحي و السفر الي جاميكا في ١٨٤٣م بعد انتفاضة شعبية عارمة.

هذه باختصار قصة العبقري الدارفوري فليكس دارفور  الذي أصبح أول شهيدا للحرية والدفاع عن قضايا حقوق الانسان  في هايتي، انه من سليل هولاء العظماء من  البشر الذين اينما ما حلوا يتركون بصامات و اضحة كالشمس تستدل بهم الشعوب لبناء أوطانها، وتستمد منها الاديان فلسفتها  في حالة امنا (القديسة الدارفورية  بخيتة) التي أصبحت أولي قديسة سوداء تتغني بها الشعوب لرفع الروح المعنوية لمواطنيها.

هولاء القمم من سليل دارفور قاموا بجمع افارقة أوروبا مع الوطن الأم و افارقة امريكا، وعلي رأسهم ذلك الفتي الأبنوسي (محمد دوسه)  سليل السلطان دوسه، الذي أسس أول صحيفة تجمع البان افريكا  ما بين اروبا و  امريكا.
*يجب علينا استصحاب سيرة هولاء العظماء و المحافظة علي ما خلفوه لنا من تراث ذاخر وسيرة عطرة، وضرورة تعليم أبناءنا وبناتنا عن إنجازات هولاء النفر الذين لم يكونوا  في احسن الاحوال منا باي حال !! الي ذلك الحين حتي ذلك نترككم مع هذا المقال حتي نلتقي مع قمة دارفورية أخري*.

آدم بابكر

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.