مسارااات – كل اناء بما فيه ينضح .. هذه مقولة تنطبق على وزير المالية !!

عبدالقادر العشارى
مسارااات
كل اناء بما فيه ينضح .. هذه مقولة تنطبق على وزير المالية !!
*كان عندما يتحدث رئيس الوزاء الأسبق محمد احمد المحجوب تهتز له المنابر وهو يتجول بخطابه وطلاقة لسانه فى نفوس واذهان الجماهير المحتشدة  .
* وتتشوق الجماهير وتقطع مئات الاميال سيرا على الاقدام لتستمتع بخطاب سياسى لوزير المالية الأسبق الشريف حسين الهندى بكلمته المليئة بالأدب والمحسنات البديعية والاستعارة التى تتحف السامع وتدهش اذن الجماهير التى تتمنى الا ينهى الشريف كلمته وحديثه الرصين والهتاف والتأيد يشتعل وينطلق منها بين كل كلمة والاخرى ، “مبادئ الأزهرى لن تنهار وطريق الهندى طريق احرار”
*طالعتنا صحف اليوم ” الاربعاء ” بمانشيت عريض لأحدى الصحف فيه حديث لوزير المالية يقول فيه ” السودان ظريف .. لكن عايز المصاريف ” ، ولعمرى هذه سقطة جديدة لوزير المالية يضيفها لسقطات حكومته المتتالية ، فبعد الفشل الذريع فى ادارة شؤون الدولة والفساد السياسى والأقتصادى والأدارى الذى فاحت رأحته الكريهة واذكمت حتى انوف الدول المجاورة ، يخرج علينا هذا الوزير الفاشل ليصرخ ويصيح بصوته القبيح فى اذان شعبه المكلوم “بأن السودان ظريف ، لكن عايز المصاريف ” نعم والله هكذا نطقها وهكذا تدار الدولة السودانية بذات الأسلوب السوقى وذات العقلية الطفيلية  .
*عندما كان يستفرغ وزير المالية مابداخله من قاذورات ولغاوييس كان نظرائه من الدول الأخرى مشغولين بالخطط والدراسات التى تحقق الرفاهية لشعوبهم وللأجيال القادمة بعد ان تجاوزو مرحلة الأكتفاء الذاتى .
*ففى الوقت الذى كان فيه مشدوها وهو يقف امام الصحفيين جسدا بلا روح كالخيال ، كانت كل اسعار السلع ترتفع ارتفاعا جنونيا فى السوق ، كان العجز فى ميزان المدفوعات قد تجاوز السبعة مليار دولار ، كانت شركات الأدوية تشكو عجزها فى استيراد
مئات الانواع من الادوية بما فيها الأدوية المنقذة للحياة بسبب انعدام العملات الاجنبية ،كانت شركات الطيران تتوقف عن رحلاتها بسبب انعدام الوقود   كانت خراف الاضاحى قد وصلت اسعارها الى اسعار خرافية .
*فمن أين اتى وزير المالية بهذه الظرافة وقد فشلت حكومته فى توفير مصاريف ” ساندوتش الطعمية ” لتلاميذ المدارس ، من أين تأتى الظرافة ويدار اقتصاد البلاد لأكثر من سبعة وعشرين عاما كاملة بميزانية حرب ، الأولوية فيها لشراء الاسلحة المتطورة من اجل قتل وابادة المواطنين وليس من اجل عدو خارجى ، بينما اهملت فيها كل القطاعات الحيوية من صحة وتعليم وخدمات وزراعة وصناعة وغيرها .
*هل سأل وزير المالية نفسه لماذا فشلت حكومته فى توفير هذه المصاريف الذى يطلبها  لتكتمل الظرافة ، دعونى اتبرع بالاجابة للسيد الوزير وهى انكم لستم بجديرين لأدارة دولة تتوفر فيها كل مقومات الدول الكبرى التى تحتاج الى عقول متفتحة وشخصيات وطنية ابعدتموها وشردتموها بحجة الصالح العام حتى يخلو لكم الجو وتنفردوا بكراسى الحكم ، انتم كالخراف لاتنظرون ابعد من ارجلكم . ولا تفكرون اكثر من بقائكم فى الحكم ، ولا تتفوهون الا بمثل هذه العبارات التافهة الفجة التى تشبهكم وتشبه عقولكم الظلامية المتحجرة