الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية /        *تضحية لوركا*

       *تضحية لوركا*

قصة

_______________________
// محمد همت

نظر الي هاتفه و هو يرن اختلسه التفكير بأنها احدى التهاني  بمناسبة اليوم المقدس بالنسبة لهم ، لم تعتريهم اية افكار قبل ذلك التراجع لانهم ينشغلون كثيرا بالثانويات و يتجاهلون الاولويات و ياله من تفكير عقيم ،كيف يسمح لنفسة اتخاذ ذاك القرار المجحف و الظالم ، اذ  يبدو ان الظلم اصبح السمه السائدة الان ، لقد شاهد حادثة اعدام لإمرأة سعودية في احدى المجموعات الفرنسية ، لقد انقبض قلبه لدرجة الانفطار ،برر البعض بأنها قَتلت زوجها او غير ذلك و لكنه لا يتخيل القتل بذاته سواء لها او عليها ، فهي عملية وحشية علي كل حال و تستفز المشاعر الانسانية لدرجة اللامعقول ، امثالة لا يتحملون تلك الدموية  و بشاعتها ،
ما اثار فجيعته ان اولائك الذين اجشئوا تلك السيدة علي ركبتها مجبورة ليقطعوا رأسها بكل برود  في احدى الشوارع العامه ليغرزوا التخويف اكثر فأكثر فأكثر في نفوس شعبهم و هذا ما اعتادوا فعلة فلم يعتادو غير ذلك و تاريخهم يشهد

لقد شاهد مناظر مماثلة في الشكل لكنها تختلف كليا في المضمون ، فإعدام الشاعر الاسباني العملاق لوركا كان مثالا للشجاعه و التضحية ، فقد كان يتلو قصائدة الهتافية الثورية امام الجنود المكلفين بإعدامه ويا  لها من لحظة و يا لها من مدرسة ادبية ثورية تجابهه الموت بكل شجاعة ، و من قال ان الادباء و الشعراء يموتون بالاساس؟ لم تلبث دقائق حتي ، احتضنت الارض جثة لوركا كأنة عناق ابدى و لكن لازالت فكرته باقية ، فالافكار لا تموت و لكنها تعلق علي البرزخ ولا تتدلي الا للابطال امثالة . ان الادباء و الشعراء
يمكنهم التضحية ولكن لا يقبلوا مطلقاً ذرة امتهان او مزلة و لا يعرفون التراجع لأن كل متعلق بهم هو ايمان و قناعة و محددات الموت لديهم لا تعني الفناء بل تُسجل بأحرف من ذهب علي سجل التاريخ  .
لا ينقطع كثيرا عن الاطلاع علي البرنامج المُعد من العملاق الاسمر ذو الاثنان و سبعون ربيعاً و يقوم بما ساهم في اعدادة و هذا ما يواكب تطلعاته لا اكثر فدرجة التحرر التي يحملها بداخلة لا يتحملها سوى قلمه و احياناً اوتاره ، اما صاحب الهاتف لم يدرك تلك الحقائق و ظل يبحث عن حلول سطحية لا تلبي الحاجة الى اقناعه مثل كل تلك المجهودات الضائعه كسابقاتها .
إن المحاولات الفاشلة لترضيته بتبريرات هشه لم تداعب حتي خيالاته لم تجعلة يلتفت حتي

فحالة الجمود و التراجع بسبب الاقلية لم تخدش جدار افكارة قط ، فقد علمته تجربة قالخمسة ايام  الاكثر وضوحا و شفافية ، في مدينته التي  اخلته من بيته بواسطة البوليس ، كمحاولة لسلخ ماضيه عن حاضرة لكنها قد منحته فرصة لم يكن يحلم بها في الوصول لذاته الذي يفتقدة منذ الازل و لو كانوا يعلمون لغيروا رأيهم لكن لا احد يعلم و لسوء الطالع انهم لا يقرأون ، فقد نبه كبير حراس مانديلا جنودة ان يحسنوا التعامل مع المعتقلين السياسيين لأنهم يعودون للحياة العامه بعد حين و ربما تنقلب الموازيين و كثيراً منهم يصبحون زعماء ، فقد اعتلى مانديلا رئيسا لجنوب افريقيا و تحققت مقولة كبير الحراس
فالمعتقلين ليسوا مجرمين و يسمي اعتقال و ليس قبض ، و قد برر مانديلا نفسة عبر مذكراتة ان زعيم الحرس قد فطن حقا و قرأ الواقع بتمعن

خمسة ايام فقط كانت تفصل بينه و بين البراغيث التي وجدت  اخيرا  طريقها الي فروة رأسة و ليتها شبعت من دماءة ، لكنها مثل جميع المحاولات الصدئة و المؤقتة ، فظرفه تحتم ذلك

انها لا تتعدى كونها مثالية زائفة لا تخاطب عمقة المفعم بالامل رغم ان الطريق ليس بتلك البساطة و الرجوع مستحيل ، و العناد مؤصل في مخيلته و المشكلة في غاية التعقيد  بالنسبة له فالحل حلول و التراجع انتكاسة .
و هل من كان يلقي محاضراته المجانية لمتعافي الادمان سيكون عرضة للانتكاسة-هو؟
لا يمكن ذلك بكل تأكيد ، لا يمكن مطلقاً

و برغم كل ذلك فإنه يواجه المواجع بالصمت و السكات فهو سلاح لم يجربة الكثيرين ، خصوصا عندما يتعلق الامر بالمقربين ، لقد تغيرت الظروف كثيرا الان فلم تعد الحماسة تضج بساحاته و يعلم جيدا حجم المأساة ، و لم يطبق صمته ابدا فكل متاح عنده بالممكن ، ليس الوحيد من بيئته الذي يعاني فقد صار الامر معايشة ، البعض يتزمر فهي قد اثرت علي الجميع لكنه تخطاها بأمل جديد و تحقيق حلمه الذي طالما تمني تحقيقة فالوصول ايضا ممكناً هناك ، فالممشي العريض يتسع لافكارة، أحيانا تنعكس عليه الطاقات السلبية و تتحول لروح انفعالية واخزة لتحقيق الذات ، فهو لا يلتفت لمن غدرو به ،يغلق بابة و يمضي للامام بهدوء و لا يلتفت للوراء ، فهذا ما اعتاد علية و كم هي رائعه بعض اقوال المثقفين التي يستمد منها تصحيح مسارة مثل مقولة مهدى عامل ( لست مهزوما ما دمت تقاوم)
لم يتوقف قط عن الوصول لفردوسة البعيد ، فقد تفائل بقدوم الملاك العبقرى الاسمر و خطط لملاقاته و قد وضع خطة لتلك الزيارة ، قد احبة حقا ،  و بدون سابق انزار قد فوجئ بعودتة ، دون سابق انزار ، استنكر ذلك التصرف و لم يشكي لأحد و لن يفعل  ، هي طبيعته الباردة لكن قلمة لم يطاوعة وقد كشف المخفي ، يا للقلم ، لا يعرف الكتمان ، يبوح بما في الصدور و لا يتنكر الفواجع ، و عند حدوث تلك التراكمات ينفجر مدادة سائلا نحو الاوراق الدامية

ليعيد الشريط منذ البداية و هذا ما يعكر صفوه ، لذلك قرر ان يخوض ذات التجربة التي توصل اليها كيرابا كنتا كنتي في رواية الجزور ، بعد 40 عاما من تحمل ويلات العبودية و فقدانه لأسرته بغينيا الاستوائية و فشل في الرجوع اليهم رغم محاولات الهرب الكثيرة و اخيرا قرر البدء من جديد

و عند انعدام الحد الادنى من احترام فقرار كنتا كنتي هو الحل الامثل لمن عانوا المكايدات امثالة ، لكنه لم يبالي علي الاطلاق ، ببساطة هم عديمي مقدرات حقا لذلك اية مقارنة بينه و بينهم لن تكون متكافئة فالمفاهيم مختلفة كذلك طريقة التفكير .

استنكارة و انتقادة لهم لم يعد مجديا فقد حسمت المواقف فإما أن يعمل او يخرس كما قال التشي
البدايات كعادتها لا تتشابهه مع النهايات فقيل ان الرجال الغاضبين هم الاكثر وضوحا ،فلحظة الغضب تعكس المعدن الحقيقي لهم لقد ادرك جيداً و لم يهتم بعد ذلك البته ، فالتشخيص يعقبة العلاج و علاجة الصمت

انتهت

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.