العلاقة بين اللغة وبين نشاط الانسان علاقة مباشرة محرومة من ميزة الاستقلالية, حتى النسبية منها .

فهى أداه طيعة لكل أيدولوجية , لكل طبقة بمستوى تحمل أى دلالة الطبقة. اللغة العربية هى لغة عرب الشمال وقد أشتقت من اللغة النبطية الذى أشتق منها الخط العربى . وقد تطورت الكتابة النبطية فى الحجاز لموقعها التجارى ومن اللغات العربية التى كانت متداولة لغة حران ولغة الانبار .
ظاهرة التوحيد اللغوى لم تكن ظاهرة منفصلة عن الظاهرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية التى تبرز فى سير تطور المجتمع العربى آنذاك
بذلك استطاعت الاستقراطية المكية القرشية بحكم موقعها نشر لهجة قريش الذى نزل بها القرأن . ففى مواسم الحج كان تجتمع العرب بلهجاتهم المختلفة وكان القرشيون يسمعون كل لغات العرب فما استحسنوه تعلموا به لذلك كانوا أفصح العرب
لقد كان قبل الاسلام وجود ديانات فى الجزيرة العربية 1ـ الوثنية أذ كان يعبدون الكواكب كالشمس والقمر 2ـ اليهودية والمسيحية وكانت تدين بها القبائل المتاخمة لسوريا 3ـ الحنفية وهو دين يدعو للتوحيد ويرفض عبادة الاصنام وكانوا يقولون أنهم على ديانة أبراهيم . ومن أشهر الاحناف قيس بن ساعدة الايادى وزيد بن عمر وورقة بن نوفل
  لقد كان الرسول فقير رعى الاغنام بالرغم انه من قريش ولكنه كان من اقل الفروع القرشية ثراء وقد اتصل الرسول بالحنفاء , وظلت الدعوة 13 سنة بمكة مع مواجهة مع استقراطية قريش وقد تجمع حولها الفقراءوالضعفاء . حاولت قريش بشتى السبل اثناء الرسول عن دعوته بدينه الجديد بشتى السبل فقد جاء فى سيرة بن هشام وفى السيرة الحلبية ما خلاصته , لما مرض ابو طالب مرض وفاته واتاه الملأ من قريش وطلبوا منه ان يكلم محمدا فى ان يتركهم وآلهتهم ويتركوه هم وشأنه , فدعاه ابو طالب وكلمه فى ذلك فقال محمد :أرايتم أن اعيتكم ما سالتم هل تعطونى كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم . وقد صرح بقايته لسراقة بن مالك المدلجى ففى السيرة الحلبية : لما خرج محمد من مكة مهاجرا الى المدينة هو وابو بكر جعلت قريش لمن يقتلهما مائتى ناقة وارسلت الاخبار . فخرج فى طلبهما سراقة بن مالك وادركهما : قال سراقة يا محمد انى لاعلم  انه سيظهر أمرك فى العالم  وتملك رقاب الناس , فعاهدنى أنى اذا أتيتك يوم ملكك فأكرمنى , وطلب اليه ان يكتب له كتاب آمان . فأمر عامر بن فهيرة مولى ابو بكر وقد كان معهما فكتب له كتاب آمان . ولما أراد سراقة الانصراف قال له محمد : كيف بك يا سراقة أذا تسورت بسوار كسرى . قال: كسرى بن هرمز قال : نعم ووعده فيها بعد فتح بلاد العجم .
وقد صرح بغايته لعدى بن حاتم لما وفد عليه من الشام وكان عدلى على دين النصرانية او الركوسية وكان شريفا فى قومه يسير فى قومه بالرمباع . اى ياخذ ربع الغنيمة كما هو شأن الاشراف وكان جيش محمد قد أخذ أخته بين السبايا ولكن محمد أكرمها فذهبت الى أخيها عدى فى الشام وحرضته الى الخروج الى محمد فقال : خرجت حتى جئته اى محمد بالمدينة فدخلت عليه فقال: من الرجل فقلت : عدى بن حاتم فقام رسول الله وأنطلق بى الى بيته ثم تناول وسادة بيده من أدم محشوه ليفا وقدمها الى وقال: اجلس . فقلت: بل أجلس انت فقالك اجلس . فجلست وجلس رسول الله على الارض فقال : يا عدى اسلم تسلم ثلاثة مرات فقلت : أنى على دين فقال : أنا أعالم بدينك فقلت: انت أعلم منى بدينى . فقال: نعم , فقال: الم تسير فى قومك بالمرباع ؟ فقلت:نعم  فقال: لا يحل لك فى دينك
بقلم دكتور ابراهيم حسب الله