السبت , مايو 4 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ظاهرة حراس الفضيلة …!

ظاهرة حراس الفضيلة …!

سامح الشيخ

لقد الهم الله النفس البشرية فجورها وتقواها وجعل هناك خيار لها  ان تختار من الخير والشر  لقد جعل الله الإنسان حرا لكن الإنسان يريد يستعبد أخاه الإنسان فاثر بعض من بني  البشر على أنفسهم أن يقيموا ويجعلوا أنفسهم في مقام الإله ويقيسون ايمان هذا وتقوى تلك عبر تتبع عورات الناس ومراقبة أعمالهم ثم الحكم عليهم بالتقوى أو الفجور بنشر ما يعتبر ذلة يعاقب عليها المجتمع اكثر وقبل  العقوبة المنتظرة في الدار الآخرة بغرض العزل الاجتماعي وتخويف الآخرين ويظلون هم يرتكبون نفس الأعمال لكن بقاعدة اذا ابتليتم فاستتروا فاي نفاق واي شكلية ومظهرية هذه التي تفترض وتكرس لمجتمع يخاف الناس ولا يخاف ربه  .كل هذا يتم بحسب فهمهم للفضيلة ومقياسها عندهم فانطبق عليهم مبدأ اتامرون الناس بالمعروف وتنسون انفسكم .

في الأيام القليلة الفائتة لفت نظري شاب يتحدث بعمق عن أزمة التدين الشكلي الذي جاء به السلفيين وحلفائهم من اخوان مسلمين وغيرهم من المتمسكين بقشور الدين وهو يتهكم عن أن السودانيين كانوا غير مسلمين وجاء الكيزان وهدوهم لدين الإسلام . فليس الدين عندهم سوى شعائر أشبه بالطقوس مجرد تاديتك لها تجعل منك وصي على الآخرين انطلاقا من انك تقوم بواجب العبادات الظاهر وانه طالما شاهدك الناس تؤديها عليهم أن يشهدوا لك بالتقوى وبالايمان وان تخر لهم ساجدا مسبحا بحمد ايمانهم تريد مؤمنين ظاهريا لا يهمهم ولا يابهون للظلم أو الكذب أو الرشوة وتطفيف الميزان والرفق بالضعفاء أو حتى الرفق بالحيوان يأتي كل ذلك عقب أن تكون كما يريدون هم رغم أن الاختلاف أية من آيات الكون.

لقد بدا ظاهرا للعيان مدى سطحية العقلية  التي تعاملت مع فيديو السودانية بدبي حيث انتهك خصوصية الجلسة أحد الجبناء وشاركه مع الجميع بدلا من أن  يمارس الناس ضغطا وذما  ونقدا لمنتهك الخصوصية  نزل  حراس الفضيلة جلدا بالسنتهم وعنفا لفظيا تجاه المنتهكة حقوقها بانتهاك خصوصيتها  التي لم يتاذى منه أحد  وزعموا انها اعتدت على شرفهم  الرفيع .

وبنفس القدر ونفس السطحية هاج وماج حراس الفضيلة عندما رأوا المذيعة تسابيح خاطر بدون طرحة في إحدى القنوات العربيه انقسم حراس الفضيلة ما بين باكي ومترجي يقدح في شرف محصنة ويغتاب  إنسانة لها اسرة ولها خصوصيتها أن تلبس الطرحة او لا لقد انسى الله مثل هولاء البشر أنفسهم  والهاهم بتتبع عورات الناس ومراقبتهم مالك انت وطرحة قلعتها احداهن غض بصرك انت فهذه مسؤليتك.

بنفس القدر. اثبت الكيزان أن عميق ايماننا القديم قد غادر إلى غير  رجعة وذلك حين لم يلقى خبر وقوع فصل فوق راس بعض التلميذات نفس قوة رد فعل شريط فتاة دبي  أو تبرج مذيعة يرى حراس الفضيلة مثلها كل يوم  بعد أن خطف الموت منهن أربعة زهرات وايضا العام الماضي عند سقوط مرحاض بمعلمة وأودى بحياتها لم يثير حراس الفضيلة هذا الأمور طالما لم تمس خصوصية فهم يريدون الأحداث المثيرة التي تثير المجتمع وتجعلهم يتتبعوا الاعراض  ليعلوا من شأن انهم متدينين اكثر من الأخرين يريدون اثبات كفر الآخر أو الحاده رغم أن له هذا الحق مثل الإيمان  .

اما ثالثة اثافي حراس الفضيلة إدانتهم لرقص ضابط بالقوات المسلحة قالوا إنه دنس شرف العسكرية بسبب رقص ماجن أو داعر فاليكن ما يكن ايضا كانت هنالك خصوصية للمناسبة انتهكها أحدهم فليكن ايضا منذ متى كان الرقص معيب وينتهك الشرف ونحن تجري في دمائنا ايقاعات من لدن النقارة الى النوبة إلى بقية تنوع الإيقاعات التي تعرفون وان قلنا لكل مقام مقال وهذا رجل جيش أو نظامي لماذا لا يثور حراس الفضيلة على النظامين عندما يلطخوا سمعة مؤسساتهم بالقمع والقتل والانقلابات وعدم الالتزام بقوانين الحروب لكنهم عميت بصايرهم فحق عليهم أنه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم من الظن الآثم بفجور الآخر واضعين أنفسهم في مقام  أصحاب التقوى والصلاح والايمان وأصحاب الفضيلة فتامل  بربط الآية بحتى التي تفيد الاستئناف فلن يحدث تغيير ومازال حراس الفضيلة لا يريدون ويأبوا  أن يغيروا أنفسهم وهو نفسه سبب عدم استجابة الدعاء لأنهم الاستجابة لله غير الاستجابة للمجتمع والناس .

وأخيراً وليس اخرا لقد نجح الكيزان في إطفاء نور العقل إن كان فتى لندن السوداني المدعو خاطر  مذنبا الى الان لم يتأكد من دوافع الحادث المتهم فيه بالإرهاب أو فتاة كلية الطب التي يرجح أنها كانت في طريقها إلى داعش بليبيا أو غرب أفريقيا هولاء أو غيرهم خرجوا من صميم الفقه الذي يبيح الجهاد في غير الدفاع عن النفس فقط  ومن الفقه الذي يبيح وطء الأمة وملك اليمين وعتق الرقبة هذا وإن أنكره كثير من  المسلمين يظل موجود في المناهج والكتب ويدرس في باب العقائد الإسلامية سيخرج مزيد من الارهابيين والارهابيات فالحرب على القاعدة وطالبان وداعش وكل التشدد يأتي بعد تنقية كتب الفقه الاسلامي والكتب الصحاح التي تخالف وضعية السياق التاريخي للعصر الذي نعيش فيه ثم بعدها يحق لنا أن نقول داعش وغيرها لا تمثلنا  فمعظم العقليات تتعايش مع هذا المنهج بود ولا تجرمه ولا تعتبر الذي شارك داعش ومثيلتها مجرما وتستقبل بناتها واولادها استقبال الفاتحين اعلم أن الإنقاذ ليست فكرة شاذة بل هي مننا وفينا ونحن تتظاهر بأنها لا تمثلنا.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.