حتي لا ننسي ..

..
اليوم الوقوف بعرفه وغدا اول ايام عيد الاضحي المبارك ..
و النشامي احمد الضي بشارة وهشام علي ود قلبا سيقضونه داخل معتقلات نظام المجرم السفاح عمر البشير وعصابته المجرمين والقتله اكلي اموال الارامل واليتامي ..
..
هل تعرفون كيف يكون العيد داخل معتقلات امن المجرمين ..؟؟
انا حاوريكم العيد عامل كيف داخل المعتقل فقد حضرت عيد الاضحي داخل معتقل كوبر عام 2013 ابان هبة سبتمبر المجيده ..
..
يوم الوقفه بالليل حوالي الساعه 2 صباحا جاء عدد من عساكر الامن وفتحو الباب وندهو حوالي 10 اشخاص من عنبرنا وحاولو يدونا احساس انو مرحلنهم مكان تاني عشان نحن ما نعرف ولا هم يعرفو انو فاكنهم ..
المهم ساقوهم وقفلو علينا نحنا الباقين الباب ومشو
..
تاني يوم الصباح مع اذان الصبح بقينا سامعين صوت خرفان كتاااار جدا وفرحنا قلنا مادام اصلا سجن سجن نستمتع بالشيه مع الخرفان الكتيره دي .. المهم الواطه فتحت وبدو يضبحو في الخرفان ونحن سامعين الاصوات ووفي عسكري جا بالشباك شاغلنا وقال لينا .. (اها حتعيدو معانا بي خروف الجهاز .. بختكم  .. عشان تاني ما تقولو علينا انو ناس الامن ديل كعبين او تقولو علينا كلاب )
.. طبها كلامو ده مع الاصوات ديك ادتنا تطمينات كبيره وبدر الدين عبد الباقي اخد ليهو رقده كده وقال ( والله كان ادونا خروفنا ده وخلونا نشويهو برانا كان احسن لانو اكيد هم حيكلفتو الشيه .. والشيه دي اهم شي فيها النجاض السمح)
ودكتور عصام قال ليهو يا بدر الدين عليك الله اسكت ما تنجهنا .. كدي خلي يجيبو لينا اي شي بناكلو  بس المهم نعيد ..
مرت الساعه ووقت الفطور جا والباب فتح وكلنا مطرقين سنونا واذا بالصحانه تقعد قدامنا وذااااااات الفول الدقااااااق الاسود المسوس المر المن غير ملح ولا زيت يقعد قدامنا بذاااات الصحانه المطفقه بالجمبات ..
طبعا في اللحظه دي انا جاني هبوط في الدوره الدمويه وكل الموجودين اصابم ذهول وبقينا بس متنحين كده لدقايق وبعدها فكينا ليك ضحكه لمن هزت العنبر ..
وقمنا اكلنا فولنا كالعاده حفظا للحياة ونمنا ..
يالا وقت الغدا جو فتحو الباب وجابو لينا صحانه ملانه مويه عكرانه كده .. فاستغربنا جدا انو ده شنو ده .. المهم لمن ختوهم وقعدنا اكتشفنا انو ده ما من ضمن الملاحات الوهميات البجيبوهم لينا ناس القرع والبامبي البدون اي نكهه ولا طعم وكلهم مويه .. لكن ده شكلو اسوء منهم .. وبقينا نتغالط في ماهية الملاح ده .. البقول دي اسمو جرجر والبقول ده ملاح جلود والبقول دي موية غسيل الكرشه بتاعة الخرفان ..
المهم بعد غلاط كبير اكتشفنا انو دي شوربه بتاعة عضام ومع الشوربه في كل صحن في زي خمسه عضمات كده و اقسم بالله عدمانات حتة اللحمه .. يعني ولا طايوق زاتو ما فيهن ..
والشوربه دي ملانه عطرووون لمن لونا متغير زاتو ومره مراره فظيعه .. يعني اكلنا عشان ما نموت بالجوع بس اما العضام
غايتو الا الزول يلعب بيهن شليل غير كده ما بنفعو لي اي شي شي تاني …
اما بالليل جابو ذات الشعريه البدون لبن المسماة جزافا وزورا وبهتاناً شعيريه باللبن .. تلك الشعيريه التي حلف استاذنا محمد مختار عضو اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي طلاق بالتلاته ان لا يأكلها طيلة حياته .. وكان من يوم ما حلف ما بتعشي بيها .. او بقرض ليهو عيشه او بيغمز في باقي ملاح الغدا لو فضل .. وهكذا لحدي ما مرق ..
..
..
وبكده انتهي العيد .. في كوبر ..
..
مع العلم انو ده كلو حصل لينا ووقتها البلد لسه كانت ازمتا ما زي الان وكانت لسه فيها حبة خير والحياة الي حد ما كانت افضل من الان ..
اما الان مع الضيق والجوع والضنك العايشاهو البلد ده اكاد اجزم انو ناس احمد وودقلبا الفول زاتو ما حيدوهو ليعم ولا موية الكرشه دي زاتو ما حيشوفوها اصلا ..
..
ده وضع اخوانكم والمعتقلين عشانكم الان .. فهل سيطيب لكم اكل الشيه واللحوم وهم في هذا الحال؟؟
..
بالله مش عيب علينا؟؟

# محمد حسن بوشي